تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الإثنين 23-04-2018 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها ملف الانتخابات النيابية والمنافسة المشتعلة على مسافة أسبوعين من الاستحقاق الانتخابي حيث شهدت مناطق عديدة مشاحنات ومواجهات وإشكالات، وفي المشهد السوري بدأ الحسم العسكري في مخيم اليرموك والأحياء المجاورة لإنهاء تنظيم داعش وسواه من الجماعات الإرهابية المسلحة.
البناء:
انفراجات كورية أميركية… وتهديدات بين تل أبيب وطهران… ودمشق لحسم اليرموك
بري: 6 أيار سيكون عرس الديمقراطية السيد نصرالله: شركاء في الاستراتيجية الاقتصادية
وكتب المحرّر السياسي في صحيفة البناء “توزّع المشهد الدولي والإقليمي بين ثلاثة مسارات لا يبدو أنها متناقضة في مناخ التحضير لقمة روسية أميركية. فالانفراجات المتلاحقة في الملف النووي لكوريا الشمالية يمثل الترجمة المباشرة لتقدّم التفاوض الجاري وراء الكواليس بين موسكو وواشنطن، مع إعلان زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون وقف التجارب النووية والبالستية وإخلاء منصاتها، والترحيب الحارّ للرئيس الأميركي دونالد ترامب بالخطوة بينما يمثل التبادل الساخن للتهديدات بين تل أبيب وطهران الملف المرافق للتفاوض على صفيح ساخن ونوعاً من ربط نزاع روسي أميركي للعلاقة التصادمية بين حليفين يملك كلّ منهما قدراً واسعاً من الاستقلال، ليأتي التقدّم الذي يحققه الجيش السوري سواء عبر التسويات التي تنتهي بخروج المسلحين، كما حال القلمون الشرقي الذي انتهى إخلاؤه أمس، وتسلّم الجيش فيه كميات ضخمة من السلاح والذخائر بما فيها الدبابات والصواريخ، أو عبر الحسم العسكري الذي بدأ في مخيم اليرموك والأحياء المجاورة لإنهاء تنظيم داعش وسواه من الجماعات الإرهابية المسلحة، فيشكل المشهد السوري بعد العدوان الذي قادته واشنطن ووصفه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالمنضبط بالخطوط الحمراء الروسية، تعبيراً عن تسليم أميركي بتقدّم خيار الدولة السورية وصولاً إلى الحدود شمالاً وجنوباً، حيث تبدأ السياسة.
لبنانياً، مع الحماوة الانتخابية على مسافة أسبوعين من الاستحقاق الانتخابي شهدت مناطق عديدة مشاحنات ومواجهات وإشكالات، استدعت دعوة النائب وليد جنبلاط لتهدئة الخطاب والحملات الانتخابية، فيما كان خطاب رئيس الحكومة سعد الحريري الأعلى سقفاً بين القيادات السياسية في مخاطبة الخصوم، بينما كان رئيس مجلس النواب نبيه بري يدعو لمنع تحويل السادس من ايار يوم حداد على الديمقراطية والإصرار على جعله عرساً لها، وكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يحاول نقل السجال الانتخابي إلى مناقشة البرامج بدلاً من تبادل خطاب التحريض والعصبيات، مقدّماً كشف حساب بين ما أنجزته المقاومة في ملف التحرير والردع ومواجهة الإرهاب، وهو ما تعهّدته لشعبها ووطنها، مقابل الفشل في الملف الاقتصادي والمالي الذي تولاه تيار المستقبل خلال السنوات الماضية، معلناً العزم على الدخول بالشراكة الكاملة في صناعة الاستراتيجية الاقتصادية بالتوازي مع الترحيب بكلّ دعوة لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية.
رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان، وفي كلمة له في حشد للناخبين في جديدة مرجعيون دعا مَن أسماهم بـ»السائحين» إلى زيارات إنمائية بدلاً من الزيارات الانتخابية. فالمنطقة التي خاضت مقاومة الاحتلال تشكّل نموذجاً للوحدة الوطنية لن تهزّها خطابات التحريض والعصبيات.
