مع حلول الشتاء يواجه المرء عدداً من الاضطرابات العاطفية الموسمية، فضلاً عن بعض الآثار الجانبية غير المتوقعة الناجمة عن تقلص ساعات النهار. لذلك، تجدر الإشارة إلى وجود تباين كبير بين تأثير ضوء النهار وانخفاض ساعات النهار على جسم الإنسان.
ماذا يحدث للجسم حين تصبح الأيام أقصر، والليالي أطول بكثير مما نحتاج إليه؟
1 نشاط أقل في غياب أشعة الشمس: مع بداية فصل الخريف، يلازم الكثير من الناس الشعور بالخمول والتعب، وقد يعود ذلك إلى نقص التعرض إلى أشعة الشمس. وخلال دراسة علمية تم إجراؤها على حوالي 16800 شخص، وجد العلماء أن هناك صلة وثيقة بين انخفاض التعرض لأشعة الشمس وزيادة حالات الضعف الإدراكي. ولذلك، في حال كنت تقضي كامل يومك في المكتب، ينصحك العلماء بقضاء 15 دقيقة تحت أشعة الشمس، حيث تبين أن هذه الدقائق المعدودة كفيلة بتقوية شبكة المسارات العصبية في الدماغ لتتمكن من التفكير بإيجابية أكبر وبوعي أفضل، بحسب صحيفة Fb.ru الروسية.
2 ساعات أطول من النوم: تؤثر الساعة البيولوجية أو الساعه الحيوية، بشكل كبير على جسم الإنسان، إذ تعمل على ضبط إيقاع اليوم ما بين اليقظة والراحة. وعادة ما يرتبط وقت النهوض من السرير في فصل الخريف بتوقيت المدرسة، أو بالعمل. ويقضي الإنسان المزيد من الوقت في النوم في أشهر الخريف والشتاء مقارنة بفصل الصيف والربيع. وفي هذا الإطار، ينصح العلماء بعدم مقاومة هذه الظاهرة الطبيعية لما لها من آثار إيجابية على الإنسان.
كما ينصح العلماء بتغيير نمط الإضاءة ولونها خلال فصل الصيف والربيع للحصول على تأثير مماثل لذلك الذي يحدث خلال فصلي الخريف والشتاء بطريقة طبيعية.
3 رغبة أقل في ممارسة الرياضة: من شأن العتمة وبرودة الطقس في فصل الخريف أن تؤثر سلباً على نشاط الإنسان، حيث يمتنع البعض عن ممارسة الرياضة في الهواء الطلق، كالمشي والجري خوفا من سوء الأحوال الجوية. وأثبتت دراسة شملت أكثر من 23 ألف طفل، أن التعرض لأشعة الشمس يرتبط بشكل وثيق بزيادة النشاط البدني. ولعل ذلك ما من شأنه أن يفسر السبب وراء ارتفاع نسبة الإقبال على القاعات الرياضية خلال فصل الصيف على العكس من فصل الخريف.
وفي الواقع، يمكن مكافحة هذه الآثار الطبيعية من خلال المواظبة على ممارسة الرياضة في فصل الصيف، فيصبح النشاط البدني عادة مستمرة وبالتالي يكون من السهل إجبار النفس على التوجه نحو القاعات الرياضية خلال الخريف والشتاء.
4 أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي: خلال الخريف والشتاء تظهر بعض الكآبة التي تصل إلى ما يسمى بـ “الاكتئاب الشتوي”، حيث يعود ذلك إلى تناقص عدد ساعات النهار، وغياب أشعة الشمس. ومن المثير للاهتمام أن واحدة من الدراسات التي تم إجراؤها على الفئران في جامعة بنسلفانيا، أثبتت أن للاكتئاب الشتوي تفسيراً علمياً. حيث كشفت هذه الدراسة أن عدم التعرض إلى أشعة الشمس قد يؤدي إلى ضعف أو فقدان بعض خلايا الدماغ.
كما أظهرت الدراسة أنه على إثر عدم تعرض الفئران إلى أشعة الشمس لمدة ستة أسابيع، اختفت الناقلات العصبية في الدماغ، التي تشارك في نقل هرمون الدوبامين الذي يسهم في تحريك الجسم والشعور بالمتعة، والسيروتونين الذي يعده البعض هرمون السعادة. وقد يكون عدم التعرض إلى أشعة الشمس السبب الرئيسي في الاضطراب العاطفي الموسمي. وفي هذه الحالة، إذا لاحظت وجود بعض علامات الكآبة، فيجب أن تفكر في شراء مصباح كهربائي ذي طيف لوني قريب من الطيف اللوني لضوء الشمس.
5 القلب يتعرض للمتاعب كل شتاء: خلال سنة 2008، توصلت مجموعة من الباحثين في السويد إلى أن وتيرة النوبات القلبية ترتفع بنسبة خمسة في المائة خلال الأيام الثلاثة الأولى بعد الانتقال إلى التوقيت الشتوي.
وقد أرجع العلماء ذلك إلى تغيير موعد النوم. ومن المعروف أن قلة النوم تساهم في ارتفاع هرمونات الإجهاد التي تسبب الالتهاب، ما يسبب بدوره مضاعفات خطيرة للأشخاص المعرضين لنوبات قلبية.
6 الإفراط في تصفح الإنترنت: اتضح أن أكثر الناس يميلون إلى تصفح الإنترنت بدلاً من القيام بالأعمال الموكلة إليهم خلال الأيام الأولى من التوقيت الشتوي. في هذه الأيام، يفقد الكثير من الناس الدافع للعمل بسبب قلة النوم، حتى إنهم يحاولون “قتل” الوقت عن طريق تصفح مواقع الإنترنت. والخطورة أن يتحول الأمر إلى إدمان.
7 وهذا الصداع العنقودي في جانب الرأس: بعد الانتقال إلى التوقيت الشتوي ينكسر إيقاع الساعة البيولوجية، وغالباً ما تظهر هذه التغيرات على شكل آلام. وغالباً ما يؤدي نقص ساعات النهار إلى ظهور بعض أنواع الصداع مثل الصداع العنقودي الذي يحدث لجانب واحد من الرأس ويصاحبه احتقان في الأنف وانتفاخ في منطقة العين والصداع النصفي.
المصدر: هافينغتون بوست