تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 09-06-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الازمة الزراعية المستجدة بين لبنان وسوريا، بالاضافة الى قانون الانتخاب الذي يراوح مكانه..
السفير
شهيب يمنع دخول الفاكهة والخضار.. ودمشق تهدد بالتصعيد
أزمة زراعية بنكهة سياسية بين لبنان وسوريا
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول “تجمعت خلال الساعات الأخيرة في أفق العلاقة اللبنانية ـ السورية غيوم أزمة جديدة هي في الظاهر زراعية، لكنها لا تخلو في العمق من الأبعاد السياسية ـ الاقتصادية، المرتبطة بطبيعة اللحظة وتعقيداتها، في ظل المواجهة التي تدور في سوريا، وتلفح رياحها لبنان من حين الى آخر، على وقع اصطفافات داخلية حادة بين مؤيد للرئيس بشار الأسد ومعاد له.
فقد أصدر وزير الزراعة أكرم شهيب قراراً منع بموجبه إدخال شاحنات الخضار والفاكهة من منشأ سوري الى لبنان لـ«حماية المزارع اللبناني وإنتاجه في مواجهة دفق البضائع السورية»، كما أكد شهيب لـ«السفير»، الأمر الذي تلقته دمشق بسلبية شديدة، بل ان المطلعين على أجوائها أكدوا أنها تضع تدبير وزير الزراعة في سياق الحرب التي تُشن عليها عبر جبهات عدة، وانها بصدد التصعيد ضد لبنان ما لم يتم التراجع عن القرار.
وإذا كان يُتوقع أن تبادر دمشق الى اتخاذ إجراءات مضادة بدءاً من اليوم، فإنه يُخشى من أن تتدحرج كرة الثلج في اتجاهات عدة، مع ما قد يرتبه ذلك من تداعيات، سواء على مستوى الواقع الداخلي، أو على مستوى العلاقة مع سوريا.
شهيب يشرح
وقال الوزير شهيب من موسكو لـ«السفير» إن الهدف من قراره هو حماية المزارع اللبناني والأسواق الوطنية، خصوصا في شهر رمضان المبارك، بعدما أغرقت كميات الفاكهة والخضار الآتية من سوريا الأسواق المحلية، ما انعكس ضرراً كبيراً على المزارع الذي لم يعد بمقدوره تحمل هذا الوضع، لافتا الانتباه الى أنه سُجل تدفق غير مسبوق للمحاصيل السورية الى لبنان خلال الأيام القليلة الماضية.
وشدد على أن قراره سيمنح الفرصة للمزارعين اللبنانيين لتصريف إنتاجهم في الداخل، بعدما أقفلت في وجههم أبواب العديد من الأسواق العربية والخليجية، ما أدى الى تعرض منتجاتهم الى حالة من الاختناق والكساد. وأضاف: المزارع يصرخ ومن واجبي كوزير للزراعة أن أستمع الى صرخته، وأتصرف وفق ما تمليه علي المصلحة الوطنية.
واعتبر أن أي قرار سوري مضاد بإقفال الحدود أمام الشاحنات اللبنانية لن يكون مؤثراً لأن سوريا لم تعد ممراً لمعظم المنتجات الزراعية اللبنانية، بعدما جرى تأمين بديل بحري لها، باستثناء محاصيل الموز والحمضيات.
وتابع: بمعزل عن هذا التفصيل، فإن أي رد فعل سلبي يصدر من الجانب السوري ويؤدي الى الإضرار بالمصالح اللبنانية، سنرد عليه بالمثل، وللعلم، فإن السوريين يستخدمون مطار رفيق الحريري الدولي كمحطة ترانزيت لتصدير بضائعهم، وهناك طائرات عدة تغادر أسبوعيا المطار محملة بالبضائع السورية، وبالتالي أتمنى ألا يلجأوا الى أي تدابير متهورة لئلا يدفعونا الى اتخاذ قرار بقطع هذا الشريان، على قاعدة المعاملة بالمثل.
الموقف السوري
في المقابل، أبلغ السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي «السفير» أن القرار الذي اتخذه وزير الزراعة يستدعي مراجعة سريعة تراعي مصلحتي لبنان وسوريا، لان ما حصل ليس فيه مصلحة لأي منهما، بل ينذر بتداعيات نحن جميعا في غنى عنها، في هذه المرحلة الدقيقة.
وفي سياق متصل، قالت مصادر وزارية سورية لـ«السفير» إن الإجراء الصادر عن الوزير شهيب لن يمر من دون رد، إذا لم يتم التراجع عنه سريعا، وذلك على قاعدة المعاملة بالمثل، مشيرة الى أن المسؤولين السوريين المعنيين عقدوا اجتماعات متلاحقة أمس لدرس الخيارات المضادة.
وأوضحت المصادر أن الرد سيتدرج من التدقيق في أوراق وأوضاع الشاحنات التجارية اللبنانية عند الحدود، في المرحلة الاولى، وصولا الى منع هذه الشاحنات من العبور وإقفال الحدود أمامها، وربما يرتفع سقف التدابير التصعيدية الى ما هو أشد وطأة، ما لم يتم تدارك الخطأ المرتكب بحق سوريا ولبنان.
ولفتت المصادر الانتباه الى أن السلطات في دمشق كانت قد سمحت بتصدير الموز اللبناني الى سوريا خلافاً لمقتضيات الروزنامة السورية، ومن دون رسوم جمركية، بعدما ألغت العقد الذي كان موقّعاً مع الإكوادور لاستيراد الموز منها، مشيرة الى أن المستغرب أنه في اليوم الذي انتهت فيه المهلة الزمنية لسريان مفعول هذا الاتفاق، بادر الوزير شهيب الى اتخاذ قراره بمنع دخول المنتجات الزراعية السورية الى لبنان، فهل تُكافأ سوريا على تعاونها بهذه الطريقة؟
وشددت المصادر على أن المستهلك اللبناني سيكون المتضرر الأكبر من تدبير وزير الزراعة، معتبرة أن ما حصل يندرج في إطار سلوك عدائي غير مفهوم، ولا يستند الى أي معيار أخلاقي أو اقتصادي، بل ينطلق من أحقاد شخصية بالدرجة الاولى.
وأوضحت أن «لدينا كل الحرص على المصلحة المشتركة بين لبنان وسوريا وعلى العلاقة الأخوية بينهما، ونحن منفتحون على أي نقاش وحلول منطقية»، معتبرة أنه كان يفترض بهذا الملف أن يُعالج تحت هذا السقف، وليس من خلال تدبير أحادي الجانب، يقفز فوق الروزنامة الزراعية والاتفاقيات المعقودة بين لبنان سوريا.
