بينَ نيابةٍ عامةٍ دعاها وزير الاقتصادِ للتحركِ ضدَ اصحابِ المولدات، ونوائبَ شتى باتت تعم البلاد، وقعَ المواطن الليلةَ تحت عتمةٍ معيبةٍ أكدت اننا نعيش في دولةٍ مستقيلة، وتتحكم بنا المافيات..
عتمةٌ ظنَ اصحاب المولدات انها تحذيرية لساعات، فيما هي امرٌ معتاد عند الكثيرِ من اللبنانيين المحرومين نعمةَ كهرباءِ الدولة، والعاجزينَ عن الوصولِ الى دفعِ فواتيرِ المولدات، أما اصحابُ الشأنِ فقاصرون بل مقصرون في القرنِ الواحدِ والعشرينَ عن تأمينِ الكهرباءِ لشعبٍ عادَ طلابُه بالامسِ بجائزةٍ عالميةٍ للاختراعِ من ألمانيا، بلدِ شركةِ سيمنز واخواتِها..
انها الدولة التي اَوصلت شعبَها لكي يكونَ تحتَ رحمةِ مافيا الموتيرات، فيما مافياتُ السياساتِ المتعاقبةِ تعاقبُ المواطنَ بابسطِ حقوقِه – الكهرباء – .
هي الحقيقةُ المكهربةُ التي لن تُعجبَ كثيرين، لكنها حقيقةٌ لمشكلةٍ لا يمكنُ علاجُها الا بالاعترافِ بها. فأيُ دولةٍ تقبلُ ان تَعُمَ العتمة تارةً بمزايداتٍ سياسية، واخرى بقراراتِ مَن امسكوهم رقابَ الناس؟
ففي زمانِنا لا عتمةَ سوى في لبنانِنا، وفي اليمنِ الواقعِ تحتَ عدوانٍ سعوديٍ اميركيٍ وغزةَ الواقعةِ تحتَ حصارٍ صهيونيٍ وغيرِ صهيوني ..
اما الدولةُ التي يعلنُ دونالد ترامب حصارَها فهي حاضرةٌ لاضاءةِ لبنانَ وغزةَ واليمنِ بلا مِنة ، بل بعنوانِ الواجبِ الانساني والاخوي .
انها الجمهوريةُ الاسلاميةُ الايرانيةُ التي تتحدى اليومَ السياساتِ الظلاميةَ بنورِ الثورةِ المتجددة، التي قلصت عقوباتِ ترامب فباتت “ضدَ سفينةٍ غارقةٍ وبنكٍ مفلس” كما قالَ وزيرُ الخارجيةِ الايرانيُ محمد جواد ظريف.
قولٌ يشاطرُه اياهُ جُلُّ العالمِ من روسيا الى الصينِ ومن تركيا الى كلِّ اوروبا التي اَعلنت رفضَها لعقوباتِ الرئيسِ الاميركي وخياراتِه الاحادية..
خياراتٌ ظنَّ ترامب انها ستكونُ سفينةَ نجاتِه من صناديقِ الاقتراعِ في الانتخاباتِ النصفيةِ الاخطرِ منذُ مئةٍ وخمسينَ عاماً كما وصفَها كبارُ المراقبينَ الاميركيين، لكن يبدو انها ستكونُ انعكاساً لافلاسٍ استراتيجي، في دولةٍ طالما تسببت بازماتِ العالمِ لتتحكمَ به، وباتت محكومةً من رئيسٍ مأزومٍ بسياساتِه وخياراتِه..
المصدر: قناة المنار