طورت شركة فرنسية ناشئة تطبيقا يمكِّن الصم وضعيفي السمع من التواصل عبر الهاتف بشكل عادي وفوري “تقريبا”.
ويطلق على التطبيق الجديد “روجر فويس”، وهو يعتمد على تقنية النسخ الصوتي التي فتحت الباب أمام كتابة الرسائل الصوتية بشكل آلي.
وقد استغرق تطوير ميزات هذا التطبيق والعمل على جعله ملائما لشبكات الهاتف عامين، وهو يفتح الباب أمام خمسة ملايين أصم وضعيف السمع في فرنسا وحدها لجعلهم يتواصلون عبر الهاتف بشكل فوري تقريبا.
وتقوم الفكرة على أنه إذا لم يكن لدى المستخدم -بالإضافة إلى صممه- القدرة على التواصل لفظيا (البعض يتواصل بلغة الإشارة)، فالتطبيق الحالي يمكّنه -كلما أراد التواصل مع شخص آخر- من كتابة رسالة تُقرأ مباشرة بواسطة تقنية الذكاء الاصطناعي، ليسمعها محاوره على الطرف الآخر، ويمكن لذلك المحاور أن يتحدث بشكل طبيعي، فيقوم التطبيق بكتابة ما يقوله بشكل فوري على شاشة الأصم، مما يجعل المحادثة أكثر سلاسة ويجعلها شبيهة بالتبادل الصوتي الكلاسيكي.
بالإضافة إلى هذا التبادل الذي يحول المكتوب إلى منطوق والمنطوق إلى مكتوب، يتيح التطبيق خيار استخدام خدمات مترجم لغة الإشارة، ضامنا بذلك فك شفرة الرسالة فوريا عن طريق الفيديو، كما يوفر -زيادة على ذلك- ترجمة فورية إلى 12 لغة لتسهيل المكالمات إلى الخارج، وتكلف هذه الخدمة ستة يوروات في الشهر لساعة واحدة من المكالمات، وثلاثين يوروا لمكالمات غير محدودة.
وقالت صحيفة لوجورنال دو ديمانش الفرنسية التي أوردت هذا الخبر، إن فكرة هذا الابتكار جاءت من عقل شخص يعرف الصمم جيدا يدعى أوليفر جانيل، وهو أميركي أصيب بالصمم لما كان عمره سنتين، وقد تابع مراحل دراسته الأولى في أميركا قبل أن يلتحق بجامعة سيانس بو بباريس، حيث لاحظ تقصيرا من السلطات الفرنسية في إدماج الصم وضعيفي السمع بشكل مناسب في المجتمع.
وقد عرف تطبيقه الجديد “روجر فويس” نجاحا حقيقيا، إذ تضاعف عدد مكالمات هذه الفئة من المجتمع خلال العام 2017 متجاوزا عتبة مئتي ألف مكالمة، كما ظل عدد المشتركين يتزايد بمعدل 11% شهريا منذ عام تقريبا.
ولإبراز النجاح الباهر حتى الآن لهذا التطبيق، لفتت لوجورنال دو ديمانش إلى أن “روجر فويس” تمكن من الفوز بعقدين ضخمين، إذ طُلب من أصحابه دمجه في مراكز الاتصال في شركة قطارات فرنسا وفي شركة التأمين الدولية آليانز بارتنرز.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية