لا اخبارَ تسابقُ سرعةَ الرياحِ اليوم، ولا وقائعَ حكوميةً تُشغلُ المواطنينَ عن اهتمامِهم بتوقعاتِ مصلحةِ الارصادِ الجوية..
هو الشتاءُ في موسمه، واِن اتسمت شوارعُنا بالسيولِ والفيضاناتِ كلما زادت خيراتُ السماء، ولا متغيرَ في المناخِ يدعو الى القلقِ او ينذرُ بخطر، الا انَ الحذرَ واجبٌ مع اشتدادِ سرعةِ الرياح، وغزارةِ الامطارِ التي لن تجدَ مجاريَ مؤهلةً لاستيعابِها ، فضلاً عن انعدامِ الأملِ بوجودِ سدودٍ تؤمِّنُ الاستفادةَ منها..
وبدلَ ان يكونَ الخبرُ اليومَ متنقلاً بينَ المقراتِ الرسميةِ بحثاً عن المؤشراتِ الحكومية، كانت وسائلُ الاعلامِ تتنقلُ بينَ بيروتَ والشمال، والبقاعِ والجنوبِ وجبلِ لبنان، حيثُ السيولُ وزخاتُ البرَد، واللوحاتُ المتطايرةُ واغصانُ الشجر، التي تسببت باضرارٍ ماديةٍ كبيرة، فيما نجا اللبنانيون من الخسائرِ البشرية، خلافاً للدولِ المجاورةِ كالاردنِ التي اَعلنت مقتلَ ثمانيةِ اطفالٍ وفقدانَ عشراتٍ آخرينَ جراءَ سيولٍ جرفت رحلةً مدرسية..
اما رحلةُ الحكومةِ اللبنانيةِ فجرَفَها تعنتُ البعضِ من الايجابيةِ بقربِ الولادة، الى ترنحٍ ليس لمصلحةِ أحد..
فعودةُ الرئيسِ المكلفِ سالماً من الريتز كارلتون في الرياض، لم تُغيِّر شيئاً من المشهدِ الحكومي المعلَّقِ على حقيبةٍ كما قالَ عضوُ تكتلِ لبنانَ القوي النائبُ آلان عون، فيما لم يَحمِل الرئيسُ سعد الحريري حقيبتَه التي تَحتوي تصوراتِ حَلٍّ وينتقلْ بها الى قصرِ بعبدا كما كانَ متوقعاً، أما مجلسُ النوابِ فقد جدول عبر هيئةِ مكتبِه جدولَ اعمالِ الجلسةِ التشريعيةِ المزمعِ عقدُها، وفقَ تقديرِ المساراتِ الحكومية..
في الاقليمِ مسارُ قضيةِ جمال خاشقجي غيرُ واضحِ المعالم، بل النوايا الى الآن، ورغمَ كلِّ الادلةِ التي تتحدثُ عنها الصحافةُ التركية، فانَ المواقفَ الرسميةَ ما زالت تَحتملُ التأويل، وبورصةُ المواقفِ الاميركيةِ على تقلبِها،علها تستقر بعد لقاءِ دونالد ترامب مع مسؤولةِ السي اي ايه القادمةِ من تركيا على موقف واضح، فيما موقف الكونغرس الاميركي فبات شبه واضحٍ، وان كان ليسَ بوضوحِ موقف البرلمان الاوروبي، الذي طالب بتحقيقٍ دوليٍ لكشفِ جميعِ المتورطينَ بالقضية..
المصدر: قناة المنار