في حين أنّ العديد من الأشخاص يخشون تناول الخبز، إلّا أنه يُعتبر جزءاً لا يتجزّأ من النظام الغذائي، وحتّى خبراء التغذية بأنفسهم يُخصِّصون له مكاناً في الحميات. لكن أيّ نوع هو الأفضل صحّياً وغذائياً؟
أوضحت إختصاصية التغذية، جوزيان الغزال، أنّ «الخبز ليس بهذا الطعام الأساسي للجسم، كما هو حال الخضار والفاكهة مثلاً، لكن من دونه لا يمكن التلذّذ بالأجبان والألبان والمربّى على الفطور أو حتى الحصول على ساندويش سريع وسهل الحمل أثناء التوجّه إلى العمل صباحاً»، ولفتت إلى أنه «في ظلّ وجود خيارات عدة في الأفران، قد يضيع الشخص ولا يعلم ما الخيار الأنسب له. لذلك لا بدّ من الاطّلاع على خصائص أبرز أنواعه التالية، علماً أنّ كلّ 30 غ من كافة أشكال الخبز تحتوي نحو 80 سعرة حرارية، ووفق السماكة تتغيّر الكمية المسموحة:
الأبيض أو الأسمر
صحيحٌ أنّ الخبز الأبيض يمنح الجسم النشويات، لكن بسبب خلوّه من الحبوب الكاملة فإنه لا يحتوي فيتامينات كثيرة. لذلك يُستحسن التركيز على الخبز الأسمر، والأفضل اختيار النوع المصنوع من القمح الكامل لاحتوائه الفيتامينات المتوافرة في القمح، خصوصاً الـB الذي يساعد على تقوية المناعة، وتحسين الذاكرة، ويتميّز بخصائصه المضادة للأكسدة والإلتهابات. فضلاً عن احتوائه جرعة من الألياف التي تضمن الشبع لمدة أطول.
المدعّم بالألياف أو البروتينات
يُعتبر الخبز المدعّم بالألياف مفيداً جداً للأشخاص الذين يعانون الإمساك. علماً أنّ الخبز المصنوع من الأعشاب البحرية يتمتّع بالميزة ذاتها لاحتوائه أيضاً نسبة مرتفعة من الألياف. أمّا الخبز الغنيّ بالبروتينات، والذي يدخل في تركيبته طحين الصويا أو الكينوا، فهو يُلائم الرياضيين وكل الذين يبحثون عن أيّ وسيلة طبيعية لتزويد أجسامهم بهذه المادة الغذائية المهمّة للعضلات والأنسجة.
المصنوع من طحين الشوفان أو الكينوا
الشوفان مهمّ جداً لغناه بمضادات الأكسدة، جنباً إلى مادة «Beta Glucan» التي هي نوع من الألياف القابلة للذوبان التي تساعد على نموّ البكتيريا الجيدة في الأمعاء، وخفض الكولسترول السيّئ، وتحسين معدل السكر في الدم لدى مرضى السكري، وتوفير الشبع لمدة أطول، والسماح للجسم بإفراز هرمونات الشبع، والانعكاس إيجاباً على البشرة.
أمّا طحين الكينوا، الذي أصبح يُستخدَم كثيراً في صناعة الخبز، فيحتوي البوتاسيوم والأحماض الأمينية الأساسية، وبالتالي يزوّد الجسم ببروتينات كاملة. يعني ذلك أنّ خبزَ الكينوا يكون غنيّاً بالبروتينات وفقيراً بالكربوهيدرات، كما أنه يؤمّن الشبع ويُعتبر مفيداً للجسم.
المؤلّف من الفاكهة المجفّفة
لا شكّ في أنه يمدّ الجسم بفيتامينات إضافية عن الخبز العادي، ولكن هذا لا يعني أنه قليل السعرات الحرارية لأنه يحتوي السكر. وعلى رغم ذلك، يمكن الاستمتاع به من وقت إلى آخر لتزويد الجسم بفيتامينات أكثر يفتقر إليها أيّ نوع آخر من الخبز، شرط الاعتدال في الكمية.
المرقوق والتوست
يجب الحذر من المرقوق لأنّ تناوله من دون نزع أطرافه يزوّد الجسم بسعرات حرارية كثيرة، كما أنه رقيق جداً وبالتالي يتمّ غالباً استهلاك كمية كبيرة منه بِلا انتباه. لذلك يُفضّل اللجوء إلى خيارات أخرى تكون صحّية أكثر.
أمّا في ما يخصّ التوست، فيُستحسن اختيار النوع المحمّص والمصنوع من الحبوب الكاملة بدلاً من نظيره الأبيض لأنه صحّي أكثر ومليء بالألياف.
الـ«Rice Cakes» أو «Corn Cakes»
يلجأ إليه العديد من الأشخاص الذين يتّبعون حميات غذائية فيتناولونه بكثرة لاعتقادهم أنه يخلو من السعرات الحرارية. لكنّ الواقع يُشير إلى أنه ليس منخفض الكالوري على رغم خلوّه من الدهون، كما أنه لا يحتوي الكثير من الألياف والبروتينات والفيتامينات والمعادن، وقد يتضمّن أحياناً جرعة عالية من الملح والسكر. يجب ألّا يكون الـ«Rice Cakes» ركيزةً لبناء الحميات، خصوصاً أنّ الشخص يشعر غالباً بالجوع عقب تناوله. لكنّ هذا لا يعني أنه مضرّ، إنما يجب تناوله باعتدال وعدم الاعتماد عليه لخسارة الوزن».
وأخيراً دعت الغزال كل شخص إلى «اختيار نوع الخبز المناسب لاحتياجاته وأهدافه الغذائية، والتنويع في أشكاله إذا كانت صحّته تسمح بذلك لاستمداد مختلف الفوائد، والأهمّ تحديد الكمية اليومية المسموحة للسيطرة على السعرات الحرارية ومنع زيادة الوزن» .
المصدر: الجمهورية