ابرزت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الاجواء السورية ما بعد صد العدوان الثلاثي، اضافة الى مضامين “القمة العربية”، وركزت ايضا على الخطاب الذي القاه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله امس.
الأخبار
نصرالله: لا لوائح لسوريا بل حلفاء
سلمان لعون: الخليجيون عائدون هذا الصيف
لم تؤثر مجريات القمة العربية على انشداد اللبنانيين نحو الانتخابات النيابية التي ستجري في الخارج بعد أسبوعين وفي لبنان بعد ثلاثة أسابيع. وقد تزامت كلمة الرئيس ميشال عون في القمة العربية في الظهران مع كلمة للسيد حسن نصرالله ألقاها في المهرجان الذي أقامه حزب الله في مشغرة في البقاع الغربي، فيما سبقهما الرئيس نبيه بري إلى إلقاء كلمة متلفزة في اللقاء الاغترابي اللبناني السنوي الذي تنظمه «حركة أمل»، وأكد فيه أولوية المشاركة في صناعة نظامنا البرلماني الديموقراطي.
أبدى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تخوّفه من وجود ملامح سياسة ترسم لمنطقتنا ستنال منا جميعاً في حال نجاحها، وتساءل: «هل ننتظر حدوثها لنعالج النتائج أم نقوم بعمل وقائي لنمنع وقوعها؟».
ورأى، في كلمة ألقاها أمس في القمة العربية التي عقدت في مدينة الظهران السعودية، أن الحرب الدولية على أرضنا لم تعد بالوكالة، وكل مجريات الأحداث تشير إلى أنها تتجه لتصبح بالأصالة، وهي إذا ما اندلعت فعلاً، فستقضي على ما تبقّى من استقرار واقتصاد وحجر وبشر في أوطاننا.
ورأى إزاء ذلك أنّ الحاجة إلى مبادرة إنقاذ من التشرذم الذي نعيش أصبحت أكثر من ضرورة، متسائلاً: «هل تنطلق من أرض المملكة مبادرة عملية رائدة تلمّ الشمل وتعتمد الحوار سبيلاً لحل المشاكل؟».
وإذ لفت عون الى أنّ التجربة اللبنانية قد أثبتت أن الحوار هو الحل، رأى إمكان أن تعمّم هذه التجربة لتكون نموذجاً للدول العربية التي تعاني من صراعات الداخل.
وفي الملف الفلسطيني، شدّد رئيس الجمهورية على أنّ قضية فلسطين هي أساس اللا استقرار في الشرق الأوسط، معتبراً أن «التغاضي الدولي، حتى لا نقول التواطؤ الدولي، عن كل ما قامت وتقوم به إسرائيل من تدمير وتهجير وسلب حقوق على مدى عقود، هو لبّ المشكلة». وسأل: «هل سنسمح للقدس بأن تضيع؟»، مشيراً إلى أنّ المبادرة العربية للسلام التي «انبثقت عن اجتماع القمة في بيروت لا تزال المرجعية الوحيدة التي تحظى بإجماع الأشقاء العرب، وهو إجماع يمكن البناء عليه لاستئناف المساعي التي تؤدّي إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية».
وعلى هامش القمة، التقى عون بكل من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وملك الأردن عبدالله الثاني في حضور رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل. كما التقى نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، وعاد ليلاً إلى بيروت، على أن يتوجه إلى الدوحة اليوم، إلى أنه علم في وقت متأخر من ليل أمس أنه قرر تأجيل الزيارة، فيما قرر الحريري حضور مناورة عسكرية، اليوم، لما يسمى «التحالف الدولي ضد الإرهاب».
يذكر أن القمة الاقتصادية العربية في عام 2019 ستعقد في بيروت.
وفي دردشة مع الصحافيين على متن الطائرة التي أقلته ليلاً إلى بيروت، قال عون إن اللقاء مع الملك سلمان «كان إيجابياً وممتازاً ومثمراً»، وأكد أن سلمان أبلغه بأن الخليجيين سيعودون هذا الصيف بالتأكيد إلى لبنان، وأعلن الملك السعودي وقوف المملكة إلى جانب لبنان ودعمه في كل ما يتصل بمسيرة النهوض التي بدأتها الحكومة الحالية.
ورداً على سؤال، قال عون إنه لن يوقع على أي عفو عام يمنح لمن تورطوا بقتل عسكريين لبنانيين.
