يستذكر اليابانيون اليوم ضحايا القنبلتين الذريتين اللتين القتهما الولايات المتحدة على مدينتي هيروشيما وناغازاكي أواخر الحرب العالمية الثانية عام 1945 وأدتا إلى مقتل وإصابة أكثر من 200 الف شخص إلى جانب دمار كبير بالمدينتين وآثار بيئية لا تزال ماثلة حتى الآن.
في السادس من آب عام 1945 ألقت القاذفة الأمريكية اينولا غاي وهي من طراز بي29 قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما وذلك عند الساعة الثامنة والربع من صباح ذلك اليوم عندما كان معظم سكانها في الشوارع متجهين لأعمالهم لتتحول المدينة بعد دقائق قليلة إلى كومة من اللهب والرماد.
قنبلة هيروشيما كانت تزن أكثر من 5ر4 أطنان والقيت من على ارتفاع 1980 قدما وبلغ محيط انفجارها 13 كيلومترا مربعا وأسفرت عن سقوط نحو 140 ألف قتيل أي نحو 30 بالمئة من عدد سكان المدينة فيما مات عدد كبير من المصابين لاحقا متأثرين بالتسمم الإشعاعي بينما وصل ارتفاع سحب الدخان الناتج عن الانفجار إلى 1000 متر فوق سطح المدينة.
ورغم إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما رفضت حكومة اليابان آنذاك بقيادة الإمبراطور هيرو هيتو الاستجابة للإنذار الذي وجهه لها الرئيس الأمريكي انذاك هاري ترومان بالاستسلام فأعطى الأخير أوامره بإلقاء قنبلة أخرى على مدينة ناغازاكي بعد يومين من قنبلة هيروشيما حيث أدت هذه الكارثة أيضا إلى مقتل نحو 80 ألف شخص وهو ما اجبر اليابان على توقيع وثيقة الاستسلام في الثاني من شهر أيلول 1945.
الآثار التدميرية لقنبلتي هيروشيما وناغازاكي تعددت وتنوعت بحسب الخبراء حيث أدى الانفجار الناجم عن القائهما إلى دمار شامل للمنازل واندلاع نيران كبيرة نتيجة انبعاث اضواء مبهرة مع موجات حرارية تفوق درجتها 4 آلاف درجة سيلسيوس واسفرت درجة الحرارة العالية جدا عن اذابة الزجاج والرمال وحرق البشر وجثثهم وخلفت الكارثة عاصفة نارية أكلت كل ما في طريقها إلى جانب أضرار بيئية تمنع نمو النباتات والاشجار إلى الآن.
الانفجارات المشبعة بالمواد الإنشطارية المشعة أدت إلى إرسال كرات نارية قتلت الكثير من الأبرياء وأصابت آخرين بامراض خطيرة وحادة حيث ارتفعت اعداد الإصابات بالأمراض الخبيثة وخاصة سرطان الدم كما احدث ذلك تغييرا في الصفات الوراثية للشعب الياباني وخلف امراضا متوارثة بينهم وتشوهات خلقية حتى يومنا هذا.
المصدر: وكالة سانا