نصرالله: بري مرشح المقاومة ورئيس للمجلس
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن دولة الرئيس نبيه بري هو مرشح حزب الله وحركة أمل والمقاومة وسيكون رئيساً لمجلس النواب المقبل ولا نقاش لدينا في ذلك، مشيراً إلى أن الرئيس بري هو ضمانة وطنية ودوره أساسي في حماية الاستقرار في لبنان.
وفي كلمة له في مهرجان «يوم الوفا لأهل الوفا» في مدينة صور قال السيد نصرالله: «6 أيار هو رسالة للعالم وهي أننا في كل الجنوب لم نترك المقاومة ولم نتخلَّ عنها».
وتطرق السيد نصرالله الى الملف الاقتصادي، دعا الحكومة المقبلة التي ستشكل بعد الانتخابات إلى أن تقارب الملف الاقتصادي والمالي بطريقة مختلفة وان تكون هناك رؤية اقتصادية واضحة، «لذلك طالبنا بوزارة تخطيط»، وقال الأمين العام لحزب الله إن «مواجهة الفساد تحتاج الى حزم والى قرار سياسي جريء، ولبنان بحاجة الى حكومة وحدة وطنية ولا يستطيع أحد أن يلغي أحداً»، داعياً إلى «المزيد من الحوار والتواصل بين كافة القوى اللبنانية في الموضوع المعيشي». وقال «نحن بعد الانتخابات النيابية جاهزون لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية والرئيس بري هو أول مَن طرح مناقشة هذه الاستراتيجية».
وحذّر السيد نصرالله من الطائفية، وقال: «البلد لا يُبنى بالطريقة الطائفية. وهذا ما تصنعه القيادات التي ليس لديها مشروع وطني»، مشيراً إلى أن «المسار الذي يسير فيه لبنان مسار خطير».
حردان: 6 أيار يوم استفتاء للأمل والوفاء
بدوره، أكد رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي المرشّح عن دائرة الجنوب الثالثة على لائحة «الأمل والوفاء» النائب أسعد حردان، على معادلة لبنان الذهبية، الجيش والشعب والمقاومة. داعياً لأن يكون يوم السادس من أيار، يوم استفتاء، للائحة الأمل والوفاء.
وفي لقاء انتخابي حاشد في جديدة مرجعيون توجّه حردان لأهالي حاصبيا بالقول: «يا حراس الأرض والكرامة، يا من كرّستم بالصمود والتضحيات، معادلة الجيش والشعب والمقاومة، لا تسمحوا للسائحين المتسللين تحت جنح خطاب غرائزي، بأن يخدعوكم بالشعارات والوعود، فشعاراتهم مزيّفة، ووعودهم فارغة، ينطبق عليها: اسمع تفرح جرّب تحزن». السائحون الذين مرّوا من هنا، وعن سبق جهل، زعموا بأن هناك أموراً مفروضة عليكم، وهذا تجهيل متعمّد للحقيقة، لأنكم يا أهلنا، أنتم من صنع معادلة الصمود، وهم المفروضون على اللبنانيين».
ووجّه حردان التحية للمرأة في هذه المنطقة، وللسيدات اللواتي أثبتن حضورهن، بأدوارهن الاجتماعية والثقافية والتربوية وفي جميع المجالات. ودعا الحكومة الى أن «تنظر إلى هذه المنطقة بعين الاهتمام، وأن يزورها المسؤولون زيارات إنمائية، لا زيارات انتخابية، فأهل هذه المنطقة راشدون وأصحاب قرار، وهم الأقدر على التعبير عن خياراتهم وقناعاتهم في صندوقة الاقتراع».
وأطلق حردان دعوة للمغتربين، قائلاً: «عودوا، وساهموا في البناء والإعمار، وتحريك عجلة الاقتصاد. شجِّعوا أبناءكم على العودة».