بري: وقف احتفالات التكاذب
ومن المصيلح، توجه الرئيس نبيه بري إلى المغتربين اللبنانيين مستدعياً هممهم ليتوجهوا «مع كل لبنان المقيم للانتخاب ــ الاستفتاء عبر رفع نسبة المقترعين للمقاومة، لخطنا ونهجنا، للوائح الامل والوفاء واللوائح المشتركة لتحالفاتنا، وحتى يمكننا معاً الاحتفاظ بقوة الدفاع والردع التي تعبّر عنها المقاومة الى جانب الجيش ومن خلفهما الشعب».
أضاف «إن الاستحقاق الانتخابي يجب أن يشكل فرصة حقيقية لإطلاق أدوار الدولة ولوقف احتفالات التكاذب الوطني وبيع الماء بحارات السقايين، وبيع الأحلام للبنان المقيم والمغترب وتقسيم اللبنانيين تحت مزاعم الطوائف والمناطق، مثل هؤلاء ليس في تاريخهم سوى اللعب على وتر الحساسيات الطائفية والمذهبية التي طالما دمرت لبنان».
ودعا بري المغتربين إلى عدم الخوف من الانتخابات «بل خافوا عليها. صوّتوا بلا تردد وبلا خوف. أنا أعلم الضغوط عليكم، فالاستهداف هو للمقاومة أولاً وثانياً وثالثاً وحتى النهاية».
نصرالله: «أبو جعفر» مرشح حزب الله
من جهته، سعى السيد نصرالله في إطلالته أمس، في المهرجان الانتخابي الذي نظّم في بلدة مشغرة في البقاع الغربي، إلى ردم الهوة التي أحدثتها الحرب السورية بين أبناء المنطقة، مذكّراً بأن «العلاقة الاجتماعية والاقتصادية بين أهل البقاع الغربي ودمشق كانت جزءاً من الحياة الطبيعية لأهل المنطقة». وتابع نصرالله: البعض في البقاع الغربي أخذ مواقف معادية لسوريا، وما نريد أن نقوله اليوم لأهلنا إنه يجب التفكير في خياراتكم السياسية، لأن من يراهن على انهيار الوضع في سوريا لمصلحة أميركا أو إسرائيل أو غيرهما، فهو واهم وينتظر سراباً.
ورداً على اتهام لائحة «الغد الأفضل» بأنها تمثل سوريا، شدد على أن «سوريا لم تسمِّ أحداً في هذه الانتخابات، لا لائحة ولا اسماً، لكن لديها حلفاء في هذه الانتخابات، مؤكداً أن هذه اللائحة هي الأقدر على وصل ما انقطع، ومصلحة أهل البقاع الغربي وراشيا هي التواصل والعيش معاً وعدم تحويل الصراع السياسي الى طائفي ومذهبي. وحذر نصرالله من التحريض الطائفي، متسائلاً «هل مصلحة أهل البقاع الغربي في استمرار التحريض على المقاومة، وهي التي تشكل ضمانة لوجودهم العزيز والكريم؟»، مشيراً الى أن الحضور القوي في الحكومة ومؤسسات الدولة هو الضمانة الحقيقية للمقاومة وللمعادلة الذهبية، ورأى أن موضوع نهر الليطاني وبحيرة القرعون والحفاظ على هذه الثروة المائية وما تتعرض له من مخاطر وتهديدات يجب أن تكون أولوية مطلقة. وأكد أن «المرشح محمد نصرالله (ابو جعفر) هو مرشح لحزب الله كما هو مرشح لحركة أمل».
البناء
القمة العربية تنزح إلى الظهران من الرياض هرباً… وتحتمي باسم «القدس» بعد فشل صواريخ ترامب
سورية تُسقط العدوان وتواصل التحرير… وبوتين وروحاني ونصرالله يحذّرون من سقوط جنيف
عون: مصيرنا على المحكّ بري: سورية قلعة العروبة المنتصرة حردان: مع سورية حتى النصر
كتب المحرّر السياسي
خيّمت سحب دخان الصواريخ الأطلسية التي استهدفت سورية على المسرحين الدولي والإقليمي، وبعد انجلاء غبارها وانقشاع الصورة عن مشهد سوري متماسك وجيش حاضر في الميدان ينجح بإسقاط أغلب الصواريخ، وحلفاء متماسكين، ورئيس يمسك بقرار بلده كالقابض على الجمر، بدأت التداعيات بالظهور في عواصم العدوان والمشاركين تحريضاً وتمويلاً، والمنتظرين للاحتفال بسقوط دمشق، لتكون خيبة الأمل رصيداً مشتركاً تجرّأت تل أبيب وحدَها على المجاهرة بها، بالقول إنّ النتائج كانت صفراً وإنّ الرئيس السوري يزداد قوة وإنه سيواصل مشروعه باستعادة كامل الجغرافيا السورية، فيما توزّع الآخرون بين تبرير كلامه غير الموزون، كما فعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي سخرت منه وسائل الإعلام الأميركية لقوله إن المهمة أنجزت بالكامل، أو الاتصال بصديق لوصل ما انقطع كما فعل وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، الذي لم يهدأ قبل وأثناء العدوان من إطلاق التهديد والوعيد، ليتصل بوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للدعوة إلى اعتبار العمل العسكري وراءنا والعمل المشترك يجب أن يتواصل، وصولاً للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي سارع للتذكير بمبادراته السابقة لإحياء العملية السياسية في سورية، ليأتي الجواب من موسكو وطهران محذّراً من أن يكون العدوان قد تكفّل بتقويض مسار العملية السياسية في سورية، ويوضح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرلله، أنّ العدوان قد أصاب مسار جنيف وربما يكون قد أدّى إلى نسفه بالكامل.
