يرغب الكثير من الناس في أن يصبح أطفالهم متميزين وأذكياء. ويمكن في الوقت الحالي إجراء اختبار الذكاء للأطفال وهم بأعمار مبكرة جدا. وعلى الرغم من أن هذه الاختبارات غير دقيقة وقد تكون نتائجها محض صدفة، لكنها قد تظهر ميلا واضحا للذكاء عند الأطفال، حسب ما ذكر موقع “نويرو ناشن” العلمي الألماني.
ونقل الموقع عن دراسة علمية حديثة قولها إن هنالك عدة طرق لتعزيز الذكاء عند الأطفال. وأشارت الدراسة إلى تناول الأحماض الدهنية المحتوية على أوميغا 3 تساعد في ذلك. بالإضافة إلى ذلك تبين أن الأطفال الذين يذهبون إلى رياض الأطفال بشكل منتظم ويبقون هناك حتى القانوني المسموح به، يملكون نسبة ذكاء أعلى ممن لا يذهبون بانتظام إلى رياض الأطفال.
من جانبها، ذكرت الخبيرة في الصحة النفسية إليزبيت شتيرن لمجلة فوكوس الألمانية أنه يمكن للوالدين تطوير مستوى الذكاء عند الطفل، لكنها أشارت أيضا إلى أن الوالدين “لا يمكنهم تطوير ما هو غير موجود فعلا”. أي أن الطفل لا يمكنه اكتساب الذكاء في حالة عدم امتلاكه بصورة كافية، وإنما يمكن للطفل تطوير مستواه ذكائه واستخداماته.
وأشارت الخبيرة الألمانية إلى الصفات الوراثية المكتسبة التي تحدد مستوى الذكاء عند الجنين، ولكن كل إنسان يمكنه التأثير على مقدار استخدامه لقدراته الذكائية. ويمكن للوالدين المساعدة في هذه الحالة. وقدمت إلزبيت شتيرن أربع استراتيجيات لتطوير استخدام الذكاء عند الأطفال وهي:
-القراءة: بحسب الخبيرة إليزابيت شتيرن فإن اللغة هي مفتاح الذكاء، لأننا يمكننا أن نخلق تصوراتنا عبر اللغة وتتيح لنا التفكير في المحتويات المعقدة والتعبير عن أفكارنا وفهم العالم بصورة أسهل.
-الاتصال المبكر للأطفال مع أقرانهم في السن: التواجد مع الأقران في السن يعزز العملية الإدراكية للأطفال، إذ يمكنهم مشاركة اهتماماتهم أثناء اللعب وتجربتها سوية.
-الرضاعة الطبيعية: حليب الأم مفيد لنمو الدماغ، فحسب دراسة علمية أجريت في البرازيل ، ارتفعت نسبة الذكاء عند الذين حصلوا على رضاعة طبيعية بنحو أربع درجات عمن لم يحصلوا على الرضاعة الطبيعية. وذكر العلماء أن الأحماض الدهنية في حليب الأم مسؤولة عن هذا التطور الإيجابي. وتلعب هذه الأحماض دورا مهما في تطور الدماغ.
-الثناء: أحد العوامل التي لا تؤثر بشكل مباشر على الذكاء لكنها تساعد على التعلم هي مسألة الثناء على الأطفال. لأن الطفل يجب أن يحفز أو يكافئ على أي جهد يقوم فيه، حسب عالمة النفس الألمانية شتيرن.
فيما أشار موقع “نويرو ناشن” العلمي الألماني إلى أنه يمكن تحسين القدرة الذكائية من خلال التدريب المنتظم. وخاصة عبر الألعاب الخاصة. مع ذلك يجب أن يكون المرء حذرا للغاية وخاصة مع الأطفال الصغار، لأن التعلم والتشجيع المفرط ليس مفيدا دائما للطفل وقد يأتي بنتائج عكسية، وخاصة أن الأطفال يستغرقون الكثير من الوقت للتعلم وإتقان اللغات وتعلم التفكير المنطقي.وعند بعض الأطفال قد يكون الدماغ لم يتم نموه بصورة كاملة.
وذكر الموقع أنه حتى العالم الكبير آينشتاين بدأ التكلم بصورة متأخرة، لكن ذلك لم يمنعه من أن يصبح أحد عباقرة العالم. إذ أن التأخير في التعلم ليس دائما علامة على انخفاض مستوى الذكاء. بل أن الأهم من ذلك هو أن يكون للأطفال الدافع للتعلم وحب الاستمتاع به.
المصدر: dw.com