نص الخطبة
في اخر ذي القعدة كانت شهادة الإمام محمد الجواد وهو الامام التاسع من أئمة أهل البيت (عليهم السلام ) .
ولد في المدينة المنورة في العاشر من شهر رجب سنة (195) هجرية ، وكانت شهادته على الارجح في آخر شهر ذي القعدة من سنة 220 هجرية ببغداد، بسبب سُّم دس اليه على يد زوجته أم الفضل بأمر من المعتصم العباسي في أيام خلافته ، وكان له من العمر يوم شهادته(ع) 25 سنة، ودفن في مدينة الكاظمية ببغداد، بجوار جده الامام موسى الكاظم ( عليه السَّلام ) ومقامهما في الكاظمية شامخ يقصده الزائرون من مختلف انحاء العالم.
من أشهر ألقابه ( عليه السَّلام ) : الجواد ، والتقي ، المنتجب ، القانع.
وكنية : أبو جعفر الثاني، لأن جده الامام محمد الباقر ( عليه السَّلام ) يُكنّى بابي جعفر الأول . أبوه : الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السَّلام ) ثامن أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ). وأمه : سبيكة ، و هي أم ولد ، و تُكنّى أم الحسن ، ولها أسماء أخرى، لكن يبدو أن الامام الرضا ( عليه السَّلام ) سمّاها ” خيزران” ويقال: أنها من أسرة “مارية القبطية” زوجة النبي ( صلى الله عليه وآله) .
من القضايا الملفتة في حياة هذا الامام العظيم هوتوليه مسؤولية الامامة في سن الصبا، حيث إن الثابت تاريخيا أن الإمام الجواد(ع) نهض بمسؤولية الإمامة بعد استشهاد ابيه الامام الرضا(ع) وله من العمر 9 سنوات او اقل، ولذلك اعتبر البعض ان الامام الجواد(ع) كان اول تجسيد حي لفكرة الامامة، كما عبر البعض عنه بأنه الامام المعجزة.
لقد أوصى الإمامُ الرضا(ع) أصحابه بالرجوع إلى ابنه الجواد(ع) بالرغم من حداثة سنه؛ واعتبر ان حداثة السن لا تمنع من تولي مسؤولية الامامة، كما لم تمنع من تولي مسؤولية النبوة، حيث يمكن أن يَصْدُق علي الامام الجواد(ع) ما صدق على “يحيى”(ع) في نبوّته كما اخبر القران بذلك عن يحيى: (واتَيْناهُ الحُكْمَ صبيّاً) مريم:12، كما ان الله جعل عيسى نبيا وهو في المهد (فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا).
ولذلك وردت الأحاديث عن الامام الرضا(ع) لتؤكد هذا المعنى وترفع الاستهجان والتعجب ولتؤكد ايضا ان المعيار في الامامة كما في النبوة ليس صغر السن وكبر السن، وانما الاختيار الإلهي (الله اعلم حيث يجعل رسالته) وسعة العلم والمعرفة، والنص من الامام الذي قبله، اضافة الى العديد من المواصفات الأخرى كالعصمة والعدالة والحنكة وحسن التدبير وغير ذلك.. فمتى ما توافرات هذه الصفات في الامام فانه ينهض بمسؤولية الامامة ولو كان صغير السن.
1-فقد سَألَ صفوان بن يحيى الامام الرضا ( عليه السلام ) عن الإمام من بعده، فأشار إلى ابنه الجواد .
فقال صفوان : جُعلتُ فداك هذا عمره ثلاث سنين ؟ !
فقال الإمام الرضا : وما يضرّه من ذلك ، وقد قام عيسى بالحجة وهو ابن أقل من ثلاث سنين .
2-وسأله شخص آخر بخراسان، قال له: يا سيدي، إن كان كونٌ فإلى مَن؟ قال: “إلى أبي جعفر ابني”، فكأنّ االسائل استصغر سنَّ أبي جعفر(ع)، فقال أبو الحسن(ع): “إنَّ الله بعثَ عيسى بن مريم رسولاً نبيّاً صاحب شريعة مُبْتَدَأةٍ في أصغرَ من السنِّ الذي فيه أبو جعفر(ع)”().
