جدد قائد أنصار الله السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي رفض الشعب اليمني المطلق للاستسلام وحرصه في الوقت ذاته على السلام المشرف الذي يتوقف فيه العدو عن عدوانه واحتلاله للأرض. وقال السيد عبد الملك في كلمة له بذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام اليوم الخميس “لسنا أهل الاستسلام أبداً، لا ديننا ولا كرامتنا ولا هويتنا تقبل لنا بالاستسلام، مضيفا أن السكوت والخضوع في حين يسعى العدو لاحتلال الوطن هو تنصل عن المسؤولية وليس سلاماً”.
ولفت السيد عبد الملك إلى أن كل جهود إحلال السلام رفضها العدو بالرغم من التنازلات التي قدمها الوفد المفاوض، مؤكدا أن الجمود والقعود والعدو يحتل ويقتل هو استسلام وذل وخنوع وخيانة. وحول حرب العدوان الاقتصادية أكد السيد عبدالملك أن العدو سعى لأن يفرض حصاراً اقتصادياً على بلدنا ولا يصل حتى القمح إلا بإجراءات مطوّلة. وأوضح بالقول” العدو يستهدفنا عسكرياً واقتصادياً وسياسياً وإعلامياً، وعلينا التصدي له بكل المسارات وأنه منذ اليوم الأول فتح مسارات الحرب بكل اتجاهاتها”. وأضاف ” سعى العدو للتضييق على ما يأتي للبلد وفرض عليه غرامات وكلفة مالية عالية ضمن إطار الحرب الاقتصادية التي يشنها”، مشيرا إلى أن تضييق الخناق على شعبنا كان مساراً رئيسياً خلال الحرب على بلدنا.
وذكر أن السفير الأمريكي توعد خلال مشاورات الكويت بأن تكون قيمة فئة الألف ريال يمني أقل من قيمة الحبر الذي تطبع به، موضحا أن العدو أراد أن ترتفع قيمة العملة المحلية مقابل الدولار لكي ترتفع أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية. وأشار السيد الحوثي إلى تحكم قوى العدوان والخونة بالغاز والبترول في مارب و شبوة و حضرموت وعدم الاستفادة من عوائده بـ الدولار في توفير احتياجات التجار له مما أثر على إيرادات البنك المركزي في صنعاء. كما لفت السيد عبد الملك إلى أن الوضع الاقتصادي اليوم متأثر بسياسات اقتصادية خاطئة من الماضي بُنيت منذ عشرات السنين، مشددا على أنه يجب التعاون بالتوجه نحو المشاريع والأعمال المثمرة والمنتجة والمبادرات الفردية.
وحذر من المستغلين الذي يسرقون تحت العنوان الخيري والإنساني، وقال: نحن شعب تربى على العطاء والكرم والسخاء والتريبة الإيمانية تقوم على هذا الأساس. وأضاف أن العملة منهارة في المحافظات المحتلة وأن هذا دليل أن الذي يقف خلف الأزمة هو المعتدي وليس الذي في صنعاء: الثورة في الجنوب هي فعل صحيح لأنها ثورة على من تسبب بالمشكلة الاقتصادية في كل اليمن، وتابع”علينا أن نثور ثورة الجياع إلى الجبهات وعلى العدو، لا أن نثور على أنفسنا.. فلنثر ثورة الجياع على عدونا الذي نقل البنك المركزي واحتل منابع ثرواتنا النفطية ومنع حركة الموانئ والمطارات.
كما حذر السيد عبدالملك ممن يحاول أن يوجه السخط إلى الداخل ويسعى للقيام بثورة على نفسه. مؤكدا أن الحل هو التعاون والابتعاد عن الكلام الفوضوي الحاقد الذي يصدر من الذين لا يحرصون على مصالح الناس. وقال “فلنتجه للتعاون في إصلاح وضعنا الداخلي ولا بأس في المساءلة والنقد البناء، مضيفا” الذين ينادون لجر الناس للفوضى في الداخل هم يوجهون البوصلة إلى غير محلها.”
وذكر أنه يجب على التجار أن يتعاونوا مع اللجنة الاقتصادية والحكومة في صنعاء، وخطابهم بالقول: يمكن أن يتجه الناس بشكل فوضوي على متاجركم وبضائعكم إضافة لكساد بضائعكم بسبب ضعف قدرات الناس الشرائية. وأكد أن على التجار أن يركزوا على المنتج المحلي والاتجاه إلى الزراعة والاهتمام بالمنتج المحلي إضافة لتعاون الدولة مع التجار والمزارعين، كما حث الحكومة على تفعيل الريال الالكتروني والوسائل البديلة التي تحتاج لمساندة من كل أصحاب الخبرة. وشدد بالقول “نستطيع أن نواجه العدوان الاقتصادي بالعمل والتوكل على الله الرزّاق”.
واختتم السيد عبد الملك كلمته بالدعوة للحضور في مسيرة الغد في ذكرى استشهاد الإمام زيد بصنعاء حضوراً جيداً، وقال “ستُركز مسيرة الغد في صنعاء على إطلاق صرخة حرة على المستوى الاقتصادي في وجه المعتدي”.
المصدر: المسيرة نت