حتى الامسِ القريب، كلُّ شيءٍ في لبنانَ وِجهةُ نظر، الا العلاقةُ معَ العدوِ الصهيوني التي طواها اللبنانيونَ بدماءِ اهلِهم وجيشِهم ومقاوميهم الى غيرِ رجعة، فمن يريدُ اعادةَ عقاربِ الساعةِ الى الوراء، ومن يقفُ وراءَ حملةِ تطبيعٍ اعترفَ العدوُ عبرَ عملائه الموقوفينَ انها هدفُه باسمِ الفنِ والثقافةِ ومسمياتِ الحضارة.. فمن يستحضرُ الى لبنانَ ماضياً لن يعودَ مهما كان، ومن يريدُ تقليدَ مثقفي البترودولار المتخبطينَ في رمالٍ من الضياع، ظانِّينَ انَ السيرَ على طريقِ التطبيعِ معَ العدوِ سيَطْبَعُ مجتمعاتِهم بالحداثةِ والتطوير؟
فيلمٌ لبنانيٌ سخيفٌ لن يطولَ على مسارحِ المزايداتِ الثقافيةِ حيناً والسياسيةِ احياناً، ليسَ عنوانَه مخرجٌ من هنا او فيلمٌ من هناك، بل مَخْرَجٌ لمسلسلِ احلامٍ قديمةٍ لم يَعرِف اصحابُها انها باتت اوهاماً، والمهمُ أن مجتمعَنا معنيٌ بالتفريقِ بينَ الطابَعِ الثقافي وثقافةِ التطبيع، وبينَ من يحملُ الفنَّ للفن، ومن يحملُه للسياسةِ في خدمةِ قضيةٍ قالَ ستيفان سبيلبرغ نفسُه اِنه احدُ روادِها ولم يخجل باعلانِها دعماً مادياً ومعنوياً وريعياً لاسرائيل.
وعلى خطِّ التطبيعِ انكشافٌ جديدٌ تحتَ ساترٍ رياضي، استبقَه أمنُ الدولةِ فاوقفَ متواصلاً معَ العدوِ كانَ يُحضِّرُ لزيارةِ الاراضي الفلسطينيةِ المحتلةِ بعنوانٍ رياضيٍ وبجوازِ سفرٍ مزورٍ اعدَّه له مُشغِّلُه الاسرائيلي.
فيما الشغلُ الشاغلُ للبنانيينَ مسلسلُ النفاياتِ الطويل، الذي حملتهُ العاصفةُ ورياحُها من الشواطئِ اللبنانيةِ الى الصناديقِ الانتخابية.
المصدر: قناة المنار