بدأت نورما بالانحسار، ويُكملُ اللبنانيونَ التحسرَ وتَعدادَ الاضرار..
يتحسرونَ على ملياراتِ الدينِ التي أَرهقت الدولةَ وقيلَ اِن جُلَّها للبنى التحتية، فغَرِقَت تحتَ ثلوجِ وسيولِ نورما، وطافَ البلدُ على ملمتراتٍ اضافيةٍ من أمطارِ الشتاء..
واِن كانت الدولةُ اولَ المتضررينَ ببُناها وهيبتِها، فانَ اضراراً لا بأسَ بها لحقت بالمواطنينَ جراءَ السيولِ التي اجتاحت البيوتَ والمؤسساتِ من بيروتَ الى عكار، وانهياراتٍ لجدرانِ الدعمِ وانجرافات التربةِ، التي حالت العنايةُ الالهيةُ دون تَسَبُّبِها بكارثةٍ عندَ اوتوستراد برج رحال جنوباً..
فلم يَصْفُ للبنانيينَ بياضُ الثلج، وجزيلُ الخيرِ الذي اعطتهُ السماء، ولم يَنجُوا النازحونَ السوريونَ باطفالِهم الذين ماتَ بعضُهم من شدةِ الصقيع، وبرودةِ السياساتِ التي من المفترضِ ان تُؤمِّنَ لهم العودةَ الى بلادِهم ..
انتهت نورما او تكاد، وسيعودُ اللبنانيونَ الى الروزنامةِ السياسيةِ اليوميةِ التي تتصدرُها الحكومةُ الضائعة..
رئيسُ الجمهوريةِ رأى امامَ السلكِ الدبلوماسي انه ما كان يجبُ أن يطولَ تشكيلُ الحكومةِ لو اعتُمدَ منذُ البدءِ معيارُ عدالةِ التمثيل، الذي يجبُ أن يكونَ الحكَمَ في أيِّ خلافٍ كما قال، مضيفاً انه يعملُ على تحقيقِ توافقٍ واسعٍ وتامٍّ من أجلِ البتِّ بتشكيلِ الحكومةِ العتيدة، بالشراكةِ معَ رئيسِها المكلف.
حكومةٌ، الباحثُ عنها في مُنجِدِ عينِ التينة سيجدُ انها كانت من خبرِ كان، وباتَت فعلَ ماضٍ ناقص.. ونتيجةً لعدمِ وجودِها، وكي لا تكونَ القمةُ الاقتصاديةُ التي ستعقدُ في بيروتَ هزيلة، إرتأى الرئيس نبيه بري ان يَتِمَّ تأجيلُ القمةِ الى حينِ تشكيلِ الحكومةِ في الفترةِ المقبلة.. اما المُقْبِلُ المُلِحُّ، فدعوَةُ سوريا الى القمةِ بحسب الرئيس بري، الذي لم يجد مبرراً لعدم دعوتها..
المصدر: قناة المنار