اتمَّ لبنان دورَه في القمة الاقتصادية تنظيماً وتوجيهاً، رغمَ محاولةِ الحصارِ كما أشار الوزير جبران باسيل. واذا ارادَ العربُ الوصولَ الى تنفيذِ المقرَّراتِ، فعليهم الخروجُ اولاً من دوامةِ التبعية، وثم من علاقاتِهم الجاهلية..
بكلمةِ رئيسِ الجمهوريةِ اللبنانية، اخْتُصِرَت القمةُ الاقتصاديةُ العربية، ولم يُتْرَك للمشاركينَ الا شكرُ لبنانَ على حُسنِ الضيافةِ والاستقبال..
القمةُ التي عُقِدت على بنودٍ مؤجلة، وبندٍ لبنانيٍ معجل، هو عودةُ النازحينَ السوريينَ الى بلادِهم، دعا خلالَها الرئيسُ ميشال عون المجتمعَ الدوليَ الى بذلِ كلِّ الجهودِ الممكنةِ وتوفيرِ الشروطِ الملائمةِ لعودةٍ آمنةٍ للنازحينَ السوريينَ الى بلدِهم، من دونِ أن يتمَّ ربطُ ذلك بالتوصلِ إلى الحلِّ السياسي. لينتزعَ لبنانُ في البيانِ الختامي اِجماعاً من الحاضرينَ على ضرورةِ تحفيزِ العودة.
دعوةُ لبنانَ الثانيةُ كانت لتأسيسِ مصرفٍ عربيٍ لاعادةِ الاعمارِ والتنمية، في طرحٍ تقدميٍّ على كلِّ الخلافِ العربي.
فما دمَّرَهُ بعضُ العربِ في اليمنِ وفي سوريا والعراقِ عبرَ ادواتِهم التكفيريةِ يحتاجُ الى مصارفَ لاعادةِ الاعمار، اما حالُ فلسطينَ فليست موجودةً في جدولِ مَن غابَ عن قُدْسِها طويلاً قبلَ غيابِه عن قمةِ بيروت، ولم يكن لها بينَ القراراتِ كالمعتادِ سوى لغةِ الدعمِ والوعودِ التي لم تُحَقَّقْ على طولِ القممِ والاجتماعات..
وللتذكيرِ فانَ العربَ المجتمعينَ تحتَ عنوانِ قمةٍ اقتصاديةٍ تنموية، بينهم ممثلونَ لدولةٍ دَفعت للاميركي ما يقاربُ الخمسَمئةِ مليارِ دولارٍ سَنداتٍ لتثبيتِ مُلْكٍ مأمول، ولو صُرِفَ بعضُها لشعوبِ الامةِ ونهضتِها لما بقيَ في الامةِ العربيةِ من فقير، ولو اَعطَوا السلاحَ الذي استخدَمُوهُ لتدميرِ اليمنيينَ الى الفلسطينيين، لحَرَّرُوا القدسَ، بل كلَّ فلسطين ..
طال البيانُ الختامي، فلم ينسَ الاقتصادَ الرقميَ والتعرفةَ الجمركيةَ والتجارةَ الحرةَ بينَ الدولِ العربية، ولم ينسَ المرأةَ والامومةَ والطفولةَ وكلَّ اشكالِ المآسي العربية. عانى الامينُ العامُ للجامعةِ العربيةِ بمحاولةِ اقناعِ الصحفيينَ قبلَ المتابعين ، ثُمَّ انتهتِ القمة.. وغداً يومٌ لبنانيٌ آخر.. اما سوريا فبقيت على قمتها تحبط عدوانا صهيونيا وتواجه اعتداءً ارهابيا.
المصدر: قناة المنار