ليست هذه دراسة صحفية، بل دراسة مهنية تحليلية أجراها خبراء بتكليفٍ من شركة بوينغ لصناعة الطائرات. وبهذا الشكل يمكن أن يكون ما تعرضه قريباَ جداً للدقة. وبما أنّ الغالب على رحلات الطيران هو الأمان والسرعة، فإنّ ما يتذكره الناس برعب مدام هو حوادث سقوط الطائرات، حيث أن حظوظ النجاة في هذه الحوادث نادرة حقاً.
الدراسة غطت الفترة المحصورة بين عامي 2007 و2016، وخلصت في المجمل إلى أنّ 48% من الحوادث المميتة وقعت في الجزء الأخير من الرحلة، حيث تستعد الطائرة للهبوط وتبدأ في الانخفاض. وهذه النسبة كبيرة حقا لأنّ هذه المرحلة في الرحلة مساحتها 4 % من وقت الطيران فحسب.
فيما تحتل مرحلة إقلاع الطائرة وبدئها بالتسلق والارتفاع المرتبة الثانية في مراحل الخطر اثناء الرحلات، مشكّلة بذلك 13 % من مجمل حوادث السقوط القاتلة المسجلة.
وهكذا تقع 80% من حوادث سقوط الطائرات خلال الدقائق الثلاث الأولى من التحليق، وخلال الدقائق الثمان الأخيرة منه، أما سائر الرحلة فإنّ احتمالات السقوط تتدنى إلى حد كبير جداً، وتُعزى في الغالب إلى عوامل خارجية (تعرّض الطائرة لهجوم من طائرة مقاتلة، اصطدام ببناية أو جبل، أو بطائرة أخرى، عوامل الطقس، حمم بركانية متصاعدة وغيرها).
هذه الحقائق ظهرت في دراسة نشرت بصحيفة “ترافل أند تريشر” المتخصصة بشؤون السفر والرحلات.
رغم أنّ المطبات الجوية المؤدية إلى اهتزاز الطائرة بشدة وهي تطير بارتفاع 35 ألف قدم خلال عبور المطبات، يثير لدى الركاب مشاعر الرعب، إلا أنّ الخبراء يقولون إنها في الغالب غير مؤذية، ولا تعرض الركاب لأي خطر، والمسجّل من الإصابات التي تصيب الركاب خلال المطبات الجوية قليل جدا، ويُعزى في الغالب إلى عدم ربط بعضهم أحزمة الطيران، أو لتركهم بوابة الأمتعة العليا فوق رؤوسهم مفتوحة ما يؤدي إلى تساقط بعضها فوق رؤوسهم.
خير من يعرف ما يصيب المسافر في الرحلات الجوية وكيفية السيطرة عليه هم الطيارون، الذين سجلوا عشرات آلاف ساعات الطيران خلال حياتهم المهنية، وبهذا الخصوص نشرت صحيفة تلغراف البريطانية بضعة نصائح:
-شدّ على اعصابك، وأزل حالة الارتخاء والخدر التي أصابت مقعدك بسبب طول الجلوس، وحسب هؤلاء الطيارين، يساعد هذا كثيراً رغم بساطته على تناسي الخوف مما تمر به الطائرة أثناء الهبوط أو الإقلاع أو المرور بمطبات جوية.
-أكتب اسمك على قصاصة ورق. والفكرة هنا، تكمن في تغيير تركيز المرء ونقله من موقع ملاحظة المؤثرات الجارية على الطائرة إلى مكان آخر. وحسب الكابتن رون نيسلون المشارك في توجيه النصائح فإنّ تكرار كتابة الاسم على قصاصة ورق باليد التي لا تستعملها في الكتابة يخفف من الرعب الذي ينتاب بعض المسافرين إلى حد كبير، حيث ينصرف التركيز إلى محاولة اتقان الكتابة بشكل غير معتاد.
-ضع قصبة شرب بلاستيكية في فمك، وانشغل في محاولة التنفس خلالها. والفكرة هنا أن هذه العملية ستساعد في خفض تسارع الأنفاس الذي قد يصيب الخائفين.
-اجلس في مقدمة الطائرة- إن كان ذلك ممكنا آنياً، أو ليكن حجزك للمقعد دائماً في مقدمة الطائرة. هذا المكان يُشعر المسافر بما يشعر به راكب السيارة حين يعبر مطبّاً، وهذا يقلل من خوفه.
-تخيل أنك تحلق في رحلة ممتعة، متناسياً المطبات الجوية، أو أي شيء غير عادي، وربما كان فتح موضوع للحوار مع المسافر الجالس بجانبك سينسيك المخاوف.
-اجرِ مساجاً لمناطق رقبتك وكتفيك المتشنجة، مساجٌ هادئ براحتيك، وحسب تجارب الطيارين ، يساعد هذا كثيراً في تخفيف مشاعر الرعب. وسيكون من المفيد أكثر أن تتناوب أنت والمسافر الجالس إلى جانبك على المساج بالتناوب.
-تجنب تناول المشروبات الكحولية والمنشطة، فهي تؤثر على الاعصاب بشدة في هذه الأحوال.
-تجاهل الأصوات الغامضة التي تسمعها، وإذا فشلت، يمكنك أن تسأل المضيفات والمضيفين عن مصدر الصوت، فجوابهم غالباً سيهدئ مشاعرك.
-حاول أن تتطلع على حقائق السفر الجوي، من خلال القراءة، قبل قيامك بأي رحلة جوية، فالمعرفة تقلل المخاوف إلى حد كبير.
المصدر: dw.com