وأشارت الى أنه سبق للوزير شهيب أن اتخذ إجراءات مماثلة في السابق، ما اضطر دمشق الى تدابير مضادة، قبل أن تعود وتتراجع عنها بفضل وساطات على أعلى المستويات، متسائلة عما إذا كان المطلوب تكرار هذا السيناريو.
إحصاء دقيق للنازحين السوريين
الى ذلك، وغداة اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة ملف النازحين السوريين، أكد عضو اللجنة الوزير رشيد درباس لـ«السفير» أن وزارة الشؤون الاجتماعية تعكف على إجراء إحصاء دقيق للسوريين المسجلين تمهيداً لإصدار بطاقة تعريف، ستُمنح الى كل نازح.
وأوضح أن الحكومة اللبنانية تحاول أن تتكيف مع طلبات الدول المانحة من دون أن تخرج عن الثوابت الوطنية، مشددا على أنه «ليس واردا لدينا التطبيع مع واقع النزوح ولا الاشتباك مع المجتمع الدولي في الوقت ذاته».
وأشار الى أن أحد أمثلة المرونة المدروسة التي ستُعتمد في مقاربة ملف النازحين، من دون تجاوز الخطوط الوطنية الحمر، هو الاشتراط على النازح التقيد بالقوانين اللبنانية بدل أن نشترط عليه ألا يعمل، وهكذا دواليك، لافتا الانتباه الى ضرورة تدوير الزوايا، بجيث نوفق بين حقوق النازحين والمصالح العليا للبنان التي لا يمكن أن نفرّط بها.
النهار
مشهد رئاسي “قلق” في انتظار الحريري
“تحريم ” قانون الستين… وتعليق البديل!
وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول “بين ترحيل دوامة الخلافات العميقة على ملف قانون الانتخاب الى الجولة المقبلة من الحوار في 21 حزيران وعودة الملفات الخلافية كمشروع سد جنة الى مشاغلة الواقع الحكومي الهش، ستتجه الانظار على الصعيد السياسي الواسع من اليوم الى الاطلالات الرمضانية المتعاقبة للرئيس سعد الحريري وما يمكن ان تخبئه من مواقف حيال الكثير مما أثير حول “تيار المستقبل” عقب الانتخابات البلدية والاختيارية.
واذا كانت الاوساط المعنية القريبة من الرئيس الحريري لا تزال تؤكد ان الاخيروحده هو من سيحدد اتجاهات مواقفه ومضامينها في الافطارات التي سيبدأ “بيت الوسط باستضافتها اليوم وغداً وتليها افطارات أخرى في مجمع “البيال”، فان “الرصد” السياسي لمواقفه المنتظرة يتخذ طابعاً حيوياً نظراً الى مجموعة عوامل طرأت على المشهد السياسي الداخلي أخيراً، سواء في ما يتصل ببعض التطورات داخل “البيت المستقبلي” أو في ما يعود الى ملف الانتخابات الرئاسية.
وتعتقد أوساط سياسية بارزة ان الملف الرئاسي قد يكون على مشارف خلط حسابات واسعة على الصعيد الداخلي في ظل الموقف الذي سيتخذه الحريري من معادلة الترشيحين الحصريين لكل من العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية إما تثبيتاً لها في حال تمسك الحريري بدعم فرنجية كما ترجح المعطيات وإما ابداء موقف آخر يصعب اطلاق اي تكهن مسبق حياله. ولفتت الاوساط الى ان انتعاش آمال الجانب العوني عقب التطورات التي حصلت أخيراً لا يعني بالضرورة ان “حسابات الحقل ستنطبق على حسابات البيدر” لجهة ارتفاع رهانات معينة على ترجيح كفة الترشيح العوني لكن كل ذلك يبقى مجرد دوران في الحلقة الداخلية المقفلة رئاسيا الى ان تظهر واضحة حيال مصير معادلة الترشيحين بدءاً من بلورة موقف الحريري من ملف الازمة. وعلمت “النهار” من أوساط سياسية ان الاطلالة الاولى للرئيس الحريري في الافطار الرمضاني غروب اليوم في “بيت الوسط” حيث دعا الى مائدته رجال الدين، ستتميّز بكلام كبير عن العلاقة مع السعودية وعمقها ومتانتها، وقت يواصل سفير المملكة في لبنان علي عواض عسيري جولته على المرجعيات السياسية الاسلامية.
قانون الانتخاب
في غضون ذلك، بدا ملف قانون الانتخاب كأنه احتل أولوية ساخنة في ظل الاخفاق الواضح للجان النيابية المشتركة في التقدم نحو بلورة ارضية معقولة للنقاش حول صيغة النظام الانتخابي المختلط واحالتها الملف على هيئة الحوار الوطني في جلستها المقبلة في 21 حزيران. وقالت أوساط نيابية مشاركة في جلسات اللجان لـ”النهار” إن احالة الملف على طاولة الحوار لم يكن قراراً سلبياً كما تراءى لكثيرين بل انطوى على بعد ايجابي لجهة بلورة معادلة بات معها الحديث عن بقاء قانون الستين بمثابة “محرمات ” لا يتبناها أحد، ولكن في الوقت نفسه بات الجميع عالقين عند عنق البدائل الصعبة والمعقدة الامر الذي يقتضي العودة الى القرارات السياسية الكبيرة. وبدا واضحاً من كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس أمام النواب أن الكباش حول ملف قانون الانتخاب سيمضي نحو تطورات حارة اضافية، اذ ان بري دعا الجميع وخصوصاً بعد الانتخابات البلدية والاختيارية الى “الاستماع الى الرسائل التي حملتها صناديق الاقتراع ” وحذر من “غضب الشارع اذا لم يتم التوصل الى قانون جديد وبقي قانون الستين الذي لا يؤمن تطلعات اللبنانيين”. ونقل نائب رئيس المجلس فريد مكاري الى بري خلاصة جلسة اللجان الاخيرة والتي اتفق بنتيجتها على طرح الملف على طاولة الحوار.
وفي سياق آخر، برز تلميح الرئيس بري أمس الى امكان دعوته مجلس النواب الى تشكيل لجنة تحقيق برلمانية في ملف الانترنت غير الشرعي اذا استمر التباطؤ في بت هذا الملف. وكان قاضي التحقيق في بيروت فادي عنيسي ضم ملف “الاهمال بالقيام بالوظيفة واهدار مال عام” المدعى فيه على المدير العام لهيئة “أوجيرو” عبد المنعم يوسف واثنين آخرين في الهيئة الى ملف استجرار الانترنت غير الشرعي واختلاس مال عام المدعى فيه على ستة اشخاص.
