منخفضٌ جويٌ يُهدي لبنانَ اوسكاراً من الخيراتِ المائية، في فصلٍ الطبيعيُّ فيهِ امطارٌ وثلوجٌ ورياحٌ وعواصفُ هوائية.. لكنَ غيرَ الطبيعي هو التعاطي اللبناني دولةً ومؤسساتٍ ومواطنينَ يعيشونَ الشائعات، فيتفاجأُ الجميعُ بفصلِ الشتاء، ونعجزُ عن فتحِ طريقٍ تُقفِلُها الثلوج، او مجارٍ للمياهِ تَسُدُّها النُفايات..
نفاياتٌ باتت تُستخدمُ لسدِّ المجاري السياسيةِ على ابوابِ المزايداتِ الانتخابية، فباتَ توسيعُ مطمرٍ من هنا او تضييقُ آخرَ هناكَ يخضعُ للمؤشرِ الانتخابي لا للحلِّ العملي او المعيارِ البيئي..
وفي بيئةٍ تعيشُ مرتفعاً سياسياً يُتوقعُ ان يستمرَّ حتى تُمطِرَ الاصواتُ في صناديقِ الاقتراع، ارتفعت الأصواتُ ضدَّ السمفونيةِ الاميركيةِ التي تعزِفُها ادارةُ ترامب اتهاماتٍ مفبركةً ضدَّ حزبِ الله، فدانت كتلةُ الوفاءِ للمقاومةِ اعمالَ لجنةِ التحقيقِ الاميركيةِ في لبنانَ وأصلَ تدخلِها في النظامِ المصرفي اللبناني، معتبرةً ذلك انتهاكاً للسيادةِ اللبنانيةِ والذي لا يبررُ السكوتَ عنهُ الادعاءاتُ الواهيةُ بالحرصِ على علاقةِ لبنانَ وصداقاتِه الدوليةِ المزعومة..
وعلى الزعمِ الاميركي بالسعيِ للسلامِ الفلسطيني الاسرائيلي، كانت مواقفُ دونالد ترامب في حضرةِ بنيامين نتنياهو تهويلاً على الفلسطينيينَ بانهم لن يَحصُلوا على الاموالِ اذا لم يَعودوا الى المفاوضات، فهل من موقفِ شرفٍ يَحجِبُ عنه الاموالَ العربيةَ ما لم يَعُد عن قراراتِه التهويدية؟ التي اضافَ اليها اليومَ انَ قضيةَ القدسِ انتهت ولا حاجةَ للحديثِ عنها بعدَ اليوم؟.. بل هل مَن يُخبِرُهُ انَ الزمنَ اليومَ للشعوبِ التي ما زالت القدسُ قِبلتَها القومية، وعنوانَ مسيرتها التاريخية؟ وهل من رصاصةٍ تضافُ الى رصاصاتِ نابلس الفدائية، فتَقتُلَ صهيونياً حاقداً وحُلُمَ ترامب ونتنياهو وحلفائهما بصفقةِ قرنٍ لانهاء القضية الفلسطينية؟
المصدر: قناة المنار