التعامل مع الإجهاد الذي يسبّبه العمل، والذي يؤدي إلى تناول طعام غير صحي، ليس بالأمر الصعب. وتقترح دراسة جديدة أن يرتاح الشخص بعد العمل بدلاً من تناول الطعام. الدراسة نشرت كورقة عمل في إحدى المجلات الطبية، وشارك فيها باحثون من جامعات في الصين والولايات المتحدة.
وقالت أستاذة علم النفس، التي شاركت في إعداد الدراسة، تشو شيانغ، إنّ الموظّفين الذين يعانون من الإجهاد، قد يعتقدون أن الراحة بعد يوم عمل طويل تكون من خلال الخروج وتناول العشاء مباشرة. وأحياناً، يميلون إلى تناول الطعام أكثر من المعتاد، أو من حاجتهم إليه، واختيار الوجبات السريعة بدلاً من الغذاء الصحي.
كذلك، بيّنت الدراسة أنّ لجوء الأشخاص المتعبين أو المجهدين إلى النوم يجعلهم أكثر قدرة على التعامل مع مشكلة تناول الطعام بعد العمل. تضيف: “عندما نام العمال بصورة أفضل، كانوا راغبين في تناول طعام صحي، من دون زيادة في الكمية أو سوء اختيار في النوعية”.
وتضمّن عمل الباحثين تحليل نتائج دراستين شملتا 235 عاملاً في الصين. الأولى تناولت موظفي تكنولوجيا المعلومات الذين يعانون بصورة منتظمة من عبء العمل، وعدم كفاية الوقت لإنجاز العمل يومياً، فيما شملت الدراسة الثانية العمال في مراكز الاتصالات، الذين غالباً ما يضطرون إلى التعامل مع بعض الزبائن المستفزين.
في الدراستين، بدا أن التوتر في يوم العمل يرتبط بالمزاج السلبي للموظفين أثناء العمل، ما يؤدي إلى تناولهم طعاماً غير صحي في المساء بعد العودة من العمل. وأظهرت نتائج الدراسة، بحسب المؤلّف المشارك يهاو ليو، أنّ النوم الجيّد والراحة يحميان من اللجوء إلى تناول طعام غير صحي. فالنوم لليلة واحدة يمكن أن يجعل العاملين أكثر قدرة على التخلّص من الإجهاد في صباح اليوم التالي. وكنتيجة، تقلّ حاجتهم إلى تناول طعام غير صحي.
وتشير شيانغ إلى أنّه للتغلب على هذه المشكلة، يجب على الشركات الحرص على صحة موظفيها، وتوعيتهم حول أهمية النوم، وجدولة العمل بطريقة مرنة. أيضاً، ينبغي على الشركات إعادة النظر في الامتيازات الوظيفية المتعلقة بالأغذية، والتي أصبحت شائعة جداً، مثل توفير الغذاء في أماكن العمل، والتي تلجأ إليها الشركات باعتبارها علاجات مؤقتة لتغيير المزاج السيئ للموظفين. تضيف شيانغ أن الفشل في معالجة مصادر ضغط العمل قد تكون له آثار سلبية على صحة الموظفين على المدى الطويل.
المصدر: العربي الجديد