الخلاف الانتخابي إلى الشارع؟
وفي وقتٍ يحمل الأسبوع الطالع استحقاقين، الأول داخلي يتمثل بعملية اقتراع المغتربين في الخارج اليوم وغداً، والثاني انعقاد مؤتمر «بروكسيل 2» لدعم دول النزوح الأربعاء المقبل، سجلت الفرصة الأسبوعية أحداثاً أمنية متنقلة على وقع ارتفاع سقف الخطابات واستعمال مختلف أنواع الأسلحة المشروعة وغير المشروعة واستعار السجالات الانتخابية والسياسية بين القوى والمرشحين في اللوائح المتنافسة مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية.
وبعد الأحداث التي شهدتها العاصمة بيروت خلال الأسبوعين الماضيين شهدت طرابلس والجنوب والشويفات أمس، توترات أمنية مماثلة، ما يؤشر الى أن الخلاف الانتخابي انتقل من الخطابات الى الشارع وسط تحذيرات أمنية بأن تتسع دائرة هذه الاحداث الأمنية الى مناطق مختلفة ما قد يهدّد ضمان سلامة العملية الانتخابية في 6 أيار. وقد عزت مصادر مراقبة هذا الاحتقان في الشارع الى لجوء بعض الأطراف وعلى رأسهم تيار المستقبل ووزير الداخلية نهاد المشنوق الى الخطاب المذهبي والطائفي لاستنهاض القواعد الحزبية والشعبية ما يُعدّ مخالفة صريحة وواضحة للقانون.
غير أن مرجعاً وزارياً وأمنياً سابقاً، وضع هذه الاشكالات الأمنية في إطار التنافس الانتخابي الطبيعي انعكاساً للخطاب الحاد والعالي السقف بين المرشحين قبل أقلّ من أسبوعين لبدء الانتخابات، يلجأ اليه المرشحون لتحشيد أكبر للناخبين لزيادة نسبة الاقتراع لرفع الحاصل الانتخابي، لكن المصدر استبعَد أن تؤثر على مسار وسلامة عملية الاقتراع، مؤكداً لـ «البناء» بأن وزارة الداخلية والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وبمؤازرة الجيش اللبناني بإمكانها ضبط العملية الانتخابية والحفاظ على الأمن في مختلف المناطق اللبنانية، مشيراً الى أن «تاريخ الانتخابات في لبنان شهدت اشتباكات إعلامية وسياسية وأمنية».
وعن انتخابات المغتربين أشار المرجع المذكور الى أن «وزارتي الداخلية والخارجية اتخذتا الإجراءات الضرورية لتأمين نزاهة هذه العملية والحؤول دون تزوير أو التلاعب بصناديق الاقتراع، مستبعِداً حصول تزوير»، وأشار الى أن «هيئة الإشراف هيئة مستقلة، لكن ليس مئة في المئة»، لكنه أوضح أن هذه «التجربة الأولى لهذه الهيئة وللتعاون بينها وبين الداخلية، ودعا الى تعديل القانون لتصبح هيئة مستقلة بشكل تام ومنحها المزيد من الصلاحيات لضبط المخالفات الانتخابية والتصرف تجاهها وليس فقط عدّها وتسجيلها»، لافتاً الى أن «تقصير الدولة بتدعيم العنصر البشري في الهيئة والاعتمادات المطلوبة أثّر بشكل سلبي على أدائها».
وشدّد وزير الداخلية، في حديث تلفزيوني على أننا «قادرون على اتخاذ الإجراءات الأمنية الكافية لعدم تطور الإشكالات التي تحصل».
«باريس 4» «رشوى» انتخابية
وقد وقع إشكال أمس، بين مناصري تيار المستقبل والوزير السابق أشرف ريفي، حيث أقدم عدد من الشبان في بلدة بلانة الحيصا في عكار على قطع الطريق العام الدولية بالإطارات المشتعلة، احتجاجاً على زيارة مقرّرة لريفي للبلدة في اطار جولة انتخابية له مع المرشحين على اللائحة المدعومة منه. الأمر الذي تسبب بتوتر في البلدة بين مناصري الطرفين تخللته مشادات كلامية وتراشق بالحجارة. وتسبب قطع الطريق بزحمة سير وحضرت قوة من الجيش وفتحت الطريق.