3-وعن معمر بن خلاّد قال: سمعت الرضا(ع) وذكر شيئاً (من علامات الإمام وأشباهه) فقال: ما حاجتكم إلى ذلك، هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي وصيّرته مكاني” وقال: “إنَّا أهلُ بيتٍ يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القُذّة بالقُذّة.
4-وجاء في تاريخ المسعودي عن محمد بن الحسين بن أسباط، قال: “خرج عليّ أبو جعفر، فجعلت أنظر إليه لأصف قامته لأصحابنا بمصر، فقال لي: يا علي بن أسباط، إنَّ الله احتجَّ في الإمامة بمثل ما احتجَّ به في النبوّة، فقال: وآتيناه الحُكمَ صبيّاً} وقال لما بلغ أشدَّه آتيناهُ حكماً وعلما{. فقد يجوز أن يُؤتى الحكم صبياً ويؤتاه ابن أربعين.
هذه النصوص يؤكّد فيها الامام (ع) أنّ الاعتبارات التي تأخذ في الامامة كما في النبوة ليس اعتبار العمر والسن وما تعارف عليه الناس من مواقع وانما الاختيار الالهي للشخص والمواصفات والملكات القدسية التي يمتلكها الشخص هي المعيار والأساس التي تبنى عليه الامامة.
5-وجاء في الكافي عن محمد بن الحسن بن عمار قال: “كنت عند علي بن جعفر عم الامام الجواد جالساً بالمدينة، وكنت أقمت عنده سنتين أكتب عنه ما سمع من أخيه ـ الرضا ـ إذ دخل أبو جعفر محمد بن علي الرضا المسجد ـ مسجد رسول الله(ص) ـ فوثب علي بن جعفر بلا حذاء ولا رداء فقبّل يده وعظّمه، فقال له أبو جعفر: يا عم، اجلس رحمك الله، فقال: يا سيدي، كيف أجلس وأنت قائم، فلما رجع علي بن جعفر إلى مجلسه، جعل أصحابه يوبخونه ويقولون: أنت عم أبيه وأنت تفعل به هذا الفعل؟ فقال: اسكتوا! إذا كان الله عزّ وجلّ ـ وقبض على لحيته ـ لم يؤهّل هذه الشيبة وأهَّل هذا الفتى ووضعه حيث وضعه أُنكر فضله؟ نعوذ بالله مما تقولون بل أنا له عبد .
شهادة علي بن جعفر هذه على درجة من الفضل والمكانة تدل على أنّ إمامة الإمام الجواد(ع) كانت موضع تسليم كبار بني هاشم، وكلمة”وأنا له عبد”، هي أكبر شاهد على ذلك.. وقد وضح عليّ بن جعفر لاؤلئك الذين وبخونه لإجلاله للامام ، بأنّ الامامة هي اختيار الهي وان الله فضّل هذا الصغير عليه وأهله ليكون اماما، ولم يؤهله هو لذلك.
وقد بلغ الامام في العلم أعلى المراتب، حيث حيّر العقول بعلمه الوافر وإجاباته عن أعقد المسائل، وقدرته على تبيان احكام الله وشريعته..
وروى الشيخ المفيد في كتاب (الإرشاد): “وكان المأمون قد شُغِف بأبي جعفر(ع) لِما رأى من فضله من صِغَر سنِّه، وبلوغه في العلم والحكمة والأدب وكمال العقل ما لم يساوِه فيه أحدٌ من مشايخ أهل الزمان، فزوّجه ابنته أمَّ الفضل وحملها(ع) معه إلى المدينة، وكان متوفِّراً على إكرامه وتعظيمه وإجلال قَدْره.