وفي الجلسة المحددة ليوسف أمس، مثل هو أمام القاضي عنيسي مع وكيله المحامي منيف حمدان. كما استمهل المدعى عليهما الآخران توفيق شبارو وغابي سميره استجوابهما لتوكيل محام وتقديم مذكرة بدفوع شكلية. فأرجأ القاضي عنيسي استجواب الثلاثة الى 16 حزيران الى حين الانتهاء من الاجراءات الشكلية.
وكان القاضي عنيسي أصدر مذكرة وجاهية بتوقيف توفيق ح. وروبير ص. في ملف استجرار الانترنت غير الشرعي. ويشار الى انها المرة الثالثة يحضر يوسف أمام القضاء في موضوع الانترنت.
مجلس الوزراء
الى ذلك، علمت “النهار” من مصادر وزارية ان تطورا طرأ أمس يتصل ببند النفايات المدرج على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء العادية قبل ظهر اليوم والذي يتضمن 61 بنداً وتسعة مشاريع مراسيم من شأنه ان يضع موضوع النفايات جانبا في ضوء مطالبة مجلس الانماء والاعمار بتأجيل بت المناقصة بعد إعلان بلدية بيروت أنها ستعالج نفايات العاصمة بشكل مستقل. وتزامن ذلك مع ظهور إتجاه لدى بلديات عدة في المتن وكسروان الى الانسحاب من الخطة الموقتة ومعالجة نفاياتها بشكل مستقل بسبب ما تردد عن الاتجاه الى إعتماد برج حمود مطمراص وحيداً نظراً الى أن مطمر الكوستابرافا غير مؤهل نتيجة الاخطار التي يسببها على حركة الطيران بفعل ملاصقته لمدرج الاقلاع والهبوط. لكن هذا لا يعني ان هذا التطور سيؤدي الى عودة أزمة النفايات السابقة نظراً الى تصميم المسؤولين على تداركها بحلول بديلة.
ولا يزال البند الاول في جدول أعمال الجلسة والمتعلق بسدّ جنّة عقبة قد تؤدي الى اطاحتها نظراً الى الانقسام حياله.ففيما يقف وزراء “التيار الوطني الحر” ومعهم كتلة وزراء الرئيس ميشال سليمان مع المشروع، يعارضه معظم الوزراء بسبب الدراسات التي تلفت الى محاذيره. أما وقوف وزراء الرئيس سليمان الى جانب المشروع فيعود الى ان المشروع أبصر النور في عهده وسينفذّ في منطقته.وتقترح الاوساط الوزارية مخرجاً يكون بتكليف جهة دولية مثل البنك الدولي او منظمة “الفاو” وضع ملاحظاتها على المشروع.
ويعتزم وزير العمل سجعان قزي اذا مضت الجلسة الى العمل طرح مشروع قدمه يتعلق بحصر دوام العمل في دوائر الدولة بخمسة بعد تعديله كي يتاح لعائلات الموظفين والعمال الاستفادة في فصل الصيف من إجازة تبدأ من ظهر الجمعة الى صباح الاثنين بما يساهم في تحريك الحركة الاقتصادية التي تعاني إنكماشا.
اللاجئون
وعلمت “النهار” ان إجتماع اللجنة الوزارية لللاجئين السوريين الذي إنعقد أول من أمس برئاسة الرئيس تمام سلام أعدّ ورقة ملحقة بورقة حزيران 2014 تهدف الى تعزيز قدرة لبنان على مواجهة إستمرار وجود اللاجئين على أرضه وهي تتألف من شقيّن: الاول يتعلق بالاجراءات لمعالجة ملف اللجوء القائم. والثاني يتضمن تصوراً للعودة الآمنة لللاجئين الى سوريا. وفيما كان الشق الاول موضع إجماع، ظهر تباين حيال الشق الثاني من حيث توقيت طرحه في ظل الاوضاع العسكرية المتفجرة في سوريا وضرورة إنتظار إنتهاء هذه المرحلة قبل الشروع في هذا الامر.
الأخبار
هيكل الحريرية يتصدع: المستقبل يصرف حراسه
كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول “أبلغ تيار المستقبل كوادره أن الأول من تموز المقبل سيكون آخر يوم عمل لمرافقي مسؤوليه وحراس مقاره والمؤسسات التابعة له في كافة المناطق. صرف الحراس مدماك جديد ينهار في هيكل الإمبراطورية الحريرية بعد أزمة «سعودي أوجيه» وتأخر صرف رواتب الموظفين منذ ثمانية أشهر.
«يا علي أنتم خلص خلصتم. آخر هذا الشهر تتوقفون عن العمل. كل عناصر الحرس في التيار في كل لبنان سيكون أول تموز آخر يوم عمل لهم. وستأخذون كل تعويضاتكم». ثم يستدرك مصحّحاً: «تأخذون كل معاشاتكم السابقة والتعويضات المستحقة هي أساس راتب شهر عن كل سنة.
وأكلّمك لاحقاً. الآن مش فاضي لأبلغ العالم». هذا نص رسالة صوتية أرسلها أحد مسؤولي «المستقبل» إلى أحد عناصر التيار في طرابلس صباح أمس. قبل علي، تبلّغ العشرات من زملائه في المناطق قرار صرفهم من العمل نهاية الشهر الجاري، في إطار الأزمة المالية التي يعاني منها «المستقبل». المصروفون هم حراس مكاتب التيار ومؤسسات الحريري ومستوصفاتها في صيدا والبقاع والشمال وبيروت، إلى جانب مرافقين لمنسقين ومسؤولين في التيار وشخصيات محسوبة على آل الحريري، من بينهم مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان الذي خصّص له التيار مرافقاً شخصياً. وبحسب الرسالة، سيحصل المصروفون على رواتبهم المتأخرة منذ ثمانية أشهر. أما التعويضات التي ينص عليها قانون العمل، فستختصر بدفع أساس راتب شهر واحد عن كل سنة عمل. لكنها لن تصرف عند الصرف. فبحسب مصادر من داخل التيار، وُعِد الكوادر بصرف التعويضات «عندما تتوافر المبالغ». وأوضحت المصادر: يستثنى من الصرف حراس مقر الرئيس سعد الحريري في وادي أبو جميل ومقر عمته النائبة بهية الحريري في مجدليون.
حبات السبحة الحريرية تسقط واحدة تلو الأخرى. قبل صرف الحراس، طال الصرف مئات الموظفين والعمال في مؤسسات الحريري وفي منزله في وادي أبو جميل ومنزل عمته في مجدليون وفي شركتي سوليدير و»أوجيه ليبان». قبل الصرف، تأخر صرف الرواتب لأشهر طويلة. قبيل عودة الحريري بأيام، قبض موظفو وحراس منزله راتب شهر واحد. لكنهم منذ ثلاثة أشهر لم يتقاضوا شيئاً. وفي مجدليون، الحال «مستورة». الست بهية للسنة الثالثة على التوالي لا تنظم الولائم الرمضانية اليومية كما عهد الصيداويون. مع ذلك، فقد طلبت من أحد طباخيها الذي صار يعمل بدوام جزئي، بعد توقف دفع الرواتب ويداوم جزئياً في أحد الأفران، بأن «يعود إلى العمل بدوام كامل في القصر… لكن مجاناً».
