اثبتت الاحداث على مدى السنوات الماضية في العالم العربي والاسلامي وصولا الى يومنا الحالي ان الانظار انحرفت عن قضايانا الاساسية لا سيما القدس وفلسطين القضية المركزية الى قضايا اخرى وثبت ان هناك من يحرك هذه الاحداث لاثارة العدوانية والتقاتل لاضعاف الامة ولصرف الانظار عن قضية فلسطين.
ولا يزال الكيان الصهيوني يستغل حالة التناحر العربي الاسلامي لفرض اجراءات خطيرة في القدس وفلسطين كما حصل في الايام السابقة، فما حصل بالنسبة الى المسجد الاقصى اثبت اهمية ما كان يتناوله الامام السيد علي الخامنئي في مواقفه من قضية القدس والاقصى وفلسطين، وكان حذر من من سعي الكيان الغاصب لاحتلال القدس الشريف والاقصى المبارك.
ففي رسالة له بتاريخ 26/6/2017 جاء فيها:
من الأخطار الكبيرة التي تهدد العالم الإسلامي اليوم التقليل من أهمية قضية فلسطين المهمة وإيداعها غياهب النّسيان. وللأسف فإن هذه عملية آخذة في الحصول. بعض البلدان الإسلامية تتحرك بأسلوب معيّن وتتحدث بأسلوب معيّن وتعمل بأسلوب تتجاهل معه قضية فلسطين، بحيث يُصار إلى نسيان هذه القضية. هذا خطر كبير جداً. فلسطين هي قضية العالم الإسلامي الأولى. بلد إسلامي يُغتصب بالكامل، وليست القضية قضية أرض صغيرة أو مدينة أو قرية، إنها قضية بلد بكامله، ويُهجّر ويُشرّد شعبٌ كاملٌ من دياره، والفلسطينيون الذين يعيشون اليوم على أرض فلسطين يعيشون بمنتهى العسرة والضغوط، ويتعرضون دوماً للقتل والمذابح والإذلال والضغوط. فهل هذه قضية صغيرة؟
طبقاً للفقه الإسلامي – سواء فقه مذاهب أهل السنة أو فقه الشيعة أو ربما فقه سائر المذاهب – لا يوجد شك في أنه عندما يتسلط العدو على أرض المسلمين، فمن واجب الجميع محاربته ومجاهدته بأيّ شكل من أشكال الجهاد المتاحة. ومحاربة الكيان الصهيوني ومقارعته هي اليوم واجب وفرضٌ على كل العالم الإسلامي، فلماذا يتخلّون عن هذا الواجب؟ والحمد لله إن شعبنا واعٍ صاحٍ في هذا الخصوص. على كل حال يحتاج العالم الإسلامي إلى الاتحاد والتآلف والتعاطف. وغالباً ما تكون الشعوب متعاطفة بعضها مع بعض، والواجب هنا هو واجب الحكومات وهي التي تستطيع ممارسة دور.
وفي رسالة وموقف اخر له يدعو الامام الخامنئي الشعوب العربية والاسلامية الى عدم السماح بنسيان القضية الفلسطينية وقضية القدس وان يتحرك العالم الاسلامي في هذا الاتجاه وان تطالب الشعوب حكوماتها بواجبها تجاه القضية الفلسطينية.
وجاء في رسالته بتاريخ 25/11/2014 لمناسبة الاعلان عن فلسطين بلداً يهوديّا:
لا تسمحوا بنسيان قضية فلسطين والقدس الشريف وقضية المسجد الأقصى، فهم يريدون هذا. إنهم يريدون للعالم الإسلامي أن يغفل عن قضية فلسطين. لاحظوا أن حكومة الكيان الصهيوني في هذه الأيام أعلنت عن يهودية بلد فلسطين. أعلنوا عنه بلداً يهودياً. كانوا يسعون لهذا منذ فترات طويلة وقاموا بهذه العملية الآن بصراحة. يسعى الكيان الصهيوني وسط غفلة العالم الإسلامي وغفلة أبناء الشعوب المسلمة لاحتلال القدس الشريف والمسجد الأقصى وإضعاف الفلسطينيين أكثر فأكثر. ينبغي التنبّه لهذا.
على كل الشعوب أن تطالب حكوماتها بالاهتمام بقضية فلسطين. على علماء الإسلام أن يطالبوا حكوماتهم بهذا وبمتابعة قضية فلسطين. هذا من الواجبات الأساسية المهمة. إننا نشكر الله على أن كلمة الحكومة والشعب في الجمهورية الإسلامية واحدة في هذا الخصوص. لقد أعلنت الجمهورية الإسلامية منذ البداية وأعلن إمامنا الخميني الجليل بأن سياسيتنا هي دعم فلسطين ومعاداة الكيان الصهيوني، ورفع هذا الراية التي لا تزال مرفوعة إلى اليوم، ولم ننحرف عن هذا النهج منذ ثلاثة و خمسين عاماً، وشعبنا يواكب هذا النهج بكلّ رغبة. أحياناً حين يراجع بعض شبابنا لا يسمعون جواباً، و يكتبون لي الرسائل ويتوسلون بأن نسمح لهم بالذهاب للقتال في الخطوط الأمامية ضد الكيان الصهيوني. الشعب يعشق الكفاح ضد الصهاينة وقد أثبتت الجمهورية الإسلامية ذلك.
إنني آسف من أعماق قلبي لأننا في العالم الإسلامي حيث يجب أن نبذل كل طاقاتنا لمواجهة مؤامرة الكيان الصهيوني وتحركاته ضد القدس الشريف والمسجد الأقصى -وهذا ما يجب أن يحرّك العالم الإسلامي برمّته – مضطرون اليوم لأن ننشغل بالمشكلات التي أوجدها الاستكبار في داخل العالم الإسلامي،و لا مفرّ من هذا. والواقع أن الخوض في قضية التكفير شيء فرض على علماء العالم الإسلامي والواعين والنخبة فيه. لقد أدخل العدو هذه المشكلة المفتعلة المصطنعة في العالم الإسلامي، ونحن مضطرون للخوض فيها.
لكن القضية الأساسيّة هي قضية الكيان الصهيوني، والقضية الأساسيّة هي قضية القدس، و القضية الأساسيّة هي قضية قبلة المسلمين الأولى أي المسجد الأقصى. هذه هي القضايا الأساسية….
يسعى الكيان الصهيوني وسط غفلة العالم الإسلامي وغفلة أبناء الشعوب المسلمة لاحتلال القدس الشريف والمسجد الأقصى وإضعاف الفلسطينيين أكثر فأكثر. ينبغي التنبّه لهذا.
المصدر : https://almanar.com.lb//arabic.khamenei.ir