سورية تواصل مسار التحرير الذي كانت دوما آخر إنجازاته، فيتقدّم الجيش السوري في ريف حمص محققاً المزيد من الإنجازات، بينما تتكفّل روسيا بتوفير التجهيزات العسكرية التي أظهرت النيات العدوانية لحلف الأطلسي تجاه سورية الحاجة لتزويد الجيش السوري بها، وتستعدّ إيران لترجمة عزمها على الردّ على الغارة التي استهدفت موقعاً لقيادة الحرس الثوري في مطار التيفور، بينما يتحدّث الإسرائيليون عن أنهم باتوا اليوم وحيدين بعدما تكشفت الصواريخ الأطلسية عن أنّ أقصى ما يستطيع الغرب تقديمه هو صفر، فيما العين التركية على ما سيجري في إدلب بعد كلام المستشار لشؤون السياسة الدولية لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران الدكتور علي ولايتي عن أنّ المعركة المقبلة هي في إدلب، وكلام وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان عن مساع لتسوية لإدلب قبل أن تواجه مصير الغوطة.
القمة العربية التي انعقدت بعد أسبوعين من موعدها بتأجيل من السعودية بصفتها الدولة المضيفة، والرئيس الحالي للقمة، على إيقاع انتظار حصيلة جولات ولي العهد محمد بن سلمان لحشد القوى الغربية وتمويلها لخوض العدوان ضدّ سورية، صارت بجدول أعمال فارغ مع الفشل الذريع للعدوان، وانتهت بساعتين، بعدما جرى نقل مكانها من الرياض إلى الظهران هرباً من الصواريخ اليمنية، ولم يجد منظموها وسيلة لستر الفضيحة بعد فشل الرهان على ما يمكن للرئيس الأميركي دونالد ترامب فعله، رغم مئات مليارات الدولارات التي دفعت له، إلا الاحتماء باسم القدس الذي منحوه لقمتهم.
لبنان الذي تميّز رئيسه العماد ميشال عون بكلمة تحذيرية في القمة العربية من مخاطر السقوط العربي الذي يبدأ وينتهي في فلسطين والقدس، مخاطباً المشاركين بالدعوة للتحرك قبل فوات الأوان، لأنّ المصير العربي على المحك، شهد مجموعة من المواقف التي لم تحجبها المناسبات الانتخابية، فرئيس مجلس النواب الذي كان يخاطب المغتربين حول الانتخابات قال، إنّ سورية كانت وستبقى قلعة العروبة المنتصرة، ورئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان الذي تحدّث للناخبين في منطقة مرجعيون حاصبيا في مهرجان انتخابي تناول فيه الوقائع الإنمائية والسياسية اللبنانية والخاصة بالمنطقة، أكد الوقوف مع سورية حتى النصر، موجّهاً التحية لشعبها وجيشها ورئيسها.
نصرالله: قوة المقاومة فرضت محدودية العدوان
رغم محدودية العدوان الأميركي الغربي على سورية وفشل أهدافه بإخضاع الدولة السورية وحلفائها للشروط الأميركية الإسرائيلية السعودية واعتراف بقوة محور المقاومة، غير أن أجواء التصعيد العسكري والسياسي والدبلوماسي بقيت سيدة الموقف في المنطقة، وبالتالي لبنان، وسط ارتفاع احتمالات تكرار واشنطن «مسرحية» استعمال السلاح الكيميائي لشن ضربات عسكرية على سورية لإطالة أمد الحرب في المنطقة، كما أشار الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس، الذي قدّم قراءة دقيقة لوقائع ونتائج الضربة الأميركية الغربية على سورية مستخلصاً نقاطاً استراتيجية عدة.
