شار عدد من الأخصائيين إلى أن الضغوط التي نتعرض إليها في العمل قد يكون لها تبعات على الصحة مماثلة للمخاطر التي تنجر عن التدخين السلبي.
وأكدت مجلة سانتي بلوس الفرنسية -في تقرير للكاتبة سارة آم- أن الضغط النفسي الناتج عن معاملة المدير الديكتاتور السيئة وغيره من أنماط المديرين السيئين يمكن أن تؤدي إلى إصابة الموظفين باكتئاب حاد.
وأشارت دراسة لمكتب “ستيميلوس” الفرنسي -المختص بالصحة والسلامة في مكان العمل- إلى أن المتطلبات المتعلقة بالعمل تعد الأسباب الرئيسية وراء توليد الضغط النفسي، يليها ضيق الوقت والحاجة إلى التكيف، كما أكدت تلك الدراسة أن النساء يعتبرن أكثر عرضة للضغط النفسي مقارنة الرجال.
ونوهت الكاتبة بأن 75% من الأميركيين يعتبرون أن أرباب العمل يشكلون السبب الرئيسي وراء الإحساس بالإجهاد والضغط النفسي. ويمكن لمدير “مستبد” لا يدرك متطلبات موظفيه أن يشكل خطورة على صحة العمال تماما مثل خطورة التدخين السلبي.
والأسوأ من ذلك، إذا تواصلت حالة الضغط النفسي هذه فقد تكون لها تبعات أكثر حدة على الصحة الجسدية والعقلية للموظف. وعلى الرغم من ذلك، يفضل العديد من الأشخاص الحفاظ على وظائفهم نظرا لشح مداخيلهم المالية أو خشية أن يلتحقوا بأفواج العاطلين، وأفادت الكاتبة أن الجسم يفرز الهرمونات بشكل مستمر لتخفيف حدة التوتر النفسي، حيث تتطلب هذه العملية ضخ الجسم لقدر كبير من الطاقة.
من جهته، أكد هانز سيليه المختص بعلم الهرمونات أن تواصل الإحساس بالضغط النفسي لمدة طويلة يقود مباشرة إلى حالة من الإرهاق والإنهاك.
في الأثناء، يعرقل إفراط الجسم في إنتاج هرمون الكورتيزول إنتاج خلايا عصبية جديدة بالمنطقة المسؤولة عن تحديد المزاج في الدماغ، والذي يمكن أن يؤدي في النهاية إلى الاكتئاب.
ويمكن للضغط النفسي -وفق الكاتبة- أن يتسبب في فشل الجهاز المناعي، والالتهابات الجلدية والأرق، والعديد من الأمراض الأخرى على غرار تفاقم أمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم والسكري والسرطان.
عرضت الكاتبة عدة نصائح مهمة لعل لمواجهة الضغط النفسي من أبرزها:
-إعداد قائمة بأهدافك اليومية وحذف أي عمل تقوم بإنجازه فور الانتهاء منه.
-تمرن على ممارسة الذكاء العاطفي عبر التحكم في وعيك وطريقة شعورك للسيطرة على عواطفك.
-أوقف تشغيل الحاسوب والهاتف المحمول مع نهاية اليوم ونهاية كل أسبوع لإعادة شحن طاقتك.
وتنصح سارة آم الموظفين بأنه يجب الاقتناع بأن من غير الممكن تغيير طبيعة المدير في العمل. ولكن يمكن للفرد أن يتفاعل بشكل مختلف مع ممارساته من أجل حماية نفسه.
بينما تتحدث شانتال فان دير فورست مؤلفة كتاب “الإدارة السامة” عن وجود عدة أنواع من المديرين “أغلبهم غير ودودين ولا يتحلون بالتسامح وغالبا ما تكون تصرفاتهم مسيئة للموظفين”.
المصدر: بي بي سي