على الرغم من مساعي بعض الجهات الدولية لإفشال القمة الاقتصادية التي عقدت في بيروت الا أن لبنان نجح في تنظيمها وإدارتها رغم التمثيل الضعيف لمعظم الدول المشاركة ، مع الإشارة إلى أن القمم التي سبقتها لم تكن نتائجها أفضل ولم تغير المشهد التنموي والإقتصادي في العالم العربي.
وفي هذا الإطار إعتبر الخبير الإقتصادي اللبناني د. كامل وزنة ان”التنمية الاقتصادية الواعدة بدايتها تكون في تقليص حجم الخلافات والتقارب والتسامح بين الدول العربية”.
وقال إن “القمة الإقتصادية في بيروت تشكل من حيث المضمون والأهداف خطوات مهمة على مستوى التفكير الاستراتيجي”. أما من ناحية التوصيات التي أطلقتها للقضاء على الفقر بنحو 50% خلال الأعوام العشرة القادمة وإقامة السوق العربية المشتركة والإقتصاد الرقمي والتكامل السياحي والتراثي والحضاري وإدارة النفايات والتنمية المستدامة، كل هذه العناوين ممتازة ولكن تبقى العبرة في التنفيذ .
وقال د.وزنة إن”الصندوق العربي يشكّل خطوة في المكان الصحيح والأهم منه هو خلق أسواق مالية تجمع ما بين الفكر والمال على صورة بورصة تسمح للشركات بعد أن تحصل على التمويل الأول من هذا الصندوق بالذهاب الى المستثمر عبر طرح أسهمها في الأسواق لكي تحصل على التمويل الثاني كما فعلته شركات التكنولوجيا في العالم كميكروسوفت وانتل وغيرها ..
ورأى وزنة أن”العالم العربي الذي نشهده اليوم وللأسف مقسوم على نفسه وحجم الخلافات الموجودة بينه تطغى على كل الآمال التي يطمح إليها المواطن العربي في الحياة الكريمة وفرص التعليم والتنمية المستدامة وفي الأمن الغذائي وفي دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي من شأنها أن تخفف من نسب البطالة والفقر المنتشر على مساحة العالم العربي، فالحرب في اليمن وسورية وليبيا وغياب الأنظمة الديموقراطية وتداول السلطة جعل من العالم العربي مساحة للقهر والإضطهاد وفقدان الفرص”.
وأشار إلى أن”هناك دول عربية تنفق على التسلح بنسب عالية جدا بل تعتبر الأعلى في العالم فبعض هذه النسب تبلغ 10 الى 12 % من ناتجها القومي بينما لا يتعدى الإنفاق العسكري في أميركا والدول الغربية أكثر من 2%، وقد أنفقت بعض الدول العربية وخاصة الخليجية مئات المليارات على التسلح والحروب” .
وقال إن”حجم الارهاب الذي مولته بعض الدول زرع الموت والدمار في الكثير من البلدان العربية مما خلق آفة اللجوء والنزوح والمعاناة للملايين من العالم العربي” .
ولفت الى أن”الإنقسام السياسي عطّل عملية الإنماء، وخلق بيئة من البؤس واليأس للكثير من الحالمين ومنع العالم العربي من مواكبة التطورات التكنولوجية الهائلة في مجالات الطب ونظام الاتصالات والذكاء الاصطناعي وغيرها من الابداعات حتى أصبحت خيرة أدمغتنا تبحث عن فرص للهجرة لمواكبة تقدم العصر بينما تبقى أولوياتنا في العالم العربي عاجزة عن تحقيق أبسط الحقوق من الرعاية الصحية والنظام التربوي المتطور إضافة الى الأمن الغذائي وغيره من الفرص .
واعتبر وزنة أن”العالم العربي بحاجة الى توافق سياسي وتلاحم انساني بعيدا عن الانقسامات والشرذمة التي لعبت بها مصالح دولية خارجية لا تخدم امن المنطقة واستقرارها”.
المصدر: موقع المنار