يشعر الناس بالانزعاج من رائحة العرق المنبعثة من المنطقة الموجودة تحت المفصل الذي يربط الذراع مع الكتف، والتي تسمى بمنطقة الإبط. لهذه المنطقة -التي تعج بالبكتيريا- دور في حماية العقد الليمفاوية والأنسجة الرخوة الموجودة تحتها، وبالتالي فهي ليست منطقة سلبية كما يظن البعض، لكن لها بعض الأدوار الهامة رغم الإزعاج الذي تسببه لنا.
رغم ذلك، يسعى الناس إلى التخلص من الرائحة، لكن قد لا تكفي عادات النظافة الجيدة للقضاء على رائحة الجسم السيئة، فهل تعلم أن بعض المنتجات الغذائية لها ارتباط وثيق بالأمر؟
تتأثر رائحة الجسم الكريهة بالغدد العرقية في الجلد والمركبات التي يتم إنشاؤها أثناء عملية الهضم، بالإضافة إلى النشاط البكتيري. وعموماً، تعد هذه العملية نتيجة للمشاكل الهرمونية وعمليات التمثيل الغذائي، كما يمكن أن تكون ناتجة عن أحد الأمراض أو استعمال بعض الأدوية.
خلافاً للمتوقع، يعتقد الكثيرون أن العرق هو السبب الرئيسي لظهور رائحة كريهة، إلا أن رائحة الجسم تتأثر بمكونات بعض الأطعمة المندرجة في نظامنا الغذائي اليومي. إذ تؤدي هذه الأطعمة إلى الإصابة بالحموضة المفرطة، ما ينجر عنه خلل هيدروجيني، وبالتالي يصبح من الصعب القضاء على السموم وتبدو رائحة الجسم كريهة.
تحتوي بعض المنتجات الغذائية على مواد تخرج من خلال إفرازات العرق وعملية التنفس، بحسب موقع Chag kzdarovio الروسي.
الثوم: في دراسة أجرتها جامعة كارلوفا ببراغ، أن الرجال بإمكانهم زيادة جاذبيتهم، إذا ما تناولوا طعاماً محدداً: وهو الثوم، بحسب موقع Freundin الألماني. إلا أن البعض يفضلون تجنب تناوله نظراً لرائحته القوية التي تبقى عالقة بالأنفاس لساعات.
علاوة على ذلك، تؤثر مكونات الثوم على رائحة العرق، إذ يتم امتصاص هذه المواد في الدم والرئتين في إطار عملية الهضم، وهذا يؤدي إلى ظهور رائحة كريهة في التنفس والعرق.
السكر المكرر: إن مضغ العلكة أو تناول أي من المنتجات التي تحتوي على نسب هامة من السكر المكرر، تسبب اضطرابات في حموضة الجسم، فضلاً عن تغيير درجة حرارة الجسم، ما يؤدي إلى تكون تلك الرائحة الكريهة. والمثير للاهتمام أن البكتيريا التي في الأمعاء تتغذى على السكر وتسرع عملية التخمر التي تجعل رائحة عرق الجسم أقوى.
التوابل: تجعل التوابل، مثل الكمون وغيرها، رائحة الفم والجسم كريهة. فأثناء عملية الهضم، يتخلص الجسم من غازات الكبريت من خلال مسام البشرة. وعلى الرغم من أن معظم هباءات التوابل تهضم بشكل صحيح، إلا أن البعض منها يبقى في مجرى الدم إلى أن يتم التخلص منه كلياً.
الزيوت المهدرجة: تُستخدم الزيوت المهدرجة في صناعة الوجبات السريعة وطهي الأطعمة المقلية أو الحلويات. وعلى خلاف للمعتقد السائد، لا تعتبر الزيوت المهدرجة السبب الرئيسي للوزن الزائد فحسب، بل هي أحد أهم أسباب ظهور رائحة الجسم الكريهة. فضلاً عن ذلك، تعرقل الزيوت عملية هضم الطعام ما يؤدي إلى تراكم تركيبات ضارة في الأمعاء، تسبب الغازات ورائحة الجسم الكريهة.
النقانق: تزيد النقانق وجميع أنواع اللحوم المدخنة من نسبة الحموضة في المعدة وتسبب الغازات. وعادة، يكون هضم هذه المواد بطيئاً جداً لما تحتويه من دهون ومواد كيميائية ما يؤثر على عملية التمثيل الغذائي ويحول دون إزالة السموم من الجسم.
اللحوم الحمراء: يصعب على الجسم هضم البروتينات الموجودة في اللحوم الحمراء، ونتيجة لذلك قد تبقى هذه المواد لأيام في الجهاز الهضمي، ما يمكن أن يجعل رائحة الجسم كريهة. وبناء على هذا المعطى، فإن رائحة عرق الأشخاص الذين يستهلكون اللحوم الحمراء أقل من مرتين في الأسبوع، تكون أقل حدة مقارنة بأولئك الذين يتناولون اللحوم يومياً. من ناحية أخرى، إن الحد من تناول اللحوم الحمراء يؤدي إلى منع انتفاخ البطن والإصابة بالإمساك.
نبات الهليون: على الرغم من خصائصه الغذائية المفيدة، إلا أن نبات الهليون يعتبر مسبباً لرائحة الجسم الكريهة، كما يؤثر على رائحة البول. ووفقاً للاختلافات الجينية، يمكن أن تظهر عند البعض رائحة كريهة بعد تناول الهليون، بينما تختفي لدى البعض الآخر.
البصل: يحتوي البصل على العديد من المواد التي تؤثر على رائحة الجسم، مثل كبريتيد الهيدروجين، ومركب الميثيل، وكبريتيد ثنائي الميثيل. وتدخل هذه المركبات الكبريتية في مجرى الدم وتصل إلى الفم والمعدة والأمعاء والكبد، كما أنها تقع في الحويصلات الهوائية في الرئتين، لذلك تظهر رائحة قوية عند التنفس. وبناء على ما ذُكر ، فإن المرء قد يشم رائحة كريهة في جسمه رغم اهتمامه بنظافة الفم والجسم، مما يعني أن سبب ذلك هو بعض الأطعمة التي تناولها.
ولتجنُّب كثرة العرق، خصوصاً في الصيف، هناك طرق علاج طبيعية استعرضها موقع Alfemminile، وهي المداومة على الاستحمام، وتجنب ارتداء الملابس ذات المواد الاصطناعية، ويفضل شرب الماء، والابتعاد عن الكحوليات! مع استخدام بودرة التلك تحت الإبطين وتجنُّب الأطعمة الدهنية.
المصدر: هافينغتون بوست