ثار جدال في سنغافورة حول المتهم في تدهور سلوك التلاميذ الممتد إلى تراجع حس المسؤولية لديهم. وبينما اتفق كثيرون على هذه المشاكل التي يعاني منها المراهقون والشباب اليوم، فقد اختلفوا في توجيه الاتهام إلى المدرسة أو الأهل بحسب موقع “سترايتس تايمز”.
يشير تقرير من الموقع إلى أنّ من المثير للقلق أن ندرك أنّ النظام التعليمي قد أدى إلى ظهور تلاميذ يشعرون بالخجل عندما يفشلون في الاختبارات النهائية الخاصة بالانضمام إلى الجامعات، فيختار البعض منهم الذهاب إلى الخارج للهروب من وصمة عار الفشل. ومن المقلق أن تكتشف أنّ التلميذ قد يلجأ إلى تخريب المشروع المدرسي لتلميذ آخر، فقط من أجل التفوق عليه.
يعرض الموقع وجهة نظر أولى تقول إنّ هؤلاء التلاميذ يفترض أن يكونوا قادة الغد، ومن المعروف أنّ النظام التعليمي السنغافوري يحظى بسمعة كبيرة عالمياً، لكنّه بالنسبة إلى كثير من التلاميذ يمثل كابوساً خصوصاً لجهة الضغط الذي يتعرضون له، والاصطفاء الذي يحكم عليهم إما بالنجاح مدى الحياة أو الفشل مدى الحياة. وهكذا فالنظام انحرف عن مساره في مساعدة التلاميذ على الاستمتاع برحلتهم التعليمية، وهو ما لا يبشر بإنتاج مبتكرين ومبدعين، فكيف سننتج ألبرت أينشتاين أو بيل غيتس أو مارك زوكربيرغ جدداً، عندما لا يتقبل التلاميذ أهمية الفشل في مسارهم الدراسي؟ لذلك، يتطلب الأمر تحولاً في التفكير لإعادة ضبط ثقافة التعليم وجعل النظام التعليمي نافعاً فعلاً.
في المقابل، يحتج أصحاب وجهة نظر متعارضة، أنّ النظام التعليمي ليس وحده مسؤولاً عن إنتاج الناشئة ذوي السلوك السيئ. يقول هؤلاء إنّ الأطفال يتأثرون بشدة بالأشخاص البالغين الذين هم على اتصال بهم قبل بدء حياتهم المدرسية، فمن المهم أن يدرك الآباء دورهم في غرس القيم الجيدة في أطفالهم. وإذا جرى الكشف عن القيم السلبية في وقت مبكر بما فيه الكفاية، فهناك احتمال بتصحيحها، وإلاّ ستبقى القيم السلبية متأصلة في الأطفال وصولاً إلى مرحلة البلوغ. وعندما يتم تحديد أدوار الآباء والمعلمين بوضوح، يمكن أن يتكاملوا مع بعضهم البعض في غرس القيم الجيدة لدى الأطفال بدلاً من تقاذف المسؤوليات.
المصدر: العربي الجديد