في الإطار ذاته، لا يرحم بنك البحر المتوسط (الذي يملكه آل الحريري) الموظفين الذين لا يقبضون. تطالب الإدارة من اقترض مبلغاً بسداد فوائده الشهرية من دون تأخير. وفي السعودية، قطعت الكهرباء عن أحد المجمعات السكنية لموظفين في «أوجيه» بسبب عدم دفع الفواتير، ما اضطرهم إلى شراء المازوت للمولدات من جيوبهم الخاصة.
الصرف بـ»المفرق» في لبنان، يقابله صرف بالجملة في «سعودي أوجيه». 54 ألف موظف وعامل من جنسيات عربية وآسيوية وأوروبية تبلغوا قرب صرفهم. آخر الأخبار الواردة من المملكة تحدثت عن تبلغ هؤلاء بالصرف من دون تعويضات. واقع الشركة يوحي بأنها قد أفلست، من دون أن تعلن الأمر. بحسب مصادر من داخل الشركة، فإن قيمة الرواتب المتأخرة عن الأشهر الثمانية الماضية تبلغ حوالى 500 مليون دولار، فكم قد تبلغ قيمة التعويضات المستحقة للمصروفين كما يقتضي القانون؟.
هل يقف الحريري متفرجاً على سفينة «أوجيه» وأخواتها، تغرق؟ وهل تلعب السعودية دور المنقذ؟ في نيسان الفائت، جزم ولي وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بأن الشركة «حصلت بالفعل على العديد من الأقساط المستحقة لها لدى الحكومة. لكن الشركة عليها ديون داخل المملكة وخارجها، لذا فبمجرد إيداع مستحقات الشركة في حساباتها المصرفية، يقوم البنك الدائن بسحب تلك الأموال». وغسل بن سلمان يد السعودية من أزمة الموظفين، مشيراً الى أن «عدم تغطية تكاليف العمالة الخاصة بها ليس مشكلة الحكومة». مصادر من داخل الشركة لفتت إلى أن الأزمة تكمن في القروض التي استدانتها الشركة من البنوك وبلغت 7,5 مليارات ريال سعودي. جزء من القروض «أخرج إلى خارج المملكة ولم يصرف على المشاريع وتغطية النفقات، ما أدى إلى فقدان تدريجي للسيولة». قبل القروض، تراجعت السيولة المالية في الشركة بسبب عمليات الاختلاس والهدر التي اتُّهِم بها موظفون ومديرون بعضهم من آل الحريري. المصادر لفتت إلى أن الحريري لا يتحمّل وحده مسؤولية الأزمة المالية. فالشركة توزعت بحسب تركة الرئيس رفيق الحريري بين زوجته نازك وأولاده بهاء وسعد وهند وأيمن وفهد. أيمن كان يتولى الإدارة حتى عام 2011، قبل أن يوكل سعد ترتيب الأوضاع إلى ابن السيدة نازك، عدي آل الشيخ. وعلى نحو تدريجي، كان «الشيخ سعد» يشتري حصص أشقائه من السيولة المالية المتوافرة في صندوق الشركة.
كرة الثلج بدأت تكبر. تناقص السيولة وتراكم الديون أدّيا الى غرق السفينة بالموظفين والعمال. أما ثروة الشيخ سعد فلم تتأثر، إذ قدرتها مجلة «فوربس» نهاية العام الماضي بـ1.5 مليار دولار . «لا قصاص سياسياً على الحريري من مملكة الخير». تؤكد أوساط المستقبل، «لكن الأزمة المالية التي تعاني منها السعودية تمنعها من دعمه».
اللواء
غموض يلف الرئاسة والإنتخابات.. وتشاؤم في عين التينة والسراي
برّي يحذِّر من ثورة بيضاء.. والحريري يكاشف اللبنانيّين بدءاً من اليوم
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “ما كاد يمضي أسبوع ونيّف على انتهاء المرحلة الأخيرة للانتخابات البلدية، حتى تحوّل الوضع في لبنان إلى ما يمكن وصفه بـ«لعبة البازل».. فثمّة كمّ هائل من الألغاز والأسرار يلفّ الأحداث، ويكاد يشلّ المؤسسات مرّة ثانية، فعلى سبيل المثال لا الحصر:
1- ماذا يمكن أن يحدث في جلسة مجلس الوزراء اليوم؟
2- ماذا سيعلن الرئيس سعد الحريري في الإفطارات الرمضانية التي دعا إليها تيّار «المستقبل» وبينها إفطار لرجال الدين اليوم الخميس وإفطار للسفراء ورجال السلك الديبلوماسي غداً الجمعة في حين أن إفطار السبت الذي سيقام في «البيال» سيكون مفتوحاً للعامة بناء لدعوات محددة؟
3- لماذا أطلق وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق «القنبلة الإرتدادية» التي ما تزال تتفاعل في مختلف الأوساط؟
4- ماذا لو فشلت اللجان النيابية في التوصّل إلى مسودة مشروع قانون للإنتخاب، وماذا لو رفض إقطاب طاولة الحوار تقديم إجابات نهائية في ما خصّ «جنس» قانون الانتخاب الذي يرغبونه لئلا تقع الواقعة، ويذهب لبنان إلى «الثورة البيضاء» على حدّ تعبير الرئيس نبيه برّي؟
5- وماذا عن انتخابات الرئاسة الأولي؟ وهل سيكون للبنان رئيس؟ ومن هو ومتى وكيف؟ وهل في العام 2017 أم في ما تبقى من العام الحالي؟
وإزاء هذه الأسئلة الواقعية، كلٌ يغسل يده من دم الأزمة المفتوحة على شتى الاحتمالات: نهاية دراما الحوارات التي لا طائل منها، إلى اختبار مرارة الإجراءات الأميركية بعد انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة في تشرين الثاني، فضلاً عن التداعيات الخطيرة لمعركة حلب التي يريدها النظام «ستالينغراد سوريا»، حيث فيها يتقرر ليس مصير سوريا الجديدة وحسب، بل مجموعة دول الشرق الأدنى، وبينها لبنان والأردن والعراق، وصولاً إلى فلسطين المحتلة، حيث هناك دولة إسرائيل التي تنتقل من تخبّط إلى تخبّط على وقع الأحداث الدامية في بلدان الجوار.
يلمس زوّار الأربعاء في عين التينة أجواء قلقة، يسمع النواب أسئلة بدل الأجوبة، فيتفاقم القلق ويرتفع منسوب التشاؤم من أوضاع حارّة تسابقها حرارة الطقس الجانحة إلى الإرتفاع.