وفي حين نفى حزب الله علاقته بإشكال بلدة شقرا الجنوبية بين المرشح علي الأمين ومناصري لوائح أخرى، واضعاً الحادث في إطاره الفردي، كان لافتاً دخول رئيس حزب القوات سمير جعجع وتيار المستقبل على خط الاستغلال الانتخابي والسياسي للحادث، وتناسى المستقبل استخدامه الأساليب «الميليشياوية» منذ أيام لقمع وإلغاء منافسيه من اللوائح الأخرى في أكثر من منطقة لا سيما في كراكاس والطريق الجديدة – الكولا.
وقد واصل رئيس المستقبل سعد الحريري حملة التحشيد الانتخابي، وأطلق أمس، جملة من المواقف خلال زيارته البقاعين الأوسط والغربي، وقد استخدم «مقدرات السلطة» وأموال مؤتمر «باريس 4» التي لم تصل الى لبنان بعد في البازار الانتخابي كـ «شيك» بلا رصيد و «رشوى» انتخابية لأهالي البقاع لاستمالة الناخبين، حيث وعدهم بأن يكون لهذه المنطقة الحصة الأكبر من المشاريع الإنمائية من أموال مؤتمر سيدر. في استمرار لسياسة الوعود الكاذبة التي عهدها البقاعيون لا سيما عرسال، بحسب ما تقول مصادر سياسية عرسالية لـ «البناء»، التي أشارت الى أن «منطقة عرسال كانت مغيّبة منذ عشرات السنوات عن المشاريع الإنمائية»، وذكرت المصادر بإقفال المستوصف الطبي في المدينة الذي أُنشئ بهبة كويتية بعد أن تسلّمه المستقبل»، وأوضحت أن «مزاج العرساليين تغيّر وبات في اتجاه معاكس لخيارات المستقبل الإنمائية والسياسية»، ولفتت الى أن هدف زيارة رئيس الحكومة الى عرسال هو شدّ العصب وجاءت بعد زيارة فاشلة للأمين العام للتيار أحمد الحريري، حيث خالف الاستقبال المتوقع»، مذكرة بـ «نتائج الانتخابات البلدية»، ولفتت الى أن «تيار المستقبل منح الغطاء السياسي لما أسماها المعارضة السورية منذ اندلاع الأحداث في سورية العام 2011، حيث تحوّل هؤلاء المسلحون الى تنظيمات ارهابية فيما بعد، حيث كانت محل رهان المستقبل ورعاتهم في الخارج لتنفيذ المشروع الاميركي الخليجي في المنقطة وإسقاط النظام في سورية وضرب المقاومة من الداخل، لكن المشروع فشل». وتساءلت المصادر: كيف يتحدّث الحريري عن فلسطين فيما يهاجم سورية الدولة العربية الوحيدة الحاضنة للقضية الفلسطينية؟ وأكدت بأن «زيارة الحريري الى عرسال لن تلغي تاريخ المدينة الوطني والمقاوم».
وإذ غلب الطابع النسائي على المهرجان الانتخابي للتيار في عرسال، كشفت مصادر «البناء» عن «استقدام المستقبل عدداً كبيراً من النازحات السوريات الى باحة المهرجان لمضاعفة العدد الذي كان متواضعاً».
سجال عوني كتائبي
واتهم رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل حزب الكتائب بالكذب وبعرقلة مشاريع التيار، وردّ رئيس الكتائب سامي الجميل داعياً باسيل الى مناظرة إعلامية انتخابية لكشف الحقيقة، فردّ باسيل بالقول إن «المناظرة تكون بين قيمتين متساويتين وليس بين الكذبة والحقيقة». وتساءل باسيل في مهرجان انتخابي: «لماذا يحقّ لرئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري التدخل بالانتخابات وعلى الرئيس عون أن يتفرّج؟»، مضيفاً: «يزعجهم وجود رئيس قوي للجمهورية ونحن نقول لهم زمن الرئيس الضعيف قد انتهى». وشدّد على أن «هذه الانتخابات ستكون لها نتيجة واحدة، وهي الشرعية الشعبية لرئيس الجمهورية».
.. و«اشتراكي» – «ديموقراطي»
وشهدت منطقة الشويفات تبادلاً لإطلاق النار بين أنصار «الحزب التقدمي الاشتراكي » وأنصار « الحزب الديمقراطي اللبناني » أمام السراي الإرسلانية في المدينة . وبعد أن تدخّل الجيش وفضّ الخلاف دعا رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط ، في تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، «المرشحين من كل الاتجاهات إلى التحلي بالروح الرياضية واتباع الكلام العقلاني في التخاطب». وأشار إلى أن الأهم من المرشحين هو جمهور الحزبيين والمناصرين، مؤكداً أن «المواكب الرنانة والسيارة تشكل مصدر إزعاج وتوتر ولا تحمل أي مشروع انتخابي جدي».
مصالحة تطوي صفحة 7 أيار
إلى ذلك، وفي خطوة تعكس إرادة جنبلاطية لطي صفحة 7 أيار 2008 والحفاظ على الوحدة الوطنية والعيش المشترك في الجبل، ورفض مشاريع الفتنة المذهبية، رعى جنبلاط أمس، مصالحة جامعة لإنهاء قضية الزيادين التي وقعت منذ 11 عاماً، حيث استقبل في دارته في كليمنصو مسؤول التنسيق والارتباط في حزب الله الحاج وفيق صفا وممثل الرئيس بري السيد أحمد بعلبكي، بحضور النائب غازي العريضي بحضور عائلة شمص ووالدَي الشهيدين زياد قبلان وزياد غندور. وتمّ خلال اللقاء تثبيت المصالحة والتفاهم وإسقاط الدعاوى القانونية المتعلقة بالقضية.
وشكر النائب جنبلاط السيد نصرالله والرئيس بري على تعاونهما في إنهاء هذا الملف وحرصهما على تثبيت الوحدة الوطنية، كما توجّه بالشكر والتقدير لعائلتي الشهيدَيْن ومواقفهما المسؤولة أثناء تلك المحنة، موكداً أن هذه الصفحة الأليمة قد طُوَيْت.
الاخبار:
الجيش السوري.. لعزل «جيب اليرموك» من الشرق
وكتبت صحيفة الأخبار”في موازاة عملية التسوية في القلمون الشرقي، يواصل الجيش تحركه العسكري في محيط مخيم اليرموك، ويستهدف عزله ــ مرحلياً ــ عن جواره الشرقي (ببيلا وبيت سحم)، كخطوة أولى لاستعادة السيطرة على كامل المخيم وحيّي الحجر الأسود والقدم”
واصل الجيش السوري وحلفاؤه خلال اليومين الماضيين، تحركهم العسكري في منطقة مخيم اليرموك وحيي الحجر الأسود والقدم ضد تنظيم «داعش»، في موازاة تقدم عملية التسوية في القلمون الشرقي، بما تتضمنه من تسليم الأسلحة الثقيلة وإجلاء رافضي المصالحة إلى الشمال السوري. ولم يخرج في المقابل، ما يمكن البناء عليه، من لقاء ديبلوماسيي مجلس الأمن في إحدى مناطق السويد النائية، على رغم الحديث عن أجواء وديّة رافقت حديث مندوبي كل من روسيا والولايات المتحدة الأميركية. إذ عبّر المندوب السويدي لدى الأمم المتحدة أولوف سكوج، عن هذا اللقاء بالقول: «بمجرد أن جلس زميليّ، الروسي فاسيلي (نيبينزيا) والأميركية نيكي (هايلي)، حول طاولة واحدة طيلة يوم ونصف يوم… نشأت ثقةٌ يحتاجها مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته». وقال إن «هناك اتفاقاً على العودة في شكل جدي إلى الحل السياسي في إطار عملية جنيف»، مشيراً إلى أن العمل سيستمر في محاولة لتجديد «آلية التحقيق المستقلة» المعنية باستخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا.
