يقع مخيم الركبان في منطقة صحراوية بعمق بادية الشام، بالقرب من مثلث التنف الحدودي حيث تقبع قوات أمريكية غير شرعية التواجد. أحوال مزرية وصلت إليها الحياة في تلك البقعة الجغرافية التي تأوي مهجّرين سوريين من المناطق الشرقية للبادية السورية، حيث غادروا مناطقهم تلك إثر دخول وانتشار داعش في مساحات واسعة من البلاد، ثم توجهوا إلى المخيم كنقطة تجمّع لم يتمكنوا بعدها من المغادرة أبدأ.
دروع بشرية..
حسبما تشير مصادر موقع قناة المنار، فإن مخيم الركبان بات واحداً من أهم نقاط الضغط الأميركي في المنطقة الشرقية، حيث يتجول جنود أميركيون مدججين بسلاحهم في محيط المخيم بغية منع أي شخص من الاقتراب، بالتالي يشكلون عائقاً يحول دون مغادرة المخيم رغم ان غالبية المدنيين يريدون العودة إلى مناطقهم .
لاجئو المخيم بحال أسوأ مما يمكن وصفه، إذ تتم معاملتهم بطريقة قاسية من حيث تأمين أي من حاجياتهم الأساسية على العكس تماماً ممن ينتمون إلى التنظيمات التكفيرية ويرفضون العودة بسبب تجنيدهم والدعم الأميركي لهم.
الأحوال المعيشية في المخيم..
أكثر من عشرة آلاف طفل تحت سن الخامسة يتواجدون بين حوالي 55 ألف مهجّر سوري، جلّهم من المدنيين، بينما يتوزع بينهم عناصر داعش وعائلاتهم بنسبة تقارب 20% بالمئة حسب المصادر الواردة من المخيم والذي بات الاقتراب منه ممنوعا أيضاً.
مساحة المخيم تقوم على منطقة صحراوية قاسية الظروف، صيفاً وشتاءً، وهذه الظروف تفوق قدرة تحمّل الناس خاصة الأطفال منهم الذين يعانون قلة اللقاحات وكثرة الامراض، ما أدى لفقدان قسم كبير من المناعة، علاوة على كل هذا فإن عشرات الآلاف المتواجدين في مخيم الرّكبان قرب المثلث الحدودي يعانون نقص المواد الغذائية الأساسية والدواء والمياه الصالحة للشرب، ولا ينمو أي شيء في تلك البيئة بسبب طبيعة المناخ الجغرافي، كما ينقصهم جميع مقومات الحياة الصحية.
يشير لنا المصدر الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته، أن أحوال الناس الذين يريدون العودة إلى سورية وهم غالبية القاطنين هناك، وصلت لتكون تحت الصفر بدرجات، حتى الفِرق الإغاثية فلا تصل إلا حسب رغبة القوات الأميركية المتواجدة في المنطقة، إذ أنه منذ شهر ونصف تقريباً، دخلت قافلةٌ مشتركة بين الأمم المتحدة والهلال الاحمر العربي السوري، وسط ظروف أمنية مشددة بحماية الشرطة العسكرية الروسية التي رافقتها طيلة الطريق من دمشق إلى حدود المخيم، ثم تبعها بالقرب من المخيم، تشديدات أميركية كبيرة سادتها طائرات التحالف الأميركي غير شرعي التواجد في سورية، بغرض استطلاع القافلة وسير الأمور هناك.
الحكومة السورية وتعاملها مع هذا الملف..
في تصريح خاص لموقع قناة المنار من الدكتور أحمد منير المستشار في الحكومة السورية لملف المصالحة الوطنية، أكد أن مخيم الركبان ذو خصوصيتين، سياسية وإنسانية، وذلك من خلال الوجود غير الشرعي لقوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، ويشير لوجود كتيبة أمريكية وأخرى بريطانية يتبعها كتيبة إرهابية والاهم وجود حوالي 55 ألف مواطن سوري، وهؤلاء محتجزون من قبل الأميركي والبريطاني المتواجدين هناك بقواتهم الداعمة للإرهاب.
يقول المستشار منير “حاولت الحكومة السورية خلال الفترة الماضية من خلال طلبها للحكومة الروسية، إيصال مساعدات إنسانية للمواطنين المتواجدين في ظروف إنسانية قاسية جداً، وهؤلاء المواطنون أتوا من غالبية المناطق الشرقية الشمالية الشرقية، دير الزور، الرقة، الحسكة، ومن حلب أيضا، إضافة لبادية حمص.
هؤلاء المواطنون المحتجزون في مخيم الركبان، اعتبرهم مستشار الحكومة السورية أسرى لدى القوات الامريكية، وأكد أن الدولة السورية تعمل على إعادتهم إلى مناطقهم الأصلية، ونوه إلى محاولة هؤلاء الهرب من المخيم باتجاه الداخل السوري، إلا أن القوات الامريكية منعتهم، بعد أن تمكن القليل جداً من الهرب والعودة، وتمت تسوية اوضاعهم مع الدولة وذهبوا جميعاً إلى مدنهم وبلداتهم، كما أشار منير أيضاً إلى ان أكثر من قافلة إنسانية تم تعطيلها من قبل قوات التحالف.
ويؤكد مستشار الحكومة لملف المصالحة الوطنية أن قاطني مخيم الركبان تم استغلالهم لتجميع الإرهابيين في هذا المخيم، من أجل إعادة تدريبهم وتدويرهم في مناطق أخرى، وتوجه برسالة إلى الامم المتحدة وجميع المنظمات الإنسانية، مضمونها تسليط الضوء باتجاه المخيم والضغط الذي يقع على المواطن والوضع الانساني، وإيجاد حل لهذا الوضع.
إلى هذا كله، في حال تمت تسوية قضية مخيم الركبان، ونجحت مساعي الحكومة السورية في إعادة السوريين المحتجزين ضمن المخيم الحدودي الى مناطقهم بعد انتهاء التواجد الإرهابي فيها، فإن واشنطن ستخسر ورقة ضغط جديدة من يدها في حربها على سورية، ولن يتبقى لديها في تلك النقطة الحدودية أي درع بشرية تحمي بها إرهابيين ينتمون لتنظيم داعش تنوي استخدامهم في مناطق أخرى لتحريك الصراع مجدداً.
المصدر: موقع المنار