والمشهد نفسه يتكرر في السراي الكبير، فمع كل جلسة من جلسات مجلس الوزراء، تتجمّع غيوم الشؤم في محيط السلطة التنفيذية التي تحمل على أكتافها أيضاً صلاحيات رئيس الجمهورية، في سابقة لم يكن عقل أي مشترع لبناني قادر على تصوّرها.
ووفقاً للمعطيات المتوافرة لـ«اللواء»، فقد أصبحت الدعوة لجلسة يعقدها مجلس الوزراء كابوساً، وأصبحت الجلسة بحدّ ذاتها وبجدول أعمالها أكثر من كابوس.
وتلمس المصادر الوزارية التي على اتصال مع الرئيس تمام سلام أنه لم يعد مستاءً أو منزعجاً فحسب، بل أنه مصاب «بحمى القرف» من جرّاء السجالات العقيمة، والنقاشات الممجوجة، لا سيما في الملفات الخلافية، مثل سدّ جنّة وتلزيم النفايات ومشكلة جهاز أمن الدولة، وربما مشاكل أخرى ليس أقلّها إصرار الرئيس نبيه برّي على السير بملف الإنترنيت غير الشرعي إلى النهاية، وتلويح نواب «التيار الوطني الحر» بأنهم ليسوا بوارد المشاركة في انتخابات على أساس قانون الستين.
واللافت في هذا السياق تلويح الرئيس برّي بما أسماه «غضب الشارع» في حال لم يتم التوصّل إلى قانون جديد للإنتخاب وبقي قانون الستين الذي لا يؤمّن تطلعات اللبنانيين في التمثيل الصحيح، لكنه جدّد التأكيد في عينه على الرفض المطلق للتمديد للمجلس تحت أي ذريعة.
ولم يُشر الرئيس برّي أمام نواب الأربعاء، إلى ما يمكن أن يطرحه على طاولة الحوار في اجتماعها المقبل، لكن نائب رئيس المجلس فريد مكاري نقل عنه أنه سيعرض الصعوبات التي اعترضت عمل اللجان المشتركة على رؤساء الكتل النيابية في الحوار، فإذا توصّلوا إلى حلّها يصبح هناك إمكانية لإقرار المشروع المختلط أو نذهب إلى مشروع آخر، معتبراً أن طاولة الحوار هي المكان الصحيح لبحث الموضوع وإعطاء التوجيهات في شأنه.
مجلس الوزراء
عند العاشرة من قبل ظهر اليوم يتلئم مجلس الوزراء في جلسة جديدة، ومن بين أهم بنوده سدّ جنّة والنفايات.
فبالنسبة إلى سدّ جنّة، سيطلب الرئيس سلام أن ينحصر النقاش في الشق التقني وليس في الشق السياسي، على أن تكون المقارعة بالحجة العلمية وليس بالنكاية السياسية.
وكشفت مصادر وزارية لـ«اللواء» أن البحث سينطلق من الوقائع التي كشف النقاب عنها والمتعلقة بالشركة البرازيلية المنفّذة لمشروع السدّ، ولا سيّما لجهة الرشاوى التي دفعت في أوستراليا. وتساءلت المصادر لماذا يتمسّك بعض هؤلاء الوزراء بتنفيذ هذا المشروع هل كيدياً أم في إطار الفساد؟
وكشف وزير شؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج عن اقتراح تقدّم به في الجلسة الماضية، بأن يتولى البنك الدولي إجراء دراسة علمية على مشروع السدّ، وهذا هو المخرج لجميع الوزراء.
وقال دو فريج أنه يعارض استكمال العمل في السدّ إذا تبيّن من تقارير الخبراء مخاطر بيئية، وهذا الأمر ينطبق على سدّ بسري أيضاً، مع العلم أن كلا السدّين يوفّران المياه للعاصمة بيروت التي هو نائب عنها.
واستبعد وزير السياحة ميشال فرعون تفجير مجلس الوزراء بسبب سدّ جنّة، داعياً الوزراء المؤيّدين والمعارضين لمناقشة تنحصر في الإطار التقني.
وحول البند المتعلق بمطمري برج حمود والكوستا برافا والمدرج على جدول الأعمال، تمنى المصدر الوزاري بحث هذا البند أيضاً بموضوعية والابتعاد عن المزايدات السياسية والشعبية لاتخاذ القرار المناسب بشأنه لأنه لم يعد من المسموح أن يستمر هذا الأمر معلقاً لأهميته كغيره من البنود المدرجة على جدول الأعمال، وأمل المصدر الذي رفض التكهن بكيفية مسار الجلسة اليوم ، أن يتم بحث جدول الأعمال كاملاً لتسيير شؤون البلد والمواطنين.
وبالنسبة لملف جهاز أمن الدولة، استبعد الوزير فرعون في تصريح لـ«اللــواء» طرح لملف في جلسة اليوم، وقال: الموضوع يتابعه الرئيس سلام، معلناً أن الحل موجود ويقوم على تطبيق القانون والافراج عن مخصصات أو مستحقات تابعة لجهاز يكافح الإرهاب بشكل يومي. ورأى فرعون ان عدم تنفيذ الحل يخلق صعوبات ويعيد الأمور إلى المربع الأول.
ولفتت مصادر وزارية إلى ان هناك أكثر من سيناريو لجلسة اليوم، وإحداها العمل على مناقشة سدّ جنّة، بعد الانتهاء من بنود جدول الأعمال أو البدء به واتخاذ قرار في شأنه، خصوصاً إذا ما تبين أن الإنقسام الوزاري لا يزال قائماً حول وقف العمل في السدّ أو استكماله.
الحريري
وفي ما خص «الألغاز المستقبلية»، ذكرت مصادر على اطلاع أن الرئيس الحريري سيتطرق إلى صلب الموضوع من زاويتين:
الاولى: شرح الوقائع ما التبس أو خفيّ من المرحلة الفائتة، وهو سيتوجه حول هذه النقطة الى جميع اللبنانيين ليقطع الشك باليقين، ويضع حداً لمتاهات بدأت ولم تنته وتأويلات انطوت على وقائع مغلوطة أو منقوصة أو مشوهة.
والثانية: خطاب يوجهه إلى جمهور تيّار «المستقبل» ومناصريه، وفيه يتحدث عن المرحلة السابقة واللاحقة، من زاوية انه هو رئيس التيار وهو الذي يُحدّد السياسات العامة لهذا التيار، سواء في الداخل أو على الصعيد العربي، انطلاقاً من المصالح اللبنانية والعربية.
