كلما فكرَ الاسرائيليُ ولو بالمناورةِ ضدَ لبنانَ لرفْعِ المعنويات، ضحَدَها التاريخُ الجنوبيُ القريبُ والبعيد، الذي لم تَسلم منه الذاكرةُ العبريةُ ولا حاضرُها..
وكلما لوَّحوا بحرب، اعادَ لهم اعلامُهم المحطاتِ الداميةَ بل الكارثية، ليسَ آخرَها ما اَسمَوْهُ “كارثةَ السفاري”، يومَ احرقَ الاستشهاديُ ابو زينب بنارِ المقاومةِ جنودَ العدوِ في سهلِ الخيام مقابلَ مستعمرةِ المطلة عامَ خمسةٍ وثمانين..
ثلاثةٌ وثلاثونَ عاماً وما زال الوعيُ الصهيونيُ يعاني، وجنودُه يتلوعون، فكيفَ بتاريخٍ حملَ لاسرائيلَ الآلافَ من ابي زينب المستعدينَ لتسييجِ السهولِ والتلال ، والبراري والبحار؟ حتى وصولِ لبنانَ الى برِّ الامان..
بامانٍ سياسيٍ يسيرُ الملفُ الانتخابي، واِن كانَ ملفُ الترشيحاتِ قد اكتمل، فانَ المخاضَ اللوائحيَ ما زالَ عسيراً، والانتظارُ لولادةِ التحالفاتِ غيرِ المعروفةِ الى الآنَ سوى بينَ حزبِ الله وحركةِ أمل..
فيما جُلُّ الحراكِ يسعى لتدويرِ الصورةِ وفقَ المقاييسِ الاقليميةِ وحتى الدولية، التي تعملُ الولاياتُ المتحدةُ الاميركيةُ ومعها المملكةُ السعوديةُ على رسمِها من أجلِ تقليلِ أعدادِ النوابِ الذين يمثلونَ حزبَ الله في المجلسِ النيابي كما أكدَ نائبُ الامينِ العامّ لحزب الله الشيخ نعيم قاسم..
أما غيرُ المؤكدِ الى الآن، اِن كان هو خطابَ وزيرِ الداخليةِ نهاد المشنوق من الجزائرِ باسمِ لبنانَ او باسمِ لائحتِه الانتخابيةِ في دائرةِ بيروتَ الثانية.. فهل يحقُ لوزيرٍ ان يعتليَ المنبرَ باسمِ كلِّ اللبنانيينَ ويتحدثَ بلغةِ التحريضِ ضدَّ بعضِهم؟ ويخوضَ معاركَ افتراضيةً ضدَّ دولةٍ شقيقةٍ خارقاً او متناسياً معزوفةَ النأيِ بالنفس، التي باتت مصورةً كتمثالٍ من تمرٍ متى شاؤوا قدَّسُوهُ ومتى جاعوا أَكلُوه؟
المصدر: قناة المنار