وأشار السيد نصرالله في كلمة له في المهرجان الانتخابي للائحة «الغد الأفضل» في بلدة مشغرة البقاعية، أن «العدوان الأميركي فشل في تغيير المعادلة لمصلحة «إسرائيل» وبعض الدول الإقليمية، مشدداً على أن «محدودية العدوان على سورية اعتراف أميركي واضح بقوة محور المقاومة وقدرته على إلحاق الهزيمة به». وقال إن «توقيت العدوان الأميركي كان مرتبطاً بوصول المحققين الدوليين في منظمة حظر الاسلحة الكيميائية الى سورية». وكشف نصر الله أن «بعض الدول الخليجية عملت وعرضت الملايين من الدولارات لضرب سورية بشكل واسع وبكل مؤسساتها»، مشيراً إلى أن «واشنطن تعلم أن أي عدوان واسع على سورية لا يمكن أن ينتهي بل سيفجر المنطقة بأكملها»، واكد إن «دولاً إقليمية راهنت على أن العدوان الثلاثي سيدمر سلاح الجو السوري ومواقع الحرس الثوري والحلفاء».
وأكد الأمين العام لحزب الله رواية الدولة السورية لجهة إسقاط الدفاعات الجوية السورية عدداً كبيراً من الصواريخ، بقوله «إن مجاهدي حزب الله أكدوا لنا أن الدفاعات الجوية السورية تمكّنت من إسقاط العديد من الصواريخ الأميركية قبل وصولها الى اهدافها».
وقد نقلت مصادر دبلوماسية لـ «البناء» أن «وزير الدفاع الأميركي وخلال نقاشات الادارة الاميركية قبل شن الضربة هدّد بالاستقالة من منصبه في حال أقدمت الولايات المتحدة على مغامرة عسكرية واسعة في سورية، وحذّر البيت الأبيض من عواقب وتداعيات هذه الخطوة على المصالح الاميركية في الشرق الاوسط ومن دون ضمان تحقيق الأهداف ولا ضبط نتائجها الاستراتيجية». وأشار خبراء عسكريون واستراتيجيون لـ «البناء» في معرض تعليقهم على كلام السيد نصرالله الى أن «المصالح الأميركية والغربية في دول الخليج ستكون مهدّدة في لحظات الحرب الأولى، فيما لو خرجت الضربة العسكرية عن حدودها»، وأشاروا الى حديث وزير الدفاع الاميركي في مؤتمره الصحافي منذ أيام الذي «لم يحسم تأكيد إدارته استعمال السلاح الكيميائي في دوما»، ولفتوا الى أن «أحد العوامل المانعة للحرب الشاملة كان أمن إسرائيل بعدما أبدى المجلس الوزاري المصغر في إسرائيل خلال اجتماعه خشيته من أن تكون الضربة على سورية موجعة وتستدرج ردود فعل تؤدي الى تهديد أمن إسرائيل غير المستعدة للحرب، رغم التحريض الذي مارسته لدعم شنّ الضربة»، وأوضح الخبراء أن «لبنان كان سينخرط تلقائياً في الحرب فيما لو توسّعت واستمرّت ولا مكان حينها للنأي بالنفس لأن اشتعال الحرب في المنطقة سيفرض على لبنان والمقاومة الانخراط فيها».
جنيف أول الضحايا
وحذّر السيد نصرالله من أن «ما حصل فجر السبت سيعقّد الحل السياسي في سورية وسيعقّد مسار جنيف وسيؤدي الى المشاكل في العلاقات الدولية». وأشارت مصادر لـ «البناء» الى أن «انخراط بريطانيا وفرنسا وحتى أميركا في الهجوم العسكري على سورية وجيشها سيعقد الحل السياسي، وربما يطيح مؤتمر الحل السياسي في جنيف، لأن سورية ستعيد النظر بموقف هذه الدول كوسطاء وداعمين للعملية السياسية والحل السلمي للأزمة، وما يزيد الامور تعقيداً هو عودة مناخ التوتر والحرب الباردة بين أميركا وروسيا كراعيين للحل السياسي إضافة الى استهداف إيران كأحد الشركاء الرئيسيين للعملية السياسية في سورية».
وفي الشأن الانتخابي، دعا السيد نصرالله أهالي البقاع الغربي الى الحضور الأقوى والأكبر والأهم في السادس من أيار». أكد أن «مصلحة أهل البقاع هي العودة إلى التعايش مع جوارهم السوري، وذلك يقتضي وقف التحريض على سورية». وشدّد على أن «الحضور القوي في الحكومة ومؤسسات الدولة هو الضمانة الحقيقية للمقاومة وللمعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة».