وفي سياق متصل، رأى سفير المملكة العربية السعودية في بيروت علي عواض عسيري انه لم يلتق بعد الرئيس الحريري، الا أن ما أبلغه إياه الوزير المشنوق من أن ما صدر عنه هو رأيه الشخصي ولا صلة لرئيس تيّار «المستقبل» به.
وأشار عسيري إلى أن البيانات الصادرة عن «المستقبل» تصب في هذا الاتجاه، كاشفاً انه سينقل توضيحات المشنوق الى القيادة السعودية، ومشيراً في الوقت نفسه إلى أن هبة الـ4 مليارات دولار انتهت.
وزار السفير عسيري، أمس، الرئيس نجيب ميقاتي الذي نفى مكتبه الإعلامي الرواية التي نقلتها صحيفة «الأخبار» عن لسانه، في شأن انتخابات بلدية طرابلس، واصفاً إياها بأنها «دس وتلفيق»، ويزور عسيري في العاشرة من صباح اليوم الرئيس الدكتور سليم الحص.
الأنترنت غير الشرعي
وفي سياق متصل، أكّد الرئيس برّي في لقاء الأربعاء النيابي استمرار لجنة الاتصالات النيابية في متابعة قضية الانترنيت غير الشرعي إلى النهاية، معلناً انه إذا استمر التباطؤ في هذا الموضوع فانه سيدعو مع بدء العقد العادي للمجلس إلى جلسة لتشكيل لجنة تحقيق نيابية التي تملك الصلاحيات القضائية من اجل حسم الأمور في هذا الملف، مؤكداً انه لن يسمح بلفلفة هذه القضية بأي شكل من الاشكال او بتضييع الحقائق وطمسها، وانه يجب محاسبة كل المتورطين فيها أياً كانوا، لأنها تتعلق بأمن البلد ومال الدولة وسيادتنا وسيادة القانون.
تجدر الإشارة في هذا الموضوع، إلى أن قاضي التحقيق في بيروت فادي العنيسي ارجأ إلى 16 حزيران الحالي استجواب 6 مدعى عليهم في ملف «غوغل كاش»، وهم المدير العام لهيئة «اوجيرو» عبدالمنعم يوسف و5 آخرين، بعدما استمهل وكيل يوسف المحامي منيف حمدان لتقديم مذكرة دفوع شكلية، كما استمهل الخمسة الآخرون لتوكيل محامين وتقديم مذكرات دفوع شكلية، وذلك في ادعاء النيابة العامة على كل من الموظفين الثلاثة: إضافة الى يوسف، توفيق شبارو، وغابي سميرة وعلى أصحاب شركات الانترنت: ايلي مطر، محمّد بيطار وسركيس جوهرجيان في جرم استجرار خدمات الانترنت غير الشرعي وعلى المدعى عليهم الآخرين في جرم اختلاس المال العام والتهرّب من دفع الضرائب والرسوم والإهمال بالوظيفة.
وقرّر القاضي العنيسي في الجلسة ضم ملف استجرار الانترنت إلى قضية «غوغل كاش» الذي كان اوقف فيه كل من توفيق حيسو وروبير صعب.
البناء
عملية نوعية للمقاومة في تل أبيب تُجهِض مناورات نتنياهو وليبرمان
وزراء دفاع روسيا وسورية وإيران في طهران… لحربَيْ حلب والرقة
فرعون طليعة تغيير لصالح عون… و«المستقبل» لصيغة معدّلة لـ «مختلَط بري»
صحيفة البناء كتبت تقول “كما في كلّ مرة تبدو خرائط المنطقة على الطاولة، تستعدّ الحكومة الإسرائيلية لحركة عسكرية سياسية تفرضها لاعباً حاسماً متحكماً بأوراق اللعبة، رغم ضعفها في الميدان، مستقوية بمكانتها الدولية، يفاجئ المقاومون الفلسطينيون الجميع، فيقلبون الطاولة ويغيّرون قواعد اللعبة.
جاء بنيامين نتنياهو بأفيغدور ليبرمان وزيراً لحربه استعداداً لفرضية حرب موضعية، تحرِّك السكون نحو التفاوض، ويكلفه التمهيد لتنازلات مؤلمة تطال المستوطنين بالحديث عن تقدّم الحفاظ على وحدة الشعب على التمسك بوحدة الأرض، في إشارة واضحة للاستعداد للانسحاب من بعض المستوطنات. وتدعو فرنسا بشراكة دولية إقليمية يتقدّمها الأميركي والسعودي، لإطلاق مشاريع التفاوض. ويزور نتنياهو موسكو على وجه السرعة ليعلن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف عن استعداد موسكو لاستضافة حوار مصالحة فلسطينية يبدو مطلوباً لصيغ التسوية المتداولة، ويكشف عن قبول نتنياهو بالمبادرة العربية للسلام. ورغم نفي مكتب نتنياهو لذلك كان واضحاً أنّ القبول غطاء لقيام دويلة في غزة يرتضيها الفريقان الفلسطينيان، مع مفاوضات طويلة لا تنتهي حول بنود الحلّ الشامل والنهائي، الحدود والقدس واللاجئين، كما كان واضحاً أنّ الخطة تقتضي منح «إسرائيل» بوليصة تأمين تسقط العلم الفلسطيني من يد محور المقاومة، وتمنح السعودية و«إسرائيل» فرص التحالف المعلن، والتطبيع الاقتصادي وتبادل جوائز الترضية مع الخسائر الشاملة في حروب المنطقة، وتفرض على الشعب الفلسطيني تسوية جهيضة.
في هذا التوقيت خرج المقاومون إلى الميادين يُشهرون السلاح في قلب عاصمة الاحتلال تل أبيب، في عملية نوعية يسقط بنتيجتها أربعة قتلى وعشرة جرحى من المستوطنين، فتنقلب أولويات الاحتلال وتنجذب صوب الإجابة
عن سؤال هل يمكن للتفاهم مع سلطة رام الله وحركة حماس على دويلة غزة أن يوقف هذا النوع من العمليات؟ وهل يتلقى هؤلاء المقاومون أوامرهم من أحد من المفاوضين، أم هم كشباب السكاكين مقاومون وحسب؟
حدث ذلك بينما المنطقة تستعدّ لتطورات كبرى، فالمعلومات الواردة من الكويت تشير إلى تقدّم نوعي في مسار التفاوض اليمني الهادف لحلّ سياسي، بدمج عنوانَيْ تشكيل اللجنة العسكرية الموحدة مع تشكيل حكومة وحدة وطنية، بينما تزامن تقهقر «داعش» في الفلوجة أمام الجيش العراقي والحشد الشعبي، مع تراجع وحدات التنظيم أمام قوات سورية الديمقراطية في منبج شمال شرق سورية، بينما توغلت وحدات تركية للإمساك بمارع من يد «داعش» وتسليمها لبعض الجماعات المسلحة تأميناً لخط الإمداد بين تركيا وحلب.
