عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري في مقرها في حارة حريك, برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها.
وأصدر المجتمعون البيان الآتي: “في شهر رمضان المبارك, وفي مستهل الجلسة جرى التوقف عند أبعاد وآفاق الصوم وما ينجم عن التزامه من أثر بناء وايجابي سواء على سلوك الفرد او الجماعة او المجتمع.
إن انضباط الإنسان وفق معايير الاستقامة يوفر على المجتمعات والدول الكثير من الجهود والنفقات والمشاكل, ويسهم في نظم الحياة الاجتماعية والاقتصادية بما يضمن التخفف من الانانيات والاطماع, ويشجع على التعاون والتضامن والتكافل بين ابناء المجتمع الواحد.
“لعلهم يتقون”، تلخيص محكم لمجمل الغاية النبيلة التي يسعى الصوم الى تحقيق آثارها التربوية الوازنة والداعمة لاستقامة السلوك البشري على مختلف المستويات.
إن ما يعتري العالم اليوم من أزمات ونزاعات وحروب, ليس إلا الناتج الطبيعي للطغيان من جهة، وللجحود والتنكر لحقوق الاخرين من جهة أخرى, ولتوسل الكذب والنفاق لتمرير المصالح الخاصة على حساب المبادىء والقيم والمصالح العامة من جهة ثالثة. بمعنى آخر، إن معظم حالات عدم الاستقرار والتوتر في العلاقات بين البشر مردها الى مجافاة معيار الاستقامة الذي يتعذر بلوغه دون التزام الصوم الذي اراده الله في ما اراد, مسلكا تربويا للانسان والمجتمع.
إن كتلة الوفاء للمقاومة, إذ تهنئ المسلمين كافة في لبنان والعالم, بحلول شهر رمضان المبارك, فإنها ترجو الله عز وجل أن يمن على اللبنانيين جميعا بالتفاهم والتوافق وببركة العيش الواحد الذي تسوده الإلفه والمحبة والتعاون.
لقد بحثت الكتلة العديد من القضايا والتطورات وخلصت نتيجة التداول في جلستها الى ما يأتي:
1- عشية إنجاز الحكومة للموازنة وإحالتها على المجلس النيابي, تؤكد الكتلة ان الاجراءات المطلوبة للحد من الازمة المالية الخانقة, وانقاذ البلاد من تداعياتها تتطلب من الحكومة اتخاذ خطوات جادة للاصلاح المالي والاقتصادي, ومكافحة الفساد والحد من الهدر ووقف التهرب الضريبي والانفاق غير المجدي كما تتطلب من المصارف ان تتحمل مسؤوليتها الوطنية وتسهم بدور وازن في خفض العجز, وتحقيق مصلحتها في اطار المصلحة الوطنية لبلاد.
2- تعتبر الكتلة أن الإنجاز المهم الذي تمثل بإعادة تكوين الحسابات المالية العامة للدولة, يجب أن يكتمل بالتدقيق المحاسبي في ديوان المحاسبة, وذلك قبل مناقشة موازنة العام 2019.
إن اقتصار التدقيق الآن على قطع حساب العام 2017 لن يجيب عن الاسئلة المطروحة، بل لا بد من انجاز التدقيق بدءا من حسابات العام 1997 وصولا الى العام 2017.
3- ان التصعيد العدواني الاخير على غزة فلسطين وأبنائها, اثبت مرة جديدة ان العدو الصهيوني عاجز عن تغيير قواعد الاشتباك مع المقاومة, وان الجهوزية التي أظهرتها المقاومة في التصدي للعدوان, اكدت صلابة الارادة لدى شعبنا الفلسطيني وفصائله المقاومة وقدرتهما على الصمود وافشال اهداف العدوان.
ان كتلة الوفاء للمقاومة تحيي أبطال غزة المقاومين الشجعان كما تحيي جماهير الشعب الفلسطيني في غزة وكل الاراضي الفلسطينية, وتشد على أيدي عوائل الشهداء الابرار وتدعو الله تعالى بالشفاء العاجل للجرحى, وتعرب الكتلة عن تضامنها مع الذين فقدوا منازلهم أو لحقت بهم الاضرار وتؤكد على الشرفاء القادرين من ابناء امتنا القيام بواجب الدعم في هذا المجال على الاقل ونحن واثقون بالنصر : ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم”.
4- تدين الكتلة العدوانية الاميركية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية, وتعتبر ان العقوبات التي تتعمد الادراة الاميركية مواصلة فرضها على الشعب الايراني لا مبرر لها على الاطلاق, وهي تكشف عن النزعة الطاغوتية الدكتاتورية للادارة التي لا تقيم وزنا للقوانين والمواثيق, وتتصرف وفق شريعة الغاب.
لقد أثبتت التجربة منذ انتصار الثورة الاسلامية المباركة قبل أربعين سنة, أن الإيرانيين وقيادتهم يتمسكون بالمبادئ ويتمتعون بالارادة الصلبة الواثقة بربها لتجاوز التحديات, ولن يؤدي التنكر الاميركي لحقوق الشعب الايراني وللقوانين الدولية إلا الى المزيد من التخبط وتوتير المنطقة والعالم.
إن ايران تمتلك من القدرة والعزيمة ما يمكنها من الدفاع عن نفسها والانتصار لحقها”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام