تعرف التماسيح طوال حياتها بأنها حيوانات مفترسة ومخيفة، إلا أن غالبيتها، بعد موتها، تعود إلى الأعماق المائية لتصبح مجرد جزء من السلسلة الغذائية، وفقا لما يظهره بحث جديد.
وأسقط الباحثون من اتحاد جامعات لويزيانا البحرية (LUMCON)، جثتي تمساحين إلى قاع المحيط لاكتشاف كيفية التخلص منهما، واكتشفوا أن ذلك يجري بطريقة تشبه الحيوانات الأخرى ذات الحجم الكبير التي تعيش في محيطات الأرض، حيث أنه سرعان ما أصبحت الجثتان وليمة لسرب من الحشرات البحرية في القاع، والتي تسمى “متماثلات الأرجل”، وهي نوع من القشريات.
وقد تبدو هذه القشريات شبيهة بشكل لافت للحشرة البرية المعروفة باسم “أرماديلا”، وهذا التشابه وفقا للباحثين ليس صدفة، حيث أنهما تأتيان في نفس الترتيب ضمن القشريات متساوية الأرجل.
ولاحظ العلماء خلال الفيديو المصور ضمن التجربة، بعض هذه المخلوقات وهي تلتهم جثة التمساح بشراهة.
ويقول الباحثون إن القدرة على استهلاك كميات كبيرة من الطعام ليست مجرد عيب في سلوك هذه الحيوانات، ولكنها قد تكون أداة بيولوجية تساعد “متماثلات الأرجل” على البقاء لفترات طويلة من الزمن، مع ندرة الوجبات أو عدم انتظامها.
ويوضح الفيديو كيف تمكنت الحيوانات من اختراق الجلد السميك للتمساح، وصنع حفر عبر العظام شكلت تجويفات داخل جسم الزاحف العملاق.
ويشير الباحثون إلى أن هذه الحيوانات الشرهة تقوم بتخزين الطاقة على المدى الطويل، حيث أن أجسامها غنية بالدهون التي تساعدها على الاستمرار في ظل غياب وجبات لمدة قد تستغرق عدة أشهر أو حتى سنوات.
وفي إحدى التجارب في أوكيناوا باليابان، تمكنت هذه القشريات من البقاء دون طعام لمدة عامين، كما أنها في إحدى الحالات، تمكنت من العيش لمدة 5 سنوات كاملة دون طعام قبل أن تموت في نهاية المطاف.
ويقول العلماء إن التهام نصف التمساح سيستغرق من هذه الحيوانات نحو شهرين، وأنهم سيراقبون أنواعا أخرى من الحيوانات البحرية التي ستنضم إلى “حفل العشاء”، مثل أنواع معينة من الديدان.
المصدر: دايلي ميل