يّنت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يكلمون أنفسهم في الشارع، أو أمام المرآة، أو خلف جهاز الكمبيوتر ليس لديهم اضطراب أو جنون وإنما دلالة على الذكاء.
وأشارت دراسة نشرت نتائجها أمس السبت في مجلة Live Science إلى أن الأشخاص الذين لديهم عادة التحدث إلى أنفسهم بصوت عالٍ لا يكون ذلك دليلاً على اضطراب نفسي، وإنما علامة من علامات الذكاء، واعتبرت أن الناس عموماً يعتبرون أن الشخص الناضج الذي يتحدث مع ذاته في مكان عام أو في بيته غريباً، في حين أن التحليل أثبت أن التحدث مع الذات أسلوب فعال لتنشيط الذاكرة وحفظ المعلومات أيضاً.
وتجد الدراسة أن الأشخاص، سواء كانوا بعمر 3 سنوات أو 20 سنة أو 50 سنة، فإن محادثتهم لذواتهم بصوت عالٍ ستكون فعالة للغاية بالنسبة للذاكرة.
ووفقًا لمجلة Live Science، فإن “تفكير الأطفال بصوت عالٍ يمكن أن يساعدهم في توجيه سلوكهم، وكثيراً ما نلاحظ أن الأطفال يتحدثون خلال حركتهم وأدائهم لمهامهم خطوة بخطوة. وكأنهم يذكرون أنفسهم باستمرار ويوجهون ذواتهم للتركيز على العمل الذي يقومون به”.
ولفتت إلى أن هذه العادة مفيدة كذلك للبالغين. وذكرت ليندا سابادين، اختصاصية علم النفس، أن محادثة الإنسان مع ذاته “تجعل التفكير والإدراك أكثر وضوحاً، وتساعد على التأكد من القرارات والخيارات التي تشغل التفكير”.
ويشير موقع aufeminin الفرنسي أن دراسة أخرى أجرتها جامعة بانغور في المملكة المتحدة عن الموضوع ذاته بيّنت أن الحديث مع الذات يطوّر فوائد معرفية كبيرة لدى الأشخاص. يشرح الطبيب النفسي سيسيل بوفت جاك أن التحدث مع ذواتنا يحسن بوضوح تركيزنا.
كذلك أشارت دراسة أخرى نُشرت في المجلة الفصلية لعلم النفس التجريبي عام 2015، وضعها عالما النفس جاري لوبيا ودانيال سويغلي، إلى أن التحدث مع الذات يحفز التفكير وينشطه أسرع من المتوسط.
وتشير المعطيات إلى أن الإنسان “ينفس” قلقه وغضبه وانفعالاته وكل ما هو جاثم على صدره في حال أطلق تلك الإزعاجات والأفكار بصوت عالٍ.
المصدر: العربي الجديد