من منّا لم يسأل نفسه: لماذا لا أتذكر شيئاً من طفولتي، خصوصاً السنوات الأولى؟. حاولت «هيئة الإذاعة البريطانية»، أخيراً، الإجابة عن هذا السؤال الشائك البريطانية عبر دراسة علمية قوامها إختصاصيون في علمي النفسي والأعصاب. فهل يمكننا إستعادة ذكرياتنا في الطفولة، مزروعة في نهاية أدمغتنا؟.
تفيد الدراسة المنشورة على موقع «بي. بي. سي» بأنّ أدمغة الأطفال تتكوّن داخل أرحام أمهاتهم، قبل خروجهم إلى الحياة، لكن من الصعب «معرفة لماذا ليس لدينا أي ذكرى من طفولتنا».
وللإجابة عن هذه الإشكالية، تبيّن أنّ سبب ذلك يعود إلى «النمو الضعيف للأدمغة في السنوات الأولى. حتى عندما نصبح شباباً، لا يكون الجزء من الدماغ الذي يلعب دوراً رئيسياً في الذاكرة قد اكتمل بعد لكي يحفظ هذه الذكريات».
هذه المسألة لا بد أن تحيلنا إلى ذاكرة الإنسان السريعة في النسيان. حسب عالم النفس الألماني هيرمان إيبنغوس، الذي عمل على الذاكرة البشرية في القرن التاسع عشر، ثمة هوّة في الأدمغة البشرية «تساعد على تطاير المعلومات منها سريعاً». ويضيف: «بعد مرور 30 يوماً،على حدث معيّن، نحن نتذكر 2 أو 3% فقط من الذي حدث. لذا تصبح الأحداث سريعاً في طيّ الماضي».
مع ذلك، تؤكد bbc أنّ هناك أشخاصاً لا يتذكرون أحداثاً حصلت معهم قبل عامين، في مقابل إستعادتهم لأمور أخرى حدثت معهم في سنوات مبكرة من حياتهم حين كانوا بين سن السابعة والثامنة.
في هذا الخصوص، تحذّر أستاذة علم النفس في «جامعة كاليفورنيا» الأميركية، إليزابيث لوفتوس، من أن تكون هذه الذكريات «مجرّد أفعال مختلقة متخيّلة ولا تمت للحقيقة بصلة، فيما تعدّ الذكريات الحقيقية تلك المبنية على حوارات والنقاشات مع باقي الأشخاص».
المصدر: بي بي سي