اكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال احتفال تأبيني أقيم لوالد وزير الشباب والرياضة محمد فنيش عبد المطلب فنيش، في حسينية بلدة معروب الحنوبية، “أننا كنا في لبنان إلى أيام ندور في طاحونة قانون الانتخابات، سبع سنوات واللجان تجتمع والقوانين تنهال علينا من كل جانب كالمطر، والحمد الله في نهاية المطاف وصلنا إلى قانون للانتخابات مبني على النسبية، وهنا نذكر الجميع بأن حزب الله منذ