رأت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية في افتتاحيتها ان استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري هي علامة شؤم على أن الاستقرار النسبي الذي تتمتع به “إسرائيل” في الشمال قد لا يدوم طويلاً.
وأشارت الصحيفة من الواضح أن الزناد هو استقالة الحريري، وتمت تحت ضغط من قادة المملكة العربية السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وابنه الأمير محمد بن سلمان. على عكس القادة السعوديين السابقين، يواجه الاثنان بقوة إيران على عدد من الجبهات، من اليمن وسوريا إلى العراق ولبنان. وكان هذان الرجلان قد أعادا الحريري إلى منصبه كرئيس للوزراء بعد أن كان قائدا غير فعال بين عامي 2009 و 2011.
وشددت الصحيفة على ان المملكة العربية السعودية هي التي أمرت الحريري بالاستقالة. وهناك عدد من الأسباب المحتملة لهذا القرار. سحب الحريري خارج منصبه ينهي الوضع الراهن الذي سمح لحزب الله بمواصلة تعزيز قوته العسكرية، في حين أن أعضاء الائتلاف [الحكومي] يديرون الشؤون اليومية للبلد. الآن، يأمل السعوديون أن يكون حزب الله عالقا مع اللوم والمسؤولية في التعامل مع قضايا مثل الركود الاقتصادي في لبنان ورعاية مليون لاجئ سوري.
وفي الوقت نفسه، قد تكون استقالة الحريري أيضا نتيجة لإدراك السعوديين أنهم فشلوا في محاولتهم التأثير على مسار السياسة اللبنانية من خلال رئيس الوزراء. في الواقع، الضرر كان أكثر من المنفعة من الاستقرار السياسي الحالي. عند هذه النقطة، هز السياسة اللبنانية لديه فوائد أكثر للسعوديين.
وبحسب “الجيروزاليم بوست”، مهما كانت أسباب توقيت الاستقالة، يجب على “إسرائيل” أن تحرص على أن لا تُجر إلى مواجهة عسكرية لا تخدم مصالحها. استقالة الحريري تشير إلى حقبة جديدة من عدم الاستقرار في الشمال. بل هي أيضا مثال على كيفية اتفاق مصالح “إسرائيل” مع الدول “السنية” مثل السعودية ودول الخليج الأخرى ومصر والأردن ضد النفوذ الإيراني. وعلى “إسرائيل” أن تبذل قصارى جهدها للاستفادة من هذا الوضع.
المصدر: جيروزاليم بوست