هذا اللقاء غير الرسمي، سبق مؤتمر بروكسيل الخاص بالشأن السوري، بنسخته الثانية التي يفترض أن تعقد على يومين، اعتباراً من الغد. وإلى جانب الحضور الروسي المتوقع للمؤتمر، سوف يشارك المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا فيه، بعد جولة قادته إلى أنقرة وموسكو وطهران، حيث اجتمع أول من أمس، مع كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني ورئيس وفد بلاده إلى محادثات آستانا، حسين جابري أنصاري. وأشار دي ميستورا إلى أن الأولوية الآن هي تخفيف التوترات على المستوى الدولي والإقليمي، مضيفاً أن هذا الأسبوع أظهر أيضاً أن الأوضاع على الأرض يمكن أن تخرج عن نطاق السيطرة. وأكد أن الوقت قد حان للتواصل مع الحكومة السورية في شكل أكثر فاعلية.
ولحين بيان اجتماع السويد ومؤتمر بروكسيل المرتقب، سوف تتجه الأنظار إلى «منظمة حظر الأسلحة الكيماوية» التي أعلنت أنها جمعت العيّنات اللازمة من موقع الهجوم الكيماوي المفترض في دوما، على أن «تقيّم الوضع» وتنظر في «خطوات لاحقة بما يشمل زيارة أخرى محتملة إلى الموقع». وشرح بيان رسمي لها أنه سيتم نقل تلك العينات إلى مختبر يتبع لها في لاهاي «ثم سترسل للتحليل في مختبرات معينة من قبل المنظمة»، مضيفة أنه «بناء على نتائج تحليل العينات ومعلومات ومواد أخرى جمعها الفريق» سوف يتم رفع تقرير إلى إدارة المنظمة.
وعلى أطراف دمشق الجنوبية الشرقية، تقدم الجيش وحلفاؤه على حساب تنظيم «داعش»، من أكثر من محور. وتشير المعطيات الميدانية إلى أن الجيش سيعمل على عزل مناطق سيطرة التنظيم عن محيطه الشرقي الخاضع لسيطرة الفصائل المسلحة، والخاضع لاتفاق هدنة، أي بلدتي ببيلا وبيت سحم ومحيطهما. وسوف يمنع هذا العزل أي محاولات من قبل عناصر «داعش» للهجوم أو التسلل نحو تلك المناطق، لحين انتهاء العمليات العسكرية في محيط المخيم، أو استسلام التنظيم وترحيل عناصره. ويتم العمل لإنجاز هذا العزل عبر محورين رئيسين، الأول من أطراف المخيم المتاخمة لحي التضامن، في محور يتداخل ومناطق سيطرة الفصائل المسلحة في محيط بيت سحم الغربي؛ والثاني من جنوب حي الحجر الأسود، وتحديداً على الطريق بين حجيرة البلد والحي نفسه، على أطراف بلدة يلدا الجنوبية الغربية. وتمكن الجيش وحلفاؤه، على هذا المحور، من السيطرة على عدد من كتل الأبنية التي تقع على الطريق الرئيس الذي يخترق حيي الحجر الأسود واليرموك، ليصبح على أطراف حي التقدم، والمقبرة. وفي موازاة التقدم البري، واصل سلاحا الجو والمدفعية استهداف مواقع التنظيم داخل المخيم ومحيطه. ومع اشتداد المعارك، عبرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عن قلقها على مصير المدنيين في المخيم والمناطق المحيطة به. وقال المتحدث باسم الوكالة، كريس جانيس، إن «النزوح مستمر؛ إذ ينتقل الناس إلى منطقة يلدا المجاورة… وبعض الأسر ما زالت في اليرموك، إما لأنها لا تستطيع الانتقال بسبب احتدام المعارك أو لأنها اختارت البقاء».
