يقضي الناس في عصرنا الحالي أوقاتا طويلة وهم جالسون على مكاتبهم، وسط تحذيرات طبية من التبعات الخطيرة لهذه العادة السيئة وما تنذر به من أمراض.
وبحسب تقديرات المركز الأميركي لمراقبة الأمراض والوقاية منها، فإن الشخص يقضي نصف يومه في المتوسط وهو جالس إلى المكتب.
ويقول خبراء الصحة إن الجلوس لفترات طويلة دون القيام بأي نشاط بدني يؤدي إلى تراكم السعرات الحرارية والدهون، مما يصيب الجالسين بالسمنة وقائمة طويلة من الأمراض، وتفيد التحذيرات الصحية إن من يجلسون لـ8 ساعات كاملة في المكتب دون أن يقوموا بأي حركة بدنية معرضون للوفاة مثل المدمنين على التدخين.
وإزاء هذا الوضع المقلق قد يتساءل البعض بشأن الصيغة المثلى للعمل وما إذا كان من الأفضل أن يظل الإنسان واقفا كي يحمي صحته من المخاطر.
ويقول الباحث السابق في وكالة الفضاء الأميركية ناسا، جون فرنيكوس، إن جسم الإنسان لا يطيق الجلوس كثيرا لأنه لا يطيق البقاء في هيئة واحدة لفترة طويلة ولذلك فإن الحل هو اللجوء إلى ما يعرف بالمكاتب الواقفة.
ويرى الباحث الأميركي أن التحول إلى “المكاتب الواقفة” مفيد جدا، مشيرا إلى أنه يساعد أيضا في الإقلاع عن تدخين السجائر، لكن هذا الخيار لا يخلو بدوره من عراقيل ومصاعب.
وذكرت شبكة “سي إن إن” الأميركية أن المكاتب الواقفة لا تسلم من الانتقاد، إذ كشفت دراسة أجريت في جامعة هارفارد أن الوقوف لمدة طويلة مضر أيضا حتى وإن كان يضاعف عدد السعرات الحرارية، التي يحرقها الجسم مقارنة بهيئة الجلوس.
وفي خضم هذه الحيرة، يقول متابعون إن القرار لا يعود إلى الموظف في نهاية المطاف لأن مؤسسة العمل هي التي تحدد هيئة الجلوس وبالتالي فإنه لا محيد عن دفع الفاتورة الصحية لما أحرزه العالم من تطور اقتصادي نقل الإنسان من الحقل إلى المصنع قبل أن يُجلسه في المكتب لساعات ماراثونية.
وينصح الأطباء من يجلسون في المكاتب طيلة النهار بالتحرك بين الفينة والأخرى، كما يجدر بهم أيضا أن يمارسوا ساعة من الرياضة حتى يتخلصوا مما تراكم في أجسامهم خلال أوقات العمل.
المصدر: سكاي نيوز