ارتفعَ صوتُ العراقيينَ عالياً في يومٍ انتخابي، مشَوا اليهِ مسافاتٍ طويلةً وقدَّموا تضحياتٍ عظيمةً ليكونَ عرساً ديمقراطياً بعدَ نصرٍ استراتيجيٍ قضى على داعش والارهاب..
انتخبَ العراقيون وانتحبَ كثيرونَ ممن ارادوا للعراقِ الفُرقةَ والخراب، وبذلوا كلَّ دعمٍ للارهابِ لكي لا يقومَ وطنٌ ديمقراطي، حرٌّ نقيٌّ من الارهابِ والاقتتالِ والتبعية، على ابوابِ دولٍ لا تعرفُ معنى كلمةٍ انتخابية..
وقبلَ ان تُفرزَ الاصواتُ ويُعرفَ الفائزُ من بينِ عشراتِ اللوائحِ المتنافسةِ على ثلاثِمئةٍ وتسعةٍ وعشرينَ مقعداً نيابياً، فازَ العراقيونَ شعباً وحكومةً ومكوناتٍ سياسيةً بانجازِ استحقاقٍ سيكونُ بلا شكٍّ مقدِّمةً لتكوينِ السلطةِ في عراقِ ما بعدَ داعش..
فبعدَ لبنانَ مشى العراقُ على طريقٍ ديمقراطيةٍ مهما كانت نتائجُها فانها ليست لمصلحةِ المتربصينَ بمنطقتِنا وخياراتِ شعوبِها الحرة، والمجالسُ المكونةُ من خياراتِ الشعوبِ لن تَبيعَ اوطانَها في صفقاتِ القرن، ولن تَقْتَرِنَ اَسماؤها بمزاداتٍ واَحقادٍ نتاجُها بيعُ المقدساتِ وضياعُ الثوابتِ والخَيْرات..
وبالخياراتِ القوميةِ سيبقى العراقُ ولبنانُ وسوريا واليمنُ وكلُ الدولِ المؤمنةِ بالقدسِ قِبلةً للمجاهدين، وبوصلةَ الحقِّ واليقينِ الذي لن يُغيِّرَهُ نقلُ سفارةٍ بقرارٍ من هنا او مؤامرةٍ من هناك..
وهنا في لبنانَ تبقى نتائجُ الانتخاباتِ حاكمةً للمشهدِ العام، ورغمَ كلِّ الخطاباتِ التي اَعلنت الانتصارات، فانَ القراءاتِ المتأنيةَ والتحقيقات، بيَّنَت حقيقةً بدأت تَتجلَّى بِحَلِّ ماكيناتٍ انتخابيةٍ ومنسقياتٍ حزبية..
المصدر: قناة المنار