كل شخص يولد بموهبة معينة وجاهزية طبيعية للإبداع، ولكن ما الذي يحدث لهذه القدرات الرائعة مع مرور الزمن؟
ووفق خبير التعليم الأكاديمي البريطاني كين روبنسون، يولد الشخص بإمكانات خيالية عظيمة لكن النظام المدرسي التقليدي يئدها، وذلك حسب ما جاء بصحيفة لوموند الفرنسية.
فقد قام هذا الخبير -وهو مؤلف كتاب “هل تقتل المدارس الإبداع؟”- بإجراء اختبار لــ 1500 طفل في رياض الأطفال، وسألهم عن عدد الاستخدامات التي يمكنهم صنعها من دبوس بسيط.
وقد أظهر 98% من هؤلاء أنهم “عباقرة” أي قادرون على التفكير في أكثر من 200 استخدام مختلف للدبوس (تساءلوا مثلا عما إذا كان بالإمكان أن يصل طوله 150 مترًا أو أن يكون من الرغوة) بينما لا يتخيل غالبية البالغين سوى 10 إلى 15 استخداما، وبعد فترة، أجرى روبنسون اختبارا آخر على نفس الأطفال عندما أصبحت أعمارهم ما بين 8 و10 سنوات ولم تصل نسبة العباقرة فيهم سوى 30%، بينما تقلصت تلك النسبة إلى 12% فقط عندما بلغت أعمارهم ما بين 13-15 سنة.
فالعبقرية إذن كامنة في الشخص، وينبغي أن تنمى لتؤتي ثمارها لدى الأطفال، أولا عبر اكتشاف مواهبهم ثم جعلها تزدهر. ولزرعها وتوطيدها، ينبغي أن يوجه الشخص للقيام بما يحب وما هو أكثر مهارة فيه، فتلك أفضل طريقة للوصول إلى إمكاناته الكاملة وزيادة فرصه في تلمس الطريق المناسب.
غير أن ذلك يصطدم بتحد شخصي وعام في آن واحد، إذ يرى روبنسون أن “علينا تعزيز تنمية قدرات الأطفال كي يواجهوا الذكاء الاصطناعي بمهارات مناسبة”، ويظهر الانتشار الحالي للبدائل التربوية -التي يعززها تطور علم الأعصاب- أن معالم حقبة جديدة بالتعليم بدأت في التشكل، وقد أصبحت السوق تهتم بهذا الشأن وظهرت مبادرات هنا وهناك للمساهمة بهذا الشأن.
فقد قامت شركة بانداكرافت مثلا بتطوير أطقم تربوية وإبداعية موجهة للأطفال ما بين 3 و7 سنين، وما بين 8 و12 سنة.
وينطلق هذا المشروع من فكرة أصبحت شائعة بين المستشارين التربويين، مفادها أن الطفل يحتفظ في ذاكرته بنسبة 10% مما يسمعه، و20% مما يراه، و90% مما يفعله. ولتحقيق تقدمه المعرفي، يجب أن يكون للطفل نفسه دور محوري وفاعل في تعلمه.
المصدر: لوموند