ما زالت دول خليجية وتركيا تتناغم مع الغرب في خلق إشكاليات متعلقة بالعوامل القومية و الإثنية في سوريا والمنطقة ما يصب في مصلحة مشاريع التفتيت والتقسيم. وضمن تلك المسائل الشائكة يندرج الملف الشركسي الفائقِ التعقيد لتشعبه و تناقضاته في سوريا و دول أخرى في المنطقة.
تلك الدول تسعى عن طريق جعل المسألة القومية الشركسية وسيلة ضغط على روسيا، من خلال التحريض على تناقضات بين مجموعات الشركس المتعددة. وبات الصراع السوري أحد أبرز محركات التيارات القومية الشركسية ليُكرسَ إشكاليات إنقسام العرق الشركسي. يُضاف إلى كلِّ ذلك إحتفاظ نشطاء من الُنخَب الشركسية بمطالب تاريخية جدلية نقدية بحق روسيا.
و ظهرت أعمال تحريض إستفزازية مماثلة نَشِطة خلال الألعاب الأولومبية السابقة في روسيا، واليوم عادت المجموعة الأميركية الغربية المتناغمة مع السعودي و التركي لممارسة نفس الأساليب على أبواب إنطلاق ألعاب كأس العالم لكرة القدم في روسيا فيما الحدث مَحَطُّ أنظار مئات الملايين في العالم!
قد لفتت أوساط مراقبة أمنية بناء لمعطيات تحذيرية أن هذه المجموعة تعيد تجربة ممارسة الضغوطات على روسيا بإستخدام المسألة القومية الإثنية و في هذه الحال الشركسية، بهدف عرقلة الفعالية الرياضة الدولية في روسيا الغير بعيدة عن السياسة، لا سيما و أن الشركس يعيشون في ثلاث جمهوريات جنوب الإتحاد الروسي ( أديغيا، قبردينو-بلقاريا وقراشيفو-شركيسيا).
كما ترى تلك الأوساط أن هذا التحريض الغير مبرر من قبل المتطرفين ضد روسيا ( مشجعي الروسافوبيا- الفوبيا الروسية)، يحمل في طياته خطورة عقائدية واقعية لروسيا.
وتُضيف المعلومات أن ممارسة التأثير على القوميات المسلمة مستمر في روسيا، و يجري التلاعب بالتناقضات الإثنية بين الأقليات ومنها الأقليات الشركسية.في الوقت الذي تسعى فيه روسيا لفِعْلِ كل ما أمكن، للمحافظة على الإنسجام بين مختلف المجموعات الإثنية، بخلاف تركيا، التي تمتلك تجربة تاريخية في اضطهاد حقوق الإقليات الإثنية و العرقية.
وأشارت الأوساط المتابعة إلى توجيهات للقيادة الروسية لإيصال نصيحة لممثلي القومية الشركسية المتواجدة في روسيا و سوريا على حد سواء بعدم الإنصياع و الإستسلام للتحريض البغيض، فالقوة تَكْمُنُ دوماً في الوِحدَة والعيش المشترك.
مقابلة مع قائد الفوج الشركسي في سوريا لؤي سيزار:
المصدر: موقع المنار