أظهر بحث حديث أجراه علماء كنديون، أن التقدم العلمي قد يأتي بطرق متعددة، حتى من دراسة شيء سخيف، كاشتعال شرارة في حبات العنب، لدى وضعها داخل المايكرويف.
ونشرت الورقة العلمية في مجلة “وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم”، يوم الإثنين، بعد رواج مقاطع فيديو تصور ظاهرة اندلاع شرارة ودخان من حبة عنب غير مقشرة ومقطوعة إلى نصفين، بعد وضعها في المايكرويف. وأوضح الباحث بابلو بيانوتي، من جامعة كونكورديا في مونتريال، أنه سعى هو وزملاؤه لدراسة الأمر بدقة علمية، بعيدًا عن التفسيرات الشعبية عبر الإنترنت.
وأجرى الباحثون تجربة محاكاة للظاهرة، بصنع حبات مماثلة لشكل العنب ووزنه، من مادة الهيدروجيل الشرهة للماء، ووضعوا نصفين منها في طبق مشابه للطبق الذي وضعت فيه الفاكهة، فوجدوا أن القشور لم تلعب دورًا في النتيجة، موضحين أن شكل نصفي الحبة الدائريين، وامتلائهما بالماء هو سبب الظاهرة، وفقًا لموقع “غيزمودو”.
كما أشار الباحثون إلى أن وضع مادتين دائريتين، متلامستين ومليئتين بالماء في مجال كهرومغناطيسي، يكثف الاستجابة للقوة الكهرومغناطيسية في مركز تقاطعهما، الذي يصبح نقطة ساخنة صغيرة ذات طاقة عالية، بما يكفي لإنتاج البلازما (هو غازٌ أيونيٌّ ساخن، يتكوّن من عددٍ متساوٍ تقريبًا من الأيونات الموجبة والإلكترونات السالبة، ويتأثر بالمجالات الكهرومغناطيسية) من الأيونات في منطقة التلامس.
وأوضحت كاثرين مورفي، أستاذة الكيمياء في جامعة إلينوي، أن البحث يستحق النشر في مجلة علمية بارزة، لأن اجتيازه لمراجعة الزملاء شهادة كافية بأن العلماء قاموا بعمل جيد من خلاله، وأكدت أن هذا النوع من الأبحاث يمكن أن يطبق بشكل مهم في أنظمة الطاقة الموجهة، ويمكن أن يؤدي لتقدم في مجال الفوتونات (جسيمات أولية متناهية الصغر مسؤولة عن الظاهرة الكهرومغناطيسية) بشكل عام.
المصدر: العربي الجديد