حالة من الصمود المترافق بالوعي داخل مدينة السويداء جنوبي سورية، تطبع الموقف بعد الإرهاب الدامي الذي ضرب المدينة يوم الأربعاء الفائت، وراح ضحيته مئات الأبرياء بين شهداء وجرحى.
شيوخ ووجهاء المدينة ومنهم الشيخ أديب حمزة والشيخ أبو أدهم طلال نعيم ممن التقاهم موقع قناة المنار ، يؤكدون على ما ينمّ عن إصرار لمتابعة التاريخ النضالي الذي يعتد به أهالي الجبل، بداية من عهد العثمانيين ومواجهتهم، إلى طرد الفرنسيين والتغني بثورة سوريّةٍ حقيقية انطلقت شرارتها من منزل القائد العام للثورة آنذاك سلطان باشا الأطرش، وهذا التاريخ ما زال يحافظ على ديمومته عند “أهل النخوة” بما أبدوه من بدء هذه الحرب على البلاد.
الجميع في السويداء يلتفون خلف رأي واحد، ويدركون تماماً أن ما أصابهم خلال الحرب من أعداء الوطن ومن يقودهم من خارج البلاد، لا يمكن إلا مواجهته والوقوف في وجهه لمنع ما تبقى من نوايا المشروع التقسيمي عند الغرب والذي استهدف سورية بكل مكوناتها ومناطقها ولكنه فشل وانتهى أمام آخر محاولة مرت على السويداء رغم كل دمويتها، ورغم جميع الأصوات النشاز التي حاولت زج الفتنة، وفشلت مجدداً.
التحدي حالة عامة في السويداء وكل فرد يحمل ذات الخصوصية التي يحملها أقرانه ممن هبوا للدفاع عن المدينة من متطوعين ردفوا الجيش في مهامه بالتصدي لعناصر داعش الإرهابي الذين تسللوا إلى من أطرافها عبر ثلاث محاور، وهي قرينة المتوني، وقلب المحافظة والأطراف الشرقية للمدينة، وتمكن هؤلاء الشبان الذين سرعان ما شكلوا مجموعات منظمة تحت قيادة واحدة تنسق كل عملها مع الجيش والقوى الأمنية لتدارك أي أمر طارئ جديد، حيث تمت ملاحقة إرهابيي داعش بعد مواجهتهم، وصولا إلى القضاء على أعداد كبيرة منهم وإلقاء القبض على آخرين.
المعنويات بعد الواقعة لم تتزعزع، إنما زادت عزيمة الأهالي في الدفاع عن المدينة الجبلية، وهم يرون أن ما حدث في السويداء شبيه بأي حدث مماثل ضرب أي منطقة من سورية، فهم لا يرون أي فرق بين السويداء مدينتهم وأي مدينة ثانية على امتداد مساحة البلاد.
ما أبداه الأهالي بعد التفجيرين الإرهابيين من صمود ووعي ومواجهة للأعداء الداعشيين، وما تم من استرداد جميع المناطق التي تعرضت للخرق في السويداء والتي دخلها إرهابيو التنظيم قادمين من منطقة التنف، علاوة على قطع الطريق أمام كل من حاول استهدافهم برمي الفتنة، كل هذه المشاهد مجتمعة هي كفيلة بأن تؤكد ما يتوعد به أهالي السويداء من استمرار نضالهم حتى تحرير آخر بقعة سورية، والذود عنها في مواجهة أي غازٍ أو معتد.
المصدر: موقع المنار