بعد تحرير مخيم اليرموك، احتضن الأخير أولى الفعاليات الجماهيرية والرسمية التي انقطعت عنه منذ عام 2012، إثر احتلاله من قبل التنظيمات الإرهابية، وتهجير أهله في محاولة لضرب مركزية القضية الفلسطينية. بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين للحركة التصحيحية، أقام حزب البعث العربي الاشتراكي حفلاً جماهيرياً حاشداً في مقر فرعه بمخيم اليرموك، بحضور جميع الفعاليات الشعبية الفلسطينية، من تنظيمات وفصائل وأحزاب.
وخلال الحفل ألقى عدد من قادة الفصائل كلمات أكدوا فيها على امتنانهم للقرار الذي وصفوه بـ”الحكيم” من قبل الرئيس السوري بشار الأسد، إذ أكد الأخير على ضرورة عودة مخيم اليرموك إلى ما كان عليه قبل الحرب على سورية. وفي حديث لموقع المنار، أكد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد، أن “عودة مخيم اليرموك هي صفعة قوية بوجه صفقة العصر وكل من يعمل عليها”، داعياً من وسط المخيم إلى “التمسك بالوحدة الوطنية للوقوف بوجه كل من يعمل على التطبيع مع العدو الصهيوني، من دول الخليج وغيرها من الدول العربية”، وخص بالذكر قابوس عُمان الذي كان أول من استقبل رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بشكل علني ورسمي، في سياق ما يحدث من مؤامرات لتصفية القضية الفلسطينية. ورفض أبو أحمد فؤاد كل الممارسات العربية التي تستهدف العمل النضالي الفلسطيني في الداخل والشتات، وأكد على تمسك جميع قوى المقاومة الفلسطينية بانتمائها إلى محور المقاومة، موجهاً تحية إلى كل من سورية وإيران وحزب الله على وقوفهم إلى جانب القضية.
الدور الشبابي ظهر واضحاً من خلال مشاركة الطلبة الفلسطينيين بالمهرجان الأول بعد تحرير مخيم اليرموك وصدور قرار العودة إلى المخيم، حيث رأى رئيس الاتحاد العام لطلبة فلسطين – فرع سورية باسل أبو الهيجاء ، أن “هذا القرار يهدف إلى تعزيز صمود أبناء الشعب الفلسطيني ودعمهم أمام ما يحدث من مشاريع تصفوية تستهدف القضية في الداخل والشتات، وخصوصا بعد ما حدث مؤخرا من ممارسات بعض الدول العربية والتطبيع العلني مع العدو وتنسيق أمني متواصل ممن قاموا بتوقيع اتفاقيات االاستسلام مع العدو، ما يؤكد أن سورية كانت وستبقى داعماً أساسياً لشعبنا ومقاومته حتى تحقيق النصر وتحرير الأراضي المحتلة بشكل كامل” .
بالتزامن مع هذا المهرجان، شهدت أحياء المخيم زيارات تفقدية للمنازل التي ينتظر أصحابها العودة إليها بشكل نهائي، حيث سمحت الدولة السورية بدخول هؤلاء يوم السبت من كل أسبوع لتفقد منازلهم والوقوف على أضرارها التي تسببت بها الأعمال القتالية، وترميم الأجزاء المتضررة. هذا وقد علم “موقع المنار” بقرب عودة أهالي مخيم اليرموك إلى منازلهم، والبدء بترميمها وإصلاح ما أمكن منها، إضافة إلى خطط سيتمّ الإعلان عنها لاحقاً بشأن المنازل المتضررة بشكل كامل، وهذه العودة حسب المعلومات ستبدأ مع نهاية العام الحالي وبداية عام 2019.
المصدر: موقع المنار