أقامت المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم – ثانوية المهدي (ع) بعلبك، بالتعاون مع لجنة إمداد الإمام الخميني(قده)، حفل التكليف السنوي لمئة وخمس فتاة بلغن سن التكليف الشرعي، برعاية رئيس الهيئة الشرعية في “حزب الله” سماحة الشيخ محمد يزبك، وحضور الأهالي وعدد من الفعاليات التربوية والاجتماعية في المنطقة. استهل الاحتفال بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، وكلمة المكلفات التي القتها زينب حسان اللقيس، معاهدة والدها الشهيد على “الالتزام بالنهج الذي آمن به”.
وألقى مدير ثانوية المهدي في بعلبك الحاج حسين دياب كلمة اعتبر فيها أن “الحجاب عفة وحياء واحتشام، وقبل أي شيء هو التزام بالأمر الإلهي”.وقال: “هناك من يجاهد على الثغور والجبهات لحفظ أمننا وحماية بلدنا من الخطر الصهيوني والتكفيري، ولحفظ عزتنا وكرامتنا، لذا علينا ألا نضيّع جهود شبابنا وتضحيات شهدائنا وجرحانا في استهتار من هنا أو هناك، وواجبنا أن نحصن مجتمعنا ووطننا من الحرب الناعمة التي تسعى لهدم قيمنا وفضائلنا”.
بدوره سماحة الشيخ يزبك رأى أن يوم التكليف “هو انتقال من مرحلة الطفولة إلى الحرية وتحمل المسؤولية، وهو تأسيس للعمل الواعي الذي يؤسس لظهور الإمام المهدي (عج) الذي سيملأ الدنيا قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً”.وقال: “ستبقى راية الحرية والعزة والكرامة خفاقة في سمائنا، وهذه المؤسسات التربوية هي الرد على كل متجنٍ لا يفهم عمق بعد الارتباط بالله عز وجل في مواجهة الظالمين، وهذا الدرب نسقيه بدمائنا وبكل ما نملك لنحفظ الإنسان”.
وأضاف: “ينسبون إلينا اليوم الإرهاب، نعم نحن نرهب عدو الله وعدو البشر والحرية وعدو العزة والكرامة، وهذا وسام على صدورنا، لم نأخذه إلا من خلال ما بذل من دماء أبطالنا وقادتنا، وها هي بنت الشهيد القائد الحاج حسان اللقيس عندما تتحدث بهذا الكلام تثبت أن والدها لم يمت لأنه زرع زرعاً يثمر، وستستمر المسيرة رغم أنوف الحاقدين. نعم نحن أرهبنا العدو الإسرائيلي واستطعنا الانتصار عليه من خلال مواقفنا وثباتنا والدفاع عن عزتنا وكرامتنا، واستطعنا أن نحرر لبنان، فكان لبنان عام 2000 أول بلد عربي يتحرر من العدو الإسرائيلي، والعرب كلهم لم يستطيعوا أن يحرروا شبراً من أرضهم إلا بما يسمى بمفاوضات الذل والهوان، كما الكل يدرك ويعلم. ولأول مرة في تاريخ العدو الإسرائيلي ينهزم تحت أقدام أبطالنا وأطفالنا ورجالنا ونسائنا، وأيضاً عندما حاول العدو أن يكرر الاعتداءات في حرب تموز فلاقى الهزيمة مع الذين قالوا عنا بأننا مغامرون، وأطالوا الحرب 33 يوماً كان هدفهم هو القضاء على المقاومة ومشروعها، لأن من يعيش الذل لا يستطيع أن يدرك معنى الحرية”.
وأردف الشيخ يزبك: “الذين كانوا يقولون عنا بأننا مغامرون كانوا يتحينون الفرصة، وكانت علاقاتهم وأحلافهم بالعدو الإسرائيلي تحت الطاولة ولكن عندما فشلوا هنا وهناك في كل مساعيهم، حاولوا أن يؤلبوا الناس وأن يوهموا الناس بعرب وفرس، وكأن الإسلام لم يأت ولم يدركوا معنى الإسلام لأنهم يرتكزون على فكر الإسلام بريء منه، ليس فقط الشيعة وإنما جميع المسلمين، ما عدا الوهابيين، هؤلاء يكفّرون المسلمين جميعاً، كل من يخالف رأيهم هو كافر”.
وتابع: “طفح الكيل لديهم نتيجة توالي خيبة الآمال والهزائم في سوريا واليمن وفي مناطق أخرى، لذا قالوا في نهاية المطاف أن حزب الله ومشروع المقاومة هو منظمة إرهابية، استجابة لتحريض العدو الإسرائيلي حليفهم على ذلك. والعالم كله يعلم من هو الإرهابي، ومن الذي ربى وصنع الإرهاب والقتلة والذباحين والذين هاجموا المدن والقرى وقتلوا البشر، ولم تسلم منهم لا المساجد ولا الحسينيات ولا الكنائس، هؤلاء هم الإرهابيون الذين تخرجوا من فكر الوهابيين. وآل سعود هم أساس الفتنة، وهم يشعلون الفتن في كل هذا العالم وفي هذه المنطقة، ولكن من أشعل نار الفتنة حرقته، إن ذلك لن يغير من رؤيتنا، بالعكس إنه يزيد من عزيمتنا وإصرارنا وإيماننا بأننا على حق، عندما يرضى عنا آل سعود وترضى عنا أميركا وإسرائيل نشكك في أمرنا ونشكك في عقائدنا، ولكن عندما نواجه من قبلهم ندرك جيداً أننا على حق وأنهم على باطل”.
وختم الشيخ يزبك: “يريدون لنا مدارس أميركية مدارس ذل وهوان، لن نقبل بغير مدرسة الإسلام، ولن نقبل باجتهادات تفرق المسلمين. نعم لكل اجتهاد يوحد المسلمين جنباً إلى جنب، ولبنان اليوم هو بحاجة الى حوار والى تفاهم وإلى تعاون والى ثقافة واضحة نكون جميعا نحمل هذه الثقافة لنعيش معاً جنباً إلى جنب، ونقول للبنانيين جميعاً لا يمكن لأحد أن يحل مشاكلنا إلا نحن، من خلال التفاهم ومن خلال الثقة، لا من خلال التعطيل وإلقاء التهم من هنا وهناك، ولن نسمح بأن يتحول لبنان إلى مزرعة خليجية يعبث بها العابثون، ولن نسمح أن يجري في لبنان ما جرى في اليمن وما جرى في البحرين”.
واختتم الاحتفال بنشيد من إنتاج المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم، ووزعت الهدايا على الفتيات المكرمات.
المصدر: خاص