وعلى عكس التصعيد في جنوب دمشق، يمضي اتفاق التسوية في منطقة القلمون الشرقي قدماً، مع خروج 35 حافلة، فجر أمس، تحمل أكثر من 1000 شخص بين مدنيين ومسلحين، من نقطة التجميع في بلدة الرحيبة إلى مدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي. وكان من المقرر أن تخرج دفعة ثانية نحو ريف إدلب أمس، حال اكتمال تجميع الحافلات، فيما أشارت مصادر متابعة للعملية أن نحو 5 آلاف شخص قد يغادرون نحو الشمال، بالمجمل. وأتى ذلك وسط تسليم المسلحين الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، مرفقة بكميات كبيرة من الذخائر تضم صواريخ مضادة للدروع. وفي ريف حمص الشمالي، أشارت مصادر معارضة، إلى فشل اجتماع كان مقرراً بين وفد من «مركز المصالحة» الروسي وممثلين عن الفصائل المسلحة الناشطة في جيب الرستن ومحيطها. وأشارت بالتوازي إلى أن مروحيات الجيش السوري ألقت مناشير على البلدات والقرى هناك، تطلب فيها من المدنيين مغادرة المنطقة باتجاه حواجز الجيش «حفاظاً على أرواحهم».
الجمهورية:
مانشيت:إشتباكات سياسية على جبهة الإنتخابات وحوادث متنقّلة
وكتبت صحيفة الجمهورية “حملت الساعات الـ 48 الماضية استنفاراً انتخابياً لافتاً، في ظل مؤشرات تَشي باحتدام المعارك على جبهة المرشحين اكثر فأكثر في الفترة الفاصلة عن موعد إقبال الناخبين على الاقتراع في 6 أيار المقبل. وقد سلك الخطاب الانتخابي مساراً إنحدارياً بعيداً من اجواء الرقي والحضارة، وعلى نحو لم يشهد له لبنان مثيلاً في تاريخ الانتخابات. فما يقوم به فريق السلطة في كل المناطق، هو محاولة مكشوفة لقلب الحقائق واستغلال النفوذ على كل المستويات والصعد. إلّا انّ ذلك لن يبدّل حتماً في اقتناعات الناخبين الذين أخذوا خياراتهم، ما هال أهل الحكم، فلجأوا الى استغلال كل الامكانات المتاحة امامهم والى تسخير بعض الاجهزة الامنية والادارية للضغط بغية تغيير هذه الخيارات. ولكن فاتهم أنّ 6 أيار بات قريباً، وأنّ الناخبين لن يتأثروا بكل محاولات الترهيب والترغيب ولن يخضعوا للإغراءات بل سينصفون من وقف الى جانبهم”.
قبل أقل من أسبوعين على موعد الانتخابات، تنقّلت حوادث أمنية بين الشمال والجنوب، وتمثلت باعتداءات وتضييقات على بعض المرشحين.
ففي بلدة بلانة الحيصا – عكار، قطع شبّان الطريق العام الدولية بالاطارات المشتعلة، احتجاجاً على زيارة مقررة للواء اشرف ريفي للبلدة في إطار جولة انتخابية له مع المرشحين في لائحة «لبنان السيادة» التي يترأس، الأمر الذي تسبب بتوتر في البلدة بين مناصري تيار «المستقبل» ومناصري ريفي، تخللته مشادات كلامية وتراشق بالحجارة.
وفي الشويفات وقع إشكال مساء امس، تطور إلى اشتباك بالأسلحة الرشاشة بين عناصر من حزبين في المدينة.
وعلى الفور، تواصل «الحزب التقدمي الاشتراكي» مع قيادة الجيش والأجهزة الأمنية، لضبط الوضع وإعادة الهدوء إلى المنطقة. وعمل مسؤولون في الحزب وفي «الحزب الديموقراطي اللبناني»، على تطويق الحادث والحؤول دون تطوره.