وفي حلب بدأت طلائع حرب ضارية، وبدأت التحضيرات لحملة عسكرية نوعية بشّر بها الرئيس السوري بشار الأسد ليترجمها لقاء وزراء دفاع روسيا وسورية وإيران اليوم في طهران، لدراسة كيفية توفير مستلزمات الفوز بحربَيْ الرقة وحلب معاً، منعاً لاستغلال الوحدات التركية الداعمة لجبهة النصرة التقدّم العسكري السوري في محاور الرقة لتحقيق اختراق في حلب، والحاجة للسير في التقدّم السوري مدعوماً من الحلفاء على جبهتَيْ الرقة وحلب في آن واحد.
لبنانياً حيث الحسابات السياسية المحلية محكومة بالضياع والارتباك بعد الإصابات التي لحقت بمكانة تيار المستقبل ووزنه الذي بدا كرجل مريض يرفض رئيسه التواضع والاعتراف بأزمته ويكابر، تجري عمليات تموضع هادئة تحت تأثير المتغيّرات التي حملتها الانتخابات البلدية فيغادر بهدوء رموز المستقبل خيمتهم الزرقاء، وبعد الوزيرين أشرف ريفي ونهاد المشنوق، أعلن الوزير ميشال فرعون من معراب، تحت خيمة قواتية دعوته للتعامل مع ترشيح العماد ميشال عون كتعبير عن الشرعية المسيحية، فيما توقعت مصادر عونية وقواتية أن يكون تموضع فرعون طليعة لحراك مشابه بين النواب المسيحيين لـ «المستقبل»، بحثاً عن ضمانات انتخابية مقبلة، لم يعد «المستقبل» قادراً على توفيرها.
على جبهة قانون الانتخابات النيابية، تبدو الآثار البطيئة للمتغيّرات على قراءة تيار المستقبل لوضعه الانتخابي، بترويج قيادات مستقبلية لرفض قانون الستين عبر اتهامات للآخرين بتسهيل العودة إليه، والتلميح إلى فرص قبول نسخة معدّلة من القانون المختلط الذي قدّمه نواب كتلة التنمية والتحرير التي يترأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، ويُعرف بـ «مختلَط بري» مقابل مختلَط آخر تقدّم به المستقبل بالتعاون مع الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية، انسحب منه الاشتراكي، ويشير المستقبل إلى تركه للقوات تدافع عنه بعد نكول قادتها بجميل المستقبل عليهم بتبنّيه كمشروع يحفظ حصص القوات أكثر من سواها.
القوات والكتائب: نعم لمشروع حكومة ميقاتي
بات مؤكداً أن قانون الانتخاب أمام فرصة أخيرة إما الاتفاق على مشروع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الذي يحظى بتوافق القوى السياسية التي كانت ممثلة في تلك الحكومة وإما العودة إلى الستين. فالمختلط تتضاءل فرصته، وكل محاولات التوافق حوله أخفقت، وهناك استدارة حول مشروع ميقاتي، ففي حال سقط، ستكون العودة إلى الستين حتمية.
وتنقل مصادر نيابية أجواء حزب الكتائب وحزب القوات من مشروع الحكومة، وتشير لـ «البناء» إلى أن رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، ونائب رئيس حزب القوات جورج عدوان أكدا على هامش اجتماع اللجان المشتركة الموافقة على مشروع الحكومة، وأن تريُّثهما في إعلان موقفهما بشكل واضح مردّه أنهما يبحثان عن مخرج لائق لعدم إحراج المستقبل وعدم تظهيره بصورة الفريق المعطل، لافتة إلى أن تيار المستقبل هو العقدة الأساسية والوحيدة أمام النسبية الكاملة على أساس 13 دائرة.
بري ينتظر جواب المستقبل
ولذلك، سيبحث رئيس المجلس النيابي نبيه بري مشروع الحكومة على طاولة الحوار الوطني في 21 حزيران الحالي على أمل أن يتم الانتقال في ظل تعذّر الاتفاق التقني إلى الاتفاق السياسي على قانون الانتخاب. وأكد بري، بحسب ما نقل عنه زواره، لـ «البناء» أن من الأفضل أن تتجه القوى السياسية إلى إقرار قانون انتخابي جديد وأنه سيسعى أن يكون هذا القانون مشروع حكومة ميقاتي، لا سيما أن الحزب الاشتراكي أكد دعمه لهذا المشروع، وهو ينتظر أن يستمع إلى وجهة نظر تيار المستقبل بعد أن بعث برسالة إلى الرئيس فؤاد السنيورة لمعرفة رأيه في هذا الشأن.
«الستين» سيعيد تحريك الشارع
وأبدى بري انزعاجه من نقاشات اللجان المشتركة التي لم تتوصل إلى نتيجة، لا سيما بعد أن أبلغه النائب فريد مكاري أمس، أن «النقاشات طاحونة ماء». وقال بري: إذا بقيت الأمور على هذه الحال من المراوحة فإن الأمور ستتجه نحو الستين، ولا احد يفكر بالتمديد. أنا أدرك جيداً وأظن أن كثيرين يدركون أيضاً أن إجراء الانتخابات على أساس الستين سينطوي على محاذير، لأنه لا يلبي تطلعات الناس وسيعيد تحريك الشارع وليس مستبعداً أن نجد أنفسنا في مواجهة الحراك المدني مجدداً ويُخشى أن تتدنّى نسبة المشاركة في الانتخابات النيابية، كما حصل في الانتخابات البلدية في بيروت وطرابلس، ولن يتمكن أحد من الطعن بالنتائج وسيكون ذلك مدعاة للنيل من المستوى التمثيلي للمجلس النيابي.
ومن المتوقع أن يستبق الرئيس سعد الحريري موعد الحوار بإعلان موقف تيار المستقبل من قانون الانتخاب، فهو سيطل في الأيام القليلة المقبلة خلال إفطارات رمضانية للحديث عن استحقاقات داهمة سياسية ونيابية وتنظيمية داخل تياره.
وفي الملف الرئاسي الذي لم يحن أوانه بعد، أوضح سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري أن أهم أهداف عشاء اليرزة الذي جمع كل القيادات اللبنانية حول الطاولة في البيت السعودي «كان التأكيد أن المملكة على مسافة واحدة من الجميع». شجع عسيري «كل الأفرقاء على التكاتف والتحاور لإنقاذ هذا البلد من الفراغ الرئاسي، فينتظم عمل المؤسسات وتستعيد الدولة قدراتها»، إلا انه أكد في المقابل، أن «هبة الـ 4 مليارات دولار ألغيت وطويت صفحتها». وجدد السفير السعودي استغرابه مضمون مواقف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق وكلامه «الذي لا مبرر له على الإطلاق». ورفض الكشف عن تفاصيل اللقاء الذي جمعه بالمشنوق مساء الأحد، مكتفياً بالقول: «لقد شرح وجهة نظره، لكنها ليست للنشر، وسأنقلها إلى المسؤولين في المملكة».