فقد روي: انه لمّا أَرادَ المأمونُ أَن يُزوِّج ابْنَتَه أمَّ الْفَضْل للامام الجواد ( عليه السلام ) انزعج العباسيّون واستنكروا ذلك ، لأنهم خافُوا أَنْ يَنْتَهِيَ الأمرُ معه إِلى ما انتَهى مع الامام الرضا (ع) من توليته العهد .
فقال لهم المأمون: أَمّا أَبوجعفر محمّدُ بن عليّ فقد اخْترْته لتبريزه على كافةِ أَهْلِ الْفَضْلِ في العلمِ والْفَضْلِ مع صِغَرِ سِنِّه ، و الأعجُوبة فيه بذلك ، و أَنا أَرْجُو أَنْ يَظْهَرَ للناسِ ما قد عَرَفْتُه منه فيَعْلَموا أَنّ الرأيَ ما رَأَيْتُ فيه.
ثم اتفقوا على امتحانه واوكلوا الى يحيى بن أَكْثَم و هو يومئذٍ قاضي القضاة على أَنْ يَسْألَه مسألةً لا يَعْرِفُ الجوابَ فيها ،
واجْتَمَعُوا في اليوم الذي اتفَقوا عليه ، وكان المأمونُ وحضر أَبو جعفر ( عليه السَّلام ) و هو يومئذٍ ابنُ تسع سنين و أشهُر ،
فقالَ يحيى بن أَكثم للمأمونِ : أيَأذَنُ لي أَمير المؤمنينَ أَنْ أَسْأَلَ أَبا جعفر ؟
فقالَ له المأمونُ : اسْتَأْذِنْه في ذلك ، فاَقْبَلَ عليه يحيى بن أَكثم .
.فقالَ : أَتَاْذَنُ لي – جُعِلْتُ فداك – في مَسْألَةٍ ؟
فقالَ له أَبوجعفر ( عليه السَّلام ) : ” سَلْ إِنْ شِئْتَ.
قالَ يحيى : ما تَقولُ – جُعِلْتُ فداك – في مُحرِمِ قَتَلَ صَيْداً ؟
فقال له أَبو جعفر: ” قَتَلَه في حِلٍّ أَو حَرَم ؟ عالماً كانَ المُحْرِمُ أَم جاهلاً ؟ قَتَلَه عَمْداً أَو خَطَأ ؟ حُراً كانَ المُحْرِمُ أَم عَبْدا ً؟ صَغيراً كانَ أَم كبيراً ؟ مُبْتَدِئاً بالقتلِ أَمْ مُعيداً ؟ مِنْ ذَواتِ الطيرِ كانَ الصيدُ أَمْ من غيرِها ؟ مِنْ صِغارِ الصيد كانَ أَم كِبارِها مصُرّاً على ما فَعَلَ أَو نادِماً ؟ في الليلِ كانَ قَتْلَهُ للصيدِ أَم نَهاراً ؟ مُحْرِماً كانَ بالعُمْرةِ إذْ قَتَلَه أَو بالحجِّ كانَ مُحْرِماً ” ؟
فتَحَيَّرَ يحيى بن أَكثم وبانَ في وجهه الْعَجْزُ و الانقطاعُ و لَجْلَجَ حتى عَرَفَ جمَاعَةُ أَهْلِ المجلس أمْرَه . فقالَ المأمونُ : الحمدُ لله على هذه النعمة و التوفيقِ لي في الرأْي ، ثم نَظَرَ إِلى أَهْلِ بَيْتِه و قالَ لهم : أَعَرَفتمُ الآنَ ما كُنْتُم تُنْكِرُونَه ؟ .
ثم أقبل على أبي جعفر(ع)، فقال له: أتخطب يا أبا جعفر؟ قال: “نعم يا أمير المؤمنين”، فقال له المأمون: أُخْطُبْ، جُعلت فداك لنفسك، فقد رضيتك لنفسي وأنا مزوّجُك أمَّ الفضل ابنتي وإن رَغَم قومٌ لذلك. ثم قال له المأمون: فإن رأيت أن تسأل يحيى عن مسألةٍ كما سألك. فقال أبو جعفر ليحيى: “أسألك”. قال: ذلك إليك، فإن عرفتُ جوابَ ما تسألني عني وإلاَّ استفدتُه منك.
