شكلت الزيارات التي قام بها وزير الصحة الجديد في الحكومة اللبنانية جميل جبق الى العديد من المناطق، بارقة أمل للمواطن اللبناني العادي لا سيما للمواطن الذي يعاني من صعوبات الحياة اليومية ويرزح تحت ضغط الهموم المعيشية والضائقة المالية والاقتصادية الصعبة في ظل انكشاف أمنه الصحي والطبي، ببلد تكررت فيه الحالات التي يموت فيها الانسان او يُهان على أبواب المستشفيات ولا فارق في ذلك بين طفل صغير او شيخ كبير.
فقد أظهر جميل جبق الطبيب(العارف بتفاصيل وخفايا مهنة الطب وعمل المستشفيات) ومن ثم الوزير انه آت لخدمة الانسان في لبنان بغض النظر عن أي شيء آخر وانه سيقف الى جانب المريض ولن يسمح لأحد باستغلال فقر او ضعف او مرض انسان لتحصيل منافع مالية، كما أكد الوزير انه لن يقبل بأن يموت انسان او يقف مريض بحاجة للعلاج على أبواب أي مستشفى وان وزارة الصحة اللبنانية ستكون له السند والظهير، ما فتح الآمال بوجود شخصيات لبنانية وطنية قادرة على الوقوف بجانب الناس وتحقيق المصلحة الوطنية بوجه كل ماكينات الفساد المالي والجشع الهادفة الى تكديس الثروات.
آمال كبيرة وجدية بالعمل..
والشارع اللبناني استبشر خيرا عند رؤية الوزير جبق يفتتح زياراته من اكثر المناطق حاجة وأشدها فقرا، فالرجل منذ تسلمه لمهامه لم يهدأ فقد زار البقاع ومن ثم الشمال وبالتحديد منطقة عكار وتابع مسيرته الى منطقة النبطية الجنوبية، واعدا باستمرار جولاته على كل المناطق للاطلاع على أوضاع المستشفيات الحكومية وتلك الخاصة التي تستفيد من دعم وزارة الصحة لتقديم الخدمات الطبية والعلاج للبنانيين، علما ان جبق افتتح عمله الجدي من خلال متابعة ملف مستشفى الفنار التي زارها ووضع ملفها على سكة الحل انطلاقا من مصلحة المرضى الذين نُقلوا الى مراكز طبية اخرى في مدينة صور وبلدة جويا جنوب لبنان بينها مراكز تابعة لجمعية إمداد الامام الخميني الخيرية، بالاضافة الى سلوك القضية المسلك القضائي للوصول الى تحديد المسؤوليات ومحاسبة المقصرين وإنصاف المرضى وعائلاتهم وإحقاق الحق منعا لتكرار هذه المأساة.
كما ان مصادر خاصة لموقع المنار اكدت ان الوزير جبق يستقبل الاتصالات والشكاوى وطلبات المواطنين كافة -سواء مباشرة أو عبر مستشاريه ومساعديه- وهو ساهم بتقديم المساعدة وحلّ العديد من المشكلات التي عرقلت إدخال بعض المرضى الى المستشفيات، وفي هذا الإطار أعطى جبق أوامره بإدخال طفلة في إقليم الخروب الى احدى مستشفيات المنطقة على نفقة وزارة الصحة بدون تكليف أهلها أي مبالغ مالية، بعد أيام من مماطلة المستشفى في تقديم العلاج المطلوب للطفلة وعدم رغبة العديد من الجهات تقديم المساعدة اللازمة للمريضة بسبب عدم قدرة أهلها على دفع الاموال المطلوبة.
وقد أكد جبق على هذا الأداء الجدي في حديث له خلال زيارته الاخيرة الى طرابلس ضمن جولته على منطقة الشمال، حيث قال “من أول يوم دخلت فيه الوزارة اتخذت قرارا مهما، أي مريض في حالة طوارئ والمستشفى لم تستقبله، سأفسخ عقد هذا المستشفى، وأنا مستعد ان أغطي أية حالة طارئة”، وتابع “لا أقبل ان يأتي أي مريض لديه ذبحة قلبية او طفل يعاني ويقال له ما عنا محل فل لمستشفى آخر، هذا الأمر بالنسبة لنا كلنا كحكومة متحدة، حكومة وحدة وطنية لن نقبل أن يحصل”، وتابع “إن حصل لن يمر من دون عقاب”.
خطوة مبشّرة.. ونتائج مرتقبة
هذا الأداء المبشّر بالخير للوزير جبق ينتظر الوصول الى نتائج ملموسة مستقبلا، سواء فيما يتعلق بتأمين الاستشفاء وتحسين نوعيته لعامة الناس وتخفيض تكلفة الدواء على الدولة والمواطن وضبط كل المخالفات والتجاوزات التي يمكن ان تحصل في المستشفيات الخاصة والحكومية او في المختبرات المختلفة، ناهيك عن التشدد في موضوع أذونات مزاولة المهن الطبية وفسخ العقود غير القانونية مع بعض الجهات العاملة، كل ذلك يحتاج الى الاستمرار بالجدية نفسها لمواجهة أي عقبة واقعية وإدارية كانت تعرقل سابقا إيصال الحقوق لأصحابها والخدمات لمستحقيها من المواطنين.
كل ما سبق يدفعنا للتنويه بالخطوة التي قام بها حزب الله في سياق تأكيده على مكافحة الفساد ووقف الهدر ومنع المتاجرة بصحة اللبنانيين عبر خفض كلفة الاستشفاء وتقديمها بالمجان للطبقة الفقيرة وضبط أسعار الأدوية وتخفيض سعرها ومنع الاحتكار، حتى ان البعض يؤكد انه لا يبالغ عند وصفه جبق بأنه “وزير الفقراء”، باعتبار ان الاخير تجرأ حيث لم يفعل غيره، كما ان جبق يظهر بنشاطه المتواصل منذ تسلمه مهامه ان بالإمكان اختيار الوزراء الأكفاء النشطين وان الاعتماد على الدعم السياسي لهذا الوزير او ذاك لا يعفيه من تقديم أقصى ما لديه في نطاق صلاحيات وزارته والإمكانات المتوافرة لديه.
والحقيقة ان لبنان طالما شهد الكثير من النماذج الوزارية لأشخاص وصلوا الى سدة المسؤولية بدون أن يقدموا الشيء المطلوب لخدمة الوطن او الناس، علما ان بعض الوزراء تسلموا حقائب خدماتية من دون ان نشعر بأي فارق بين وجودهم او غيابهم، بعكس ما استشعره الكثير من الناس في مختلف المناطق ومن مختلف الطوائف بعد تسلم جبق لمهامه، فالجميع يدرك ان الرجل جاء ليعمل ولا يطلب أي شيء لنفسه او للجهة السياسية التي سمته كوزير للصحة العامة أي حزب الله، بل بالعكس فقد سبق للامين العام للحزب السيد حسن نصر الله ان أكد حزب الله جاهز لتقديم كل الدعم والمساندة للوزير جبق، وبهذا السياق قال السيد نصر الله في كلمة له يوم 4-2-2019 “يمكن ان نساعد من اموالنا لانجاح ودعم مشاريع وزارة الصحة..”.
المصدر: موقع المنار