فرعون: نعم لعون رئيساً
وحفاظاً على موقعه في الأشرفية في الانتخابات النيابية المقبلة بعد التحالف الثاني، يواصل وزير السياحة ميشال فرعون تمايزه عن نواب ووزراء كتلة المستقبل. وأشار أمس من معراب إلى انه بعد اتفاق الفريقين المسيحيين بات ترشيح العماد عون له شرعية مسيحية يجب التداول به وإيجاد الضمانات التي تطمئن الجميع.
قال العميد الركن المتقاعد شامل روكز «إن الحياة السياسية في لبنان تنتظم عندما يتم انتخاب رئيس للجمهورية، وإنه عندما ينتخب رئيس للجمهورية وتعود الحياة السياسية إلى البلد سيكون له موقف من كل القضايا التي تحصل، ولن يبقى ساكتاً».
ودعا «الشباب اللبناني إلى التمرّد والثورة على الفساد وعلى كل الأمور التي يرونها خطأ: الابتزاز الحاصل في المؤسسات والرضوخ للسياسيين، مؤكداً «أن هذه الثورة والتمرد يجب أن يكونا من خلال صناديق الاقتراع سواء كانت نيابية أو بلدية، وذلك من أجل مستقبل أفضل للبلد».
ولفت إلى «ضرورة عدم الخوف من كل ما يُقال بالنسبة للإرهاب والوضع الأمني في لبنان»، مشيراً «إلى أن ليس كل ما يُقال يكون صحيحاً، بل للاستغلال السياسي والانتخابي». وأكد «أن في لبنان جيشاً قوياً يستطيع الدفاع عن لبنان، وهو جيش شعب وليس جيش نظام»، داعياً إلى «عدم الخوف من الإرهاب أينما وجد في لبنان».
سد جنة أداة لتطيير الاتصالات
إلى ذلك، تعود الملفات الخلافية اليوم لتخيّم على جلسة مجلس الوزراء، التي على جدول أعمالها 61 بنداً أبرزها سد جنة وملف النفايات، بالإضافة إلى 9 مشاريع مراسيم. وأبدت مصادر وزارية قلقها من أجواء جلسة الغد في ضوء الخلاف حول سد جنة، متمّنية أن تقطع هذه الجلسة بسلام». ولفتت مصادر وزارية إلى خلاف بين الوزراء حول جدوى إنشاء هذا السد وآثاره السلبية على البيئة. مشيرة إلى تقارير تتحدّث عن ضرورة لإنشائه وأخرى تتحدّث عن آثاره البيئية الضارة ومنع هذا السد المياه من الوصول إلى البحيرة الموجودة في أسفل المكان.
وأشار وزير الإعلام رمزي جريج لـ»البناء» إلى انه سيقترح خلال الجلسة تكليف خبير دولي يتولى زيارة موقع السد والاطلاع على الدراسات التي أجريت حوله، وتبيان جدوى هذا السد من عدمه. وفي ملف النفايات أشار جريج إلى أن من المفترض أن يشكل مجلس الوزراء اليوم لجنة من الوزيرين نهاد المشنوق ومحمد المشنوق للإشراف على عمل البلديات، التي بحسب خطة الوزير شهيب ستتولى أمور النفايات. ولفت إلى تصور جديد لبلدية بيروت من شأنه أن يعدل في الخطة التي وضعها الوزير أكرم شهيب بإنشاء مطمرين في برج حمود والجديدة ومطمر في الكوستابرافا، معتبراً أن مجلس الوزراء سيبحث الأمور من هذه الزاوية، لا سيما أن الخطة لا تنص فقط على الطمر إنما على المعالجة، لكن ما يحصل أن 93 من النفايات تطمر و7 تعالج. وهذا مخالف لما تمّ الاتفاق عليه، ويعيدنا إلى ما كنا عليه قبل أزمة النفايات.
أما وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب فأكد لـ «البناء» أن «سد جنة ليس المشكلة، فهو يستعمل لتضييع الوقت، ووضع على بساط البحث في الجلسة الماضية لشراء الوقت كي لا يناقش ملف الاتصالات، ولذلك فإن المشكلة تكمن في هذا الملف». وأشار بو صعب إلى «أن وزير الاتصالات بطرس حرب سيغيب عن الجلسة اليوم، ولذلك لن يطرح ملف الاتصالات على طاولة مجلس الوزراء»، مرجّحاً أن لا يتوقف مجلس الوزراء اليوم مطولاً عند سد جنة إنما المرور عليه مرور الكرام، فليس المطلوب اتخاذ أي قرار جذري بشأنه في الجلسة، لا سيما أن هذا البند كان في نظره أداة لتطيير الجلسة السابقة كي لا تتطرّق إلى ملف الاتصالات، فالمطلوب شراء الوقت عند بعض الوزراء لغاية في نفس يعقوب في هذا الملف». وتوجّه إلى وزير البيئة بالقول إذا كان الوزير المشنوق مهتماً بموضوع البيئة، فيتوجب عليه دراسة الأثر البيئي المترتب عن مطمرَي برج حمود وكوستابرافا أسوة بما يدّعيه عن سد جنة.
لجنة تحقيق نيابية
وكان الرئيس بري أكد ضرورة استمرار لجنة الاتصالات في متابعة قضية الانترنت غير الشرعي إلى النهاية وأنه سيقاتل في سبيل أن يبقى هذا الملف حياً. وقال في لقاء الأربعاء النيابي إنه إذا استمر التباطؤ القضائي في هذا الموضوع، فإنه سيدعو مع بدء العقد العادي للمجلس إلى جلسة لتشكيل لجنة تحقيق نيابية تملك صلاحيات قضائية من أجل حسم الأمور في هذا الملف.
إلى ذلك، قرّر قاضي التحقيق في بيروت فادي العنيسي، ضمّ ملف استجرار الإنترنت إلى قضية «غوغل كاش»، بعدما أرجأ إلى 16 الحالي، استجواب 6 مدّعى عليهم في القضية، هم المدير العام لهيئة «أوجيرو» عبد المنعم يوسف و5 آخرين، بعدما استمهل وكيل يوسف لتقديم مذكرة دفوع شكلية والخمسة الآخرون لتوكيل محامين وتقديم مذكرات دفوع شكلية، في جرم استجرار خدمات الإنترنت غير الشرعي وعلى المدعى عليهم الآخرين في جرم اختلاس المال العام والتهرب من دفع الضرائب والرسوم والإهمال بالوظيفة .
المصدر: صحف