فقال أبو جعفر(ع): “خبِّرْني عن رجلٍ نظر إلى امرأةٍ في أوّل النهار فكان نظره إليها حراماً عليه، فلما ارتفع النهار حُلّت له، فلما زالت الشمس حَرُمت عليه، فلما كان وقت العصر حُلّت له، فلما غربت الشمس حَرُمت عليه، فلما دخل عليه وقت العشاء بالآخرة حلّت له، فلما كان انتصافُ الليل حَرُمَت عليه، فلما طلع الفجر حلّت له، ما حالُ هذه المرأة، وبماذا حلّت له وحرُمت عليه؟”.
فقال له يحيى: لا والله ما أهتدي إلى جواب هذه المسألة، ولا أعرف الوجه فيه، فإن رأيت أن تُفيدناه.
فقال له أبو جعفر(ع):”هذه أمَةٌ لرجلٍ من الناس، نظر إليها أجنبيٌّ في أوّل النهار فكان نظره إليها حراماً عليه، فلما ارتفع النهار ابتاعها من مولاها فحلّت له، فلما كان الظهر أعتقها فَحَرُمَت عليه، فلما كان وقتُ العصر تزوّجها فحلّت له، فلما كان وقتُ المغرب ظاهر منها فَحرُمت عليه، فلما كان وقتُ العشاء الآخرة كفّر عن الظِهار فحلّت له، فلما كان نصف الليل طلّقها واحدةً فَحَرُمت عليه، فلما كان عند الفجر راجعها فحلّت له”.
فأقبل المأمون على من حضره من أهل بيته فقال لهم: هل فيكم أحدٌ يجيب عن هذه المسألة بمثلِ هذا الجواب أو يعرفُ القول في ما تقدّم من السؤال؟
قالوا: لا والله، إنَّ أمير المؤمنين أعلمُ وما رأى.
وهذا ما جعل بعض العلماء يقول عنه إنَّه “الإمام المعجزة”، لأنَّه بهذا العلم الواسع الذي اختصّه الله به وألهمه إيّاه، كان معجزةً في ذلك حتى صَغُر كبار علماء زمانه أمامه بالرغم من حداثة سنه.
وقد ظهرت صلابة الامام في مواقفه منذ ان كان في سن الصبا ، حيث يروي محمد ابن طلحة فيقول: “لما تُوفّي والده الرِّضا(ع) وقدم الخليفة المأمون إلى بغداد بعد وفاته (أي الرِّضا) بسنة، اتفق أنَّه خرج إلى الصَّيد، فمرّ بصبيان يلعبون ومحمد (الجواد) واقفٌ معهم، فلما أقبل المأمون فرَّ الصبيان هاربين، بينما بقي محمد الجواد واقفاً في مكانه . فوقف الخليفة ونظر إليه بإعجاب وسأله: ما منعك من الانصراف مع الصبيان؟ فقال له محمد (الجواد) مسرعاً: “يا أمير المؤمنين، لم يكن بالطريق ضيقٌ لأوسّعه عليك بذهابي، ولم يكن لي جريمة فأخشاها، وظني بك حَسَنٌ إنّك لا تضرُّ من لا ذنب له، فوقفت”.
إنّ هذه الكلمات العاقلة تدلّ على وعي عميق لدى الامام(ع) ، فلماذا يهاب السلطان ويخافه إذا لم تكن له جريمة يعاقب عليها؟ ولماذا يتراجع عن موقعه في الطريق إذا كان يتسع لمرور الآخرين من دون أن يضيّق عليهم بمكانه؟ ولماذا يخشى من السلطان إذا كان بريئاً من كل ذنب؟! ان هذا الموقف يكشف عن إدراك ووعي واسعٍ وعن شجاعة وارادة صلبة وعن ملكة قدسية ربانية تجعل الانسان يتصرف بحكمة واتزان، وهذه هي الملكة التي فرضت احترامه على المأمون وعلى الناس المحيطين به.
من كلماته المضيئة ، ما ورد عنه انه قال ( عليه السَّلام ) : تأخير التوبة اغترار – اي على الإنسان أن لا يغتر بالعمر المديد لان الموت قد يأتي فجأة بل عليه يستعجل التوبة ، وعليه أن لا يغترّ بطول الأمل، لأنّه سوف ينقطع به في الطريق، ولا يسوّف التوبة بل يسرع اليها- و طول التسويف حيرة- اي التسويف يوقع في الحيرة و التردّد – و الاعتلال على الله هلكة – الاعتلال على الله وترك المبادرة إلى مرضاته يؤدي إلى الهلَكة- والإصرار على الذنب أمن لمكر الله ﴿ أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ .الإصرار على الذنب يجعل الانسان يأمن من مكر الله ، فيأتيه العذاب من حيث لا يشعر.. في الوقت الذي لا بدَّ للإنسان الذي يؤمن بالله ويعرف قدرته وسطوته وطريقته في التعامل مع عباده المنحرفين، أن يأمن مكر الله، فإنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون الذين سوف يخسرون مصيرهم في الدنيا والآخرة.
اليوم هناك اصرار امريكي اسرائيلي سعودي على مواصلة العدوان على دول وشعوب المنطقة، فالتصعيد الامريكي السافر بوجه ايران والتهديد بفرض المزيد من العقوبات والحصار لا يزال مستمرا والعدو الاسرائيلي يواصل حصاره وعدوانه على غزة و الشعب الفلسطيني بشكل يومي والتحالف السعودي الاميركي يتمادى في ارتكاب الجرائم والمجازر الوحشية ضد المدنيين اليمنيين، وليس اخرها المجزرة التي ارتكبتها السعودية بالامس بحق النساء والاطفال واوقعت عشرات الشهداء والجرحى. كما أن السعودية تعمل على شل لبنان سياسيا واقتصاديا وتفاقم من أزماته من خلال دعمها لجهات سياسية تعرقل بمطالبها غير الواقعية تشكيل الحكومة اللبنانية.
ان كل هذه السياسات العدوانية التي يعتمدها الأمريكي في المنطقة والمذابح والمجازر التي يرتكبها حلفاؤه الاسرائيليون والسعوديون في فلسطين واليمن وسوريا تكشف حجم الفشل الذي اصاب المشروع الامريكي الاسرائيلي السعودي في المنطقة، وهي محاولة للتغطية على هزائم هذا المحور سياسيا وعسكريا في كل من سوريا والعراق واليمن وفلسطين ولبنان وصولا الى باكستان وما افرزته نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة فيها .
لقد آن الأوان لأميركا وحلفائها أن يدركوا أن صفقة القرن لا يمكن ان تمر وأن الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن حقوقه في ارضه وعن حقه في العودة وعن القدس كعاصمة لفلسطين، وان ايران لن تستسلم للتهديدات والعقوبات، وقرارها هو الثبات والصمود والمواجهة حتى النهاية، وستتلاشى كل التهديدات والعقوبات الامريكية وستفشل في إخضاع ايران وكسر ارادتها كما فشلت على امتداد كل العقود السابقة.
وعلى السعودية ان تدرك ان معركتها في اليمن بلا أفق لأن الشعب اليمني الشجاع لن تخضعه ولن تكسر صموده كل المجازر التي ترتكبونها بحق اطفاله ، وان لبنان لن يكون ساحة لفرض الشروط والإملاءات، ولن تستطيعوا فيه الإنقلاب على نتائج الإنتخابات النيابية ولا على المعادلات الداخلية التي افرزتها هذه الانتخابات.
والحمد لله رب العالمين
المصدر: موقع المنار