ميقاتي لـ«الجمهورية»
في هذا الوقت، قالت أوساط الرئيس نجيب ميقاتي لـ«الجمهورية»: «على مسافة اسبوعين من موعد اجراء الانتخابات يبدو أنّ تيار «المستقبل» قد فقد أعصابه. يتحدثون عن لوائح بشّار الاسد في الوقت الذي ينسجون تحالفات اقل ما يُقال فيها انها تحالفات غريبة عجيبة. لائحتنا ليست في موقع الدفاع عن النفس، وهم آخر من يحقّ لهم الحديث عن الهويات السياسية، ويفترض بهم ان يقدّموا هم جردة حساب عن أدائهم في السلطة عن الفترة الماضية، والفترة الراهنة خلال العملية الانتخابية».
واضافت هذه الاوساط: «لقد هال «المستقبل» التعاطف الكامل مع الرئيس ميقاتي في طرابلس فدأبَ على تسريب اخبار غير صحيحة، في محاولة مستمرة لتزوير الحقائق، وليس آخرها التسريب عن انّ زيارة الرئيس ميقاتي الى القلمون للتضامن مع نزار زكا لم تكن ناجحة وأنه انتقد أهاليها، وهذا الكلام غير صحيح وهو للدسّ والافتراء ليس الّا.
فالرئيس ميقاتي زار القلمون لدعم إطلاق نزار زكا من ايران والتصريح واضح في هذا الموضوع، وتسريبات «المستقبل» لا تقدّم ولا تؤخّر لأنها محاولات مكشوفة من السلطة، وأكبر دليل الى خوفها من نتائج الاقتراع وما يفعله «المستقبل» لن يغيّر في قناعات داعمي «لائحة العزم».
«القوات»
وعلى خط العلاقة المأزومة بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، قالت مصادر «القوات» لـ«الجمهورية»: «انّ بعض القيادات في «التيار» وهي معروفة، تعيش عقدة الالتفاف الشعبي حول «القوات» نتيجة ممارستها المستقيمة وطنياً وسياسياً ودستورياً ونيابياً وحكومياً، فقررت مهاجمتها بغية شدّ عصب سياسي في مواجهة «القوات» وتضليل الرأي العام لضرب صورتها السياسية لديه.
«التيار» ـ «أمل»
الى ذلك، تجددت الأزمة بين «التيار الوطني الحر» وحركة «أمل» التي صَوّب رئيسها نبيه بري في اتجاه رئيس «التيار» من دون ان يسميه، فاستغرب «الإستفاقة المتأخرة عند البعض حول ما يدعون به تحت ذريعة تحصيل حقوق المسيحيين في التمثيل النيابي في الجنوب»، ولفت الى أنه «في العام 1992 كان أوّل من طالب بأن يكون لمسيحيي الجنوب، وخصوصاً في المناطق الحدودية أكثر من مقعد نيابي».
«التيار» ـ الكتائب
في الموازاة، ظلت جبهة «التيار الوطني الحر»ـ حزب الكتائب مشتعلة، ففيما قال باسيل ان «ليس نحن من عمل على وضع جبل النفايات بل وَرثناه، ونحن من يعمل على المعالجة»، وتبعه النائب ابراهيم كنعان بالتصويب على «الكتائب» معتبراً «انّ نبض الكذب ليس أقوى من الحقيقة لأنها أقوى، و«التيار» هو من صَوّت ضد مَكب الموت في برج حمود وضد خطة النفايات»، رفض رئيس الكتائب النائب سامي الجميّل الرد على كلام باسيل، لكنه دعاه الى «مناظرة علنية». كذلك دعا جميع رؤساء الاحزاب الى مناظرة «لتكون الحقائق واضحة امام اللبنانيين».
المستقبل ـ الاشتراكي
وعلى خط العلاقة بين تيار «المستقبل» والحزب التقدمي الاشتراكي، وفي محاولة ترقيعية، قال وزير الداخلية نهاد المشنوق من بشامون انّ «تاريخنا واحد مع وليد جنبلاط وتحالفنا لن ينفكّ لأنه معمّد بالدم، وعروبتنا واحدة مهما فعل الآخرون، والغيمة ستعبر، وسيظل للمختارة و«بيت الوسط» عنوان واحد لا عنوانان، وهو شهداء القهر والظلم»، لافتاً الى انّ «معركة بيروت سياسية بامتياز وليست معركة انتخابات».
المصدر: صحف