حردان: صمود سورية أفشل الاعتداء
بدوره أدان رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي والمرشح عن دائرة الجنوب الثالثة النائب أسعد حردان، العدوان الأميركي ـ الفرنسي ـ البريطاني على سورية، وقال: إن هذا العدوان هو انتهاك سافر للسيادة السورية، وهو استكمال للحرب الإرهابية التي تشنّ عليها منذ سبع سنوات، ونحن إذ ندين هذا العدوان الغاشم، فإننا نوجّه تحية إكبار واعتزاز، إلى سورية رئيساً وقيادة وجيشاً وشعباً، على صمودها وتصديها للعدوان وإفشال أهدافه. ووصف حردان الدول التي نفذت العدوان بأنها دول إرهابية وتنتهك مبادئ القانون الدولي. وقال: «من هنا، من هذه المنطقة الجنوبية على مقربة من فلسطين المحتلة، نؤكد وقوفنا مع سورية في المواجهة التي تخوضها ضد الارهاب، وضد رعاة الإرهاب، وضد العدو «الإسرائيلي» الذي هو شريك في العدوان».
وقال: «صون سيادة لبنان، يتطلب إيماناً عميقاً بالسيادة، والسيادة ستبقى منتَهَكة، إذا استسلمنا لمعادلات الضعف والحياد، وسيادة لبنان تبقى منقوصة، إذا لم يكتمل التحرير، بتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر».
وخلال لقاء انتخابي حاشد للنائب حردان، في منطقة حاصبيا شدّد على أن «هذه المنطقة وضعت الخطوط الحمراء للأعداء وترفع البطاقة الحمراء بوجه «السائحين» مِمن لا يحملون خطاباً وحدوياً لمنطقة تمتاز بالوحدة الوطنية»، وقال: «يا حماة الديار، أنتم الدولة التي لم تعترف بمواطَنتكم بعد وأنتم الوطن الذي إذا سقط بيد العدو سقط الباقي». واشار الى أن «لا دولة في لبنان متى تاهت البوصلة، وصارت بوصلتها حسابات المسؤولين المصرفية وخلافاتهم الطائفية»، وتساءل حردان: لماذا اجتياح المنطقة، بالزيت الانتخابي على حساب زيت الزيتون، ومشاريع المنطقة؟ مضيفاً أن «البعض، يريد لبنان، بلا هوية جامعة، وبلا انتماء.. أما نحن، فنريده نطاق ضمان للفكر الحر، ومصدر إشعاع حضاري، يحيا بالوحدة الوطنية، وبمعادلته الذهبية».
بري: سورية حلقة النصر وقلعة العروبة
ومن دارته في مصيلح، استنكر رئيس المجلس النيابي نبيه بري العدوان على سورية، وقال: «سورية الواحدة الموحّدة، إنها حلقة النصر وواسطة العقد وهي قلعة العروبة». وشدد على أن «الانتصارات التي حققتها مقاومة شعوبنا على الإرهاب في لبنان والعراق وسورية»، متوقعاً استكمالها في مصر وعلى مساحة المغرب العربي.
وعن القمة العربية قال: «لا نريد قرارات مطبوعة تؤخذ من قمة إلى قمة كما درجت العادة، بل نريد قمة عربية تبحث في بناء الثقة في العلاقات العربية مع الجوار المسلم، خصوصاً بين السعودية وإيران».
وفي كلمة وجهها الى اللبنانيين المغتربين والمقيمين في اللقاء الاغترابي اللبناني، دعا بري، المغتربين والمقيمين، الى المشاركة الكثيفة في الانتخابات «من أجل المشاركة في صناعة نظامنا البرلماني الديمقراطي».
وأضاف «لا تخافوا من الانتخابات بل خافوا عليها. صوّتوا بلا تردد وبلا خوف. أنا أعلم الضغوط عليكم فالاستهداف هو المقاومة أولاً وثانياً وثالثاً وحتى النهاية».
