وما تَركوه، وهم اهل الوفاء، وصدى الصوتِ الذي ما زالَ يملأ الارجاء: هيهاتَ منا الذلة.. ما تَركوه وهم احفاد عابسٍ وحبيب، ولا أَصمُّوا آذانَهم عن نداءٍ خَلَّدَ التاريخ، وأعادَ الانسانيةَ عن انحرافٍ خطير..
فمن كربلاءَ التي فاضت بمحبِّي الامامِ الحسين، الى الضاحيةِ التي جَددت ولا تزالُ عهدَ الانصار.. ومن طهرانَ الثابتةِ على النهجِ الحسيني الى دمشقَ الحاضنةِ للمقامِ الزينبي، ومن البحرينِ الى تركيا وباكستان، ومن كلِّ بقاعِ الارض الى بقاعِ لبنانَ وجنوبِه وجبلِه والشَّمال، امتلأت الساحاتُ الحسينيةُ بأهلِ العِبْرَة والعَبْرَة، واحتشدَ ملايينُ المحبينَ لاِحياءِ عاشوراءِ الامامِ الحسينِ عليه السلام..
وهناك حيثُ كربلاءُ الجديدةُ كان تجديدُ الوعدِ من صعدةَ الى صنعاءَ بأنْ لا إِعطاءَ بيدِ الذليل، ولا اِقرارَ لاحدٍ كالعبيد، ومعَ ظمَأِ الاطفالِ وعويلِ الثَّكالى، وثباتِ الرجالِ وسُمُوِّ الرسالة، كان تجديدُ القسَمِ بأنْ هيهاتَ منا الذلة..
قَسَمُ المحبينَ في لبنانَ كانَ معَ حفيدِ الحسينِ عليه السلامُ الامينِ العامِّ لحزبِ الله السيد حسن نصر الله، الذي اعتلى منبرَ جدِّه أمامَ الجموعِ الغفيرة، التي ضاقت بها ساحاتُ الضاحيةِ وطرقاتُها، مُجَدِّداً الولاء، وراسماً جديدَ المعادلات..
نقولُ للعدوِ الذي يحاولُ منعَ المقاومةِ من الحصولِ على صواريخَ دقيقة، انتهى الامرُ وتمَ الامرُ واُنجِزَ الامرُ أكدَ السيد نصر الله، وباتت المقاومةُ تملكُ من الصواريخِ الدقيقةِ وغيرِ الدقيقةِ ومن الامكانياتِ التسليحيةِ ما يسمحُ إذا فرضت إسرائيلُ على لبنانَ حرباً فستواجِهُ مصيراً وواقعاً لم تتوقَّعْهُ في يومٍ من الأيام ..
معادلةُ اليومِ أتبَعَها السيد نصر الله بالتأكيدِ على الوقوفِ الى جانبِ الشعبِ الفلسطينيِّ كالتزامٍ اِيمانيٍ وجهادي، ومعَ الشعبِ البحريني بخياراتِه وسعيِه للحرية، والى جانبِ ايرانَ كأقلِّ واجبٍ على ما قدمتهُ وتقدِّمُه للبنان..
اما للبنانيينَ فكانت الدعوةُ المتواصلةُ للحوار، والى تشكيلِ حكومةٍ لمواجهةِ كلِّ الملفاتِ المطروحة..
والى كربلاءِ العصرِ اطلَّ الامينُ العامّ لحزب الله، الى اليمن، داعياً كلَّ شريفٍ وحرٍّ في هذا العالمِ للخروجِ عن صمتِه لوقفِ ابشعِ مجزرةٍ ينفذها العدوان السُّعوديُ الاميركي ..
المصدر: قناة المنار