أكَّد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس محمود الزهار أنَّ اتهامات السلطة لحركته بالتماهي مع صفقة القرن مقابل مشاريع إنسانية “كذبة كبيرة، لا يصدقها العقل ولا المنطق، ولم تعد تنطلي على أحد”، مشدداً على أنَّ “ادعاءات السلطة تأتي في سياق التغطية على دورها المشبوه في تمرير صفقة القرن”. وأوضح الزهار في حديث لـ “فلسطين اليوم” “أنَّ السلطة برئاسة محمود عباس “تمارس دور الإسقاط على حركات المقاومة في غزة، إذ تحاول أن تنسب عيوبها للمقاومة لتبعد شبهة تمرير صفقة القرن عن نفسها”، مشيراً إلى أنَّ “صفقة القرن تطبيق فعلي لوثيقة “عباس-بيلين” التي طرحها عباس مع السياسي الإسرائيلي يوسي بيلين في العام 1995″.
وأكد الزهار أنَّ “حماس ومعها فصائل المقاومة لا يمكنها أن تقابل المساعدات الإنسانية بأي ثمنٍ سياسي”، مشيراً إلى أن “ما يدور الحديث عنه عن مساعدات دولية أو عربية لغزة برعاية أممية لم ولن يقابلها أي ثمنٍ سياسي مطلقاً”، لافتاً إلى أنَّ “المساعدات الإنسانية جاءت بضغط من الاحتلال الإسرائيلي الذي يخشى ان تنفجر غزة في وجهه نتيجة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية المتردية”.
وقال الزهار “الاحتلال الإسرائيلي يدرك تماماً خطورة الأوضاع الإنسانية في غزة، ويعلم جيداً أن قطاع غزة قابل للانفجار في وجهه، ومن صالح الإسرائيليين الهدوء مع غزة، لا سيما أن الشارع الإسرائيلي لا يرغب في حرب مع المقاومة تضر بمصالحهم واستثماراتهم وحياتهم”. وبيّن الزهار أن “محددات حماس للتعامل مع أي مشروع او فكرة أو خطة تطرح أو تصدر عن أي جهة، هو معيار عدم التفريط بالأرض، والانسان، والمقدسات، والعقيدة”، قائلاً “نقارن ونوازن فإذا لم يضر الطرح والرؤية والمشروع بالثوابت الأربعة نقبله وما دون ذلك نرفضه (..) لسنا نحن من يبيع كرامة الانسان باي ثمن، ولسنا نحن من يبيع حق الانسان باي شيء، ولسنا نحن من يساوم على الأرض، ولا على العقيدة أو المقدسات”.
وفي السياق، أوضح أنَّ “محاولة السلطة التشويش على قطاع غزة ومقاومته وعرقلة الجهود الإنسانية سياسة قديمة جديدة، بدأت في العام 2006 عندما فازت حماس في أغلبية مقاعد المجلس التشريعي”، مشيراً إلى أنَّ “محاولات السلطة التشويش على أداء المقاومة ارتد إليها فزاد المقاومة قوة وزاد السلطة ضعفاً، إذ التف الناس حول خيار المقاومة في الوقت الذي انفضوا فيه عن سياسة المفاوضات مع الاحتلال”. وقال “عباس يحارب غزة بالدواء والكهرباء والرواتب وهي كلها جرائم حرب، والهدف الأساسي من ورائها تأليب الحاضنة الشعبية على المقاومة، غير أن الشارع الفلسطيني في غزة التف حول المقاومة، بل أكثر من ذلك أصبح الشعب في غزة كله حالة مقاومة في وجه الاحتلال وهو ما تجلى في مسيرات العودة الكبرى”.
ودعا الزهار إلى محاكمة الرئيس عباس، قائلاً “المفترض أن يحاكم عباس مليون مرة على جرائمه التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني (..) عباس تنازل عن القدس والحدود والأرض والانسان والكرامة أي خيانة أكبر من ذلك، ويرتكب جرائم بحق أهالي غزة؛ إذ يحرمهم من الدواء والرواتب والكهرباء أي فظاعة أكبر من ذلك يا ترى”، حسب قوله. كما شدد على أنَّ “مسيرات العودة وكسر الحصار التي تقف سداً منيعاً في وجه صفقة القرن مستمرة”، مشيراً إلى أن “المسيرات حققت إنجازات عظيمة وأبطلت خطة جهنمية إجرامية ضد غزة”، قائلاً “إن الخطة تمثلت في منع رواتب الموظفين وعدم إعطاء قطاع غزة أدوية ومستلزمات صحية، أو ما يلزم قطاعات التعليم والزراعة؛ خطواتٍ لبداية صفقة القرن”، ومؤكداً أن “هذه الإجراءات هدفت لفض الناس وأهالي قطاع غزة عن برنامج المقاومة، وتحريضهم ليخرجوا في وجه أصحابه”. وأشار إلى أن “النتيجة كانت أن خرج الناس على قلب رجل واحد بمنتهى قوتهم في وجه الاحتلال الإسرائيلي”. وشدد الزهار على أن “انتقال مسيرات العودة إلى الضفة الغربية بنفس الزخم الميداني الموجود في غزة، من شأنه أن يربك الاحتلال الإسرائيلي وقطعان مستوطنيه ويجبرهم على الهروب من الضفة المحتلة”.
في السياق، أشاد الزهار بالعمليات البطولية التي ينفذها الفلسطينيون بالضفة الغربية والقدس، قائلاً “َمقاومو الضفة مبدعون إلى أبعد الحدود، إذ يتخطون التنسيق الأمني وقوات الاحتلال ويضربون الإسرائيليين في الصميم”، موضحاً أنَّ “التنسيق الأمني يعرقل العلميات الفدائية”.
المصدر: فلسطين البوم