عون: أزمة النازحين قصمت ظهر لبنان
في غضون ذلك، غابت الأنظمة العربية عما يجري في سورية بعد أن باتت شريكة في التآمر والعدوان على العرب والدول العربية والاسلامية، كما تجاهلت قضايا وهموم لبنان الذي تحمّل عبء الأزمة السورية عن كل العرب، وحدها كلمة رئيس الجمهورية ميشال عون كانت المعبرة والصارخة في جدران القاعة التي عقدت فيها القمة العربية دورتها الـ 29 بعد أن نزحت من الرياض الى الظهران، بسبب الخوف من «الصواريخ اليمنية». وأكّد عون أنّ «لبنان نال نصيبه من الإرهاب، وهو إن يكن قد تغلّب عليه، فإنه لا يزال يحمل تبعات الأزمات المتلاحقة حوله، من الأزمة الاقتصادية العالمية، الى الحروب التي طوّقته، وصولاً الى أزمة النزوح التي قصمت ظهره وجعلته يغرق بأعداد النازحين».
وكان عون قد التقى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز والملك الأردني عبدالله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وعلى هامش مشاركته في القمة نشر الحريري «سيلفي جديد» على «تويتر»، تجمعه بولي العهد السعودي وأمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح.
اللواء
دعم عربي لإستقرار لبنان.. و«مناورة إنتخابية» ضد خصوم العهد
برّي يدعو المغتربين لعدم الإقتراع لباسيل.. وسلام لإعتماد «الحل المصري» لأزمة الكهرباء
مع عودة الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري من «قمة القدس» التي عقدت في مدينة الظهران في المملكة العربية السعودية، تستأنف الحركة السياسية، على الرغم من ان أجندة الأسابيع الثلاثة المقبلة، تتعلق بشحذ الهمم الانتخابية، تمهيداً لإعادة تشكيل المجلس النيابي، من اللوائح الكبرى، التي يمكن ان تخرق هنا وهناك، من دون ان تؤثر على تركيبة السلطة المقبلة، والتي تقتضي ان تتناغم مع مرحلة إقليمية – دولية مقبلة غداة «الضربة التحريكية» الثلاثية (واشنطن – لندن – باريس) ضد مواقع مقربة من النظام في سوريا.. والتي تقتضي تناغماً في بناء الدولة قوامه الاستقرار والاستعداد لاستضافة القمة الاقتصادية العربية الرابعة في بيروت العام المقبل، بالتزامن مع إطلاق المشاريع لإعادة «اعمار سوريا»، وبالتزامن أيضاً مع مرحلة الانتقال السياسي، الذي من المؤكد ان المفاوضات الجديدة تمهد له.
وحدّد التيار الوطني الحر سقفاً واتجاهاً لمعركته الانتخابية، عبر الكشف عن مناورة انتخابية كبيرة، في بدعة غير مألوفة، قالت مصادره انها جرت من خلال مكاتبه المنتشرة على مساحة لبنان، وهي تحمل رسالة لما وصفته المصادر «بالخصوم المتأهبين للانقضاض على العهد: جاهزون للانتصار في السادس من أيّار».
وكان الرئيس عون عاد والوفد المرافق إلى بيروت، بعد ترؤسه وفد لبنان إلى أعمال القمة العربية في دورتها التاسعة والعشرين في الظهران، وسط ارتياح رسمي للقرار الذي اتخذته القمة لجهة التضامن مع لبنان وتقديم ما يلزم من دعم له ومؤازرته في تقاسم أعباء النزوح السوري على أراضيه.. وفي مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية وضرورة تطبيق القرارات الدولية الخاصة باحترام سيادته واستعادة أراضيه المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
الضربة العسكرية في القمة
وأوحى قرار شركة طيران الشرق الأوسط بإعادة تسيير جميع رحلاتها وفق الجدول المعتاد ابتداءً من اليوم، ان الأمور في المنطقة، ولا سيما في الأجواء السورية، عادت إلى ما كانت عليه قبل الضربة الأميركية والبريطانية والفرنسية لمخازن السلاح الكيميائي قرب دمشق وحمص فجر السبت الماضي، وان تداعيات تلك الضربة العسكرية بقيت ضمن الحدود المرسومة لها، أو بمعنى آخر، ان ما بعد الضربة سيبقى مثل ما قبلها، باستثناء ما يمكن ان يتم توظيفه دبلوماسياً، من إعادة رسم أدوار إقليمية ودولية للأزمة السورية، بحيث لا تبقى طهران ولا موسكو ولا حتى أنقرة هم اللاعبون الوحيدون في هذه الأزمة.
ولعل هذا الأمر هو الذي دفع القادة العرب الذين اجتمعوا أمس في قمّة الظهران في المملكة العربية السعودية، إلى تجاهل ضربة التحالف الثلاثي الجديد، وتأكيدهم فقط على رفضهم استخدام السلاح الكيميائي في النزاع السوري، على الرغم من انها هيمنت على محادثات القادة العرب ومداولاتهم في الاجتماع المغلق للقمة.
