عِقابٌ شديدٌ وتهديدٌ ووعيد؟ او ابتزازٌ جديد؟ هوَ خطابُ دونالد ترامب لحليفهِ السعودي على خلفيةِ اختفاءِ جمال الخاشقجي.
فبعدَ ان ضاقت عليهِ المواقفُ الدوليةُ وحتى الامريكية، واقتربَتِ الحقائقُ من تصديقِ ما يُنْشَر عن ضربٍ وتعذيبٍ وتقطيعٍ داخلَ قنصليةٍ سعوديةٍ من المفترضِ اَنَها خاضعةٌ للانظمةِ والاعرافِ الدبلوماسيةِ وقبلَها الانسانية، خرجَ الرئيسُ الاميركي مُلَمِّحاً الى امكانيةِ تورطِ حليفهِ السعودي محمد بن سلمان بما سمّاها بعضُ الاِعلامِ بجريمةِ القرن، ولم تنفعْهُ صفةُ القرنِ ولا مئاتُ ملياراتِ الدولاراتِ عندَ مُفترَقٍ دوليٍ صعب، فتوعدَهُ بالعِقابِ الشديدِ اِن ثَبَتَ تورطُ المملكة، على اَلاّ تَمَسَّ تلكَ العقوباتِ بالصفقاتِ التي تَدُرُّ على الولاياتِ المتحدةِ المليارات، فهناكَ وسائلُ اخرى للعقابِ قالَ ترامب، وستُؤمِّنُ للاميركيينَ المزيدَ من الملياراتِ تقولُ التجارِب..
بلا شك اِنَها التجربةُ الاولى بهذهِ القساوة التي تخوضُها المملكةُ السلمانية، فكلُ دماءِ اليمنيينَ لم تُحرِك العالمَ المستنفِرَ اليومَ لجريمةِ اخفاءِ الخاشقجي..
ألا وقَد تَحركَ العالمُ فاِنَ كلَ ما يُحكى عن صفقاتٍ تُحاكُ ستكونُ للتقليلِ من الخسائرِ التي ستُصيبُ ابن سلمان وليسَ لاِلغاءِ تداعياتِ الفعل، الذي سيَفعَلُ كثيراً في العَلاقاتِ بينَ اهلِ المملكةِ وفي عَلاقاتِها الخارجية..
لُغزُ القنصليةِ السعودية في اسطنبول على طريقِ الحل، فيما لُغزُ الحكومةِ اللبنانية لا زالَ عصياً حتى الآن.
لكنَ رئيسَ الجمهورية يحتفظُ بالايجابيةِ نفسِها التي مَنَحَها للرئيسِ المكلفِ تشكيلَ الحكومةِ أثناءَ لقائِهِما الاخير، تقولُ مصادرُ متابعةٌ للمنار، والمُهلةُ التي وَضَعَها الرئيسُ الحريري لا تزالُ قائمةَ الصلاحيةِ وإن تجاوزتِ الايامَ العَشَرَة.
فالعُقدةُ الدرزيةُ حُلَّت تقولُ المصادر، فيما تفكيكُ العقدةِ المسيحية ينتظِرُ اللَمَساتِ الاخيرة.. والجميعُ يسيرُ بدفعِ الحاجةِ الاقتصاديةِ والضغوطِ الاجتماعية، وبوَهجِ سيدر الذي يُحرِقُ المُهَلَ والفُرَص، اذا ما ادركَ الجميعُ الوقتَ، قبلَ فواتِ الاوان..
المصدر: قناة المنار