عون في القمة
اما الكلمات، فقد غابت بمعظمها عن هذا الحدث، بما فيها الكلمة الافتتاحية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي اختار ان يكون عنوان القمة هو «القدس».
فيما آثر الرئيس عون في كلمته امام القمة، تجاهل الضربة الصاروخية، على الرغم من تخوفه من وجود ملامح سياسية ترسم للمنطقة العربية ستنال منا جميعاً في حال نجاحها بالإضافة إلى خطر اندلاع حرب دولية على أرض سوريا، وتساءل: «هل ننتظر حدوثها لنعالج النتائج أم نقوم بعمل وقائي لمنع وقوعها؟ معتبراً بأن «الحاجة إلى مبادرة إنقاذ من التشرذم الذي نعيشه أصبحت أكثر من ضرورة»، متسائلاً أيضاً: «هل تنطلق من أرض المملكة مبادرة عملية رائدة تلم الشمل وتعتمد الحوار سبيلاً لحل المشاكل؟».
ولفت إلى ان لبنان تلقى العدد الأكبر من موجات النزوح السوري إلى أرضه بحكم الجغرافيا والجوار، إلى حدّ يفوق قدراته على الاستيعاب والمعالجة، معتبراً ان هذه المشكلة تعنينا جميعاً، ولا يجوز ان تتحمل عبئها دول الجوار السوري.
وإذ حذر من ان القدس توشك ان تضيع رسمياً، خلافاً لكل القوانين وقرارات مجلس الأمن يسأل الرئيس عون: «هل سنسمح للقدس ان تضيع؟ مشيراً إلى ان المبادرة العربية للسلام التي انبثقت من اجتماع القمة في بيروت، لا تزال المرجعية الوحيدة التي تحظى بإجماع الأشقاء العرب، وهو إجماع يمكن البناء عليه لاستئناف المساعي التي تؤدي إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية».
وقال ان الحرب الدولية على ارضنا لم تعد بالوكالة، وكل مجريات الأحداث تُشير إلى انها تتجه لتصبح بالاصالة، متسائلاً: «هل سنسمح لأن تكون ارضنا مسرحاً لحروب الآخرين، لافتاً النظر إلى ان التجربة اللبنانية أثبتت ان الحوار هو الحل»، معلناً في ختام كلمته ان لبنان يسعده ان يستضيف أعمال الدورة الرابعة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في العام المقبل في بيروت، وهذه القمة هي غير القمة العربية العادية التي تقرر ان تعقد دورتها الثلاثين في تونس العام المقبل، بعد اعتذار البحرين عن استضافتها.
الورقة اللبنانية
وكان المشهد اللبناني إلى قمّة الظهران هو نفسه مثلما كان في قمّة عمان، حيث كان الرئيسان عون وسعد الحريري في الطائرة معاً، وفي اللقاءات التي عقداها على هامش أعمال القمة، ولا سيما في اللقاء مع الملك سلمان الذي وصفت اجواؤه بأنها كانت إيجابية وطيبة، وكذلك اللقاء مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، واللذين تناولا العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، بالإضافة إلى لقاء جانبي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وفي المعلومات ان الضربة العسكرية للحلف الثلاثي في سوريا، حضرت في محادثات الرئيس عون مع الملك الأردني، وكذلك مع مساعد وزير الخارجية الروسي لشؤون الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف الذي أعاد إلى الأذهان العدوان الثلاثي الذي حصل في مصر في العام 1956، لكنه قال ان موسكو تعول على الحكمة والمنطق لتجاوز الأخطاء التي ارتكبت».
وكشف بوغدانوف ان موعد زيارة عون إلى موسكو ستحدد بعد تنصيب الرئيس فلاديمير بوتين في 7 أيّار المقبل.
وعلم ان بوغدانوف أبلغ الرئيس عون دعم القيادة الروسية للبنان والمؤتمرات الدولية التي عقدت في روما وباريس والمؤتمر المتوقع في بروكسل، مبديا استعداد بلاده للمساعدة في تأمين عودة آمنة للنازحين السوريين في ضوء التطورات التي تحصل.
ولم تغب تداعيات الضربة العسكرية بدورها عن مداولات الرئيسين عون والحريري في الطائرة الرئاسية التي اقلتهما إلى الظهران، وهما اكدا على الالتزام بمبدأ النأي بالنفس، وقال الحريري للصحافيين انه «لولا الالتزام بهذا المبدأ لقال ما يجب قوله امام مشهد قتل الأطفال في دوما». ولم يجب الحريري عندما سئل عن الموقف الأخير للرئيس عون عن رفض لبنان استهداف أي دولة عربية لاعتداءات خارجية بمعزل عن الأسباب التي سبقت حصولها.
وقالت معلومات رسمية لـ«اللواء» ان الرئيسين يدركان مسبقا ان هذا الموضوع الذي خيّم على أعمال القمة تتباين حوله المواقف العربية لجهة التأييد والاعتراض أو البقاء على الحياد.
وعاد الرئيس عون مساء إلى بيروت مع وفد لبناني فيما بقي الرئيس الحريري في الرياض.
وفي المعلومات ايضا ان بند التضامن مع لبنان مرّ في مقررات القمة من دون أي تحفظ، بعدما تجنّب الوفد اللبناني كل ما يُشكّل خروجاً عن التضامن العربي، في حين ان المسائل الخلافية مثل اليمن والتدخلات الإيرانية في الشؤؤن العربية والتي كانت شكلت محور اتصالات عربية- عربية، كان الوفد قاربها من مبدأ المحافظة على هذا التضامن وعدم المس بورقة التضامن اللبنانية الصادرة عن قمّة الأردن، بعدما ادخلت عليها تعديلات تتصل بدعم المؤتمرات الدولية للبنان، وكان واضحا ان تطوّر العلاقات بين لبنان والسعودية مؤخرا أرخى بثقله على هذه المقررات، ولا سيما لجهة بند التضامن الذي أعاد التأكيد على حق اللبنانيين في تحرير واسترجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر، وحقهم في مقاومة أي اعتداء بالوسائل المشروعة ضد الاحتلال الإسرائيلي التي هي حق اقرته الوثائق الدولية ومبادئ القانون الدولي، وعدم اعتبار العمل المقاوم عملاً ارهابياً.
واضيف إلى هذا البند «تأكيد الدعم للخلاصات الصادرة عن الاجتماعات المتتالية لمجموعة الدعم الدولية للبنان والترحيب بجهود المجتمع الدولي لتكريس الاستقرار في لبنان، والإشادة بالنتائج التي صدرت عن مؤتمر دعم الجيش اللبناني في روما، ومؤتمر باريس «سيدر» لدعم الاقتصاد اللبناني اللذين اكدا التزام المجتمع الدولي باستقرار وازدهار لبنان.
ولم تختلف باقي فقرات البند عمّا جاء في مؤتمر عمان واضيف إليها فقرة الترحيب بمشروع لبنان بمنح تراخيص التنقيب عن النفط وممارسة لبنان لحقه السيادي في استثمار موارده الطبيعية ورفض وإدانة التهديدات الإسرائيلية للبنان والاعتداءات الإسرائيلية على سيادته برا وبحرا وجوا، ومنها بناء الجدار الاسمنتي الفاصل على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.
برّي ونصر الله
في هذه الاثناء، هدأت نسبيا الحماوية الانتخابية، وان ظلت الحملات الانتخابية والمهرجانات فضلا عن جولات المرشحين، على وتيرة تصاعدية، مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي ودخوله العد العكسي.
وسجل على هذا الصعيد هدوء في منطقة الطريق الجديدة على اثر الاشكال الذي حصل مساء الجمعة، بين مناصرين لتيار «المستقبل» والمرشح عن لائحة «كرامة بيروت» رجا الزهيري الذي أطلق سراحه لاحقا من قبل قوى الأمن، وعقد مؤتمرا صحافيا مع زملائه في اللائحة، هاجم فيه بعنف وزير الداخلية نهاد المشنوق.
وفي هذا الإطار، التقى رئيس لائحة «بيروت الوطن» الزميل صلاح سلام فعاليات وكوكبة من عائلات منطقة رأس النبع في منزل الدكتور غازي الشعار، وكانت له كلمة حول «الاوجاع البيروتية» وحالة الاهمال والتهميش التي يعيشها البيارتة، والتي افرزت موجات من الاحباط والغضب في صفوف أهالي العاصمة بسبب المعاناة المستمرة من التقنين الكهربائي وتفاقم أزمة النفايات، وتراجع مستوى معيشة العائلات نتيجة الكساد الذي يهيمن على أسواق العاصمة وانعدام فرص التوظيف والعمل للشباب، مؤكدا على ان معالجة كل هذه المشاكل المزمنة تصبح ممكنة عندما تتوفر الإرادة السياسية ويصار إلى اعتماد التخطيط في وضع برامج العمل والشفافية في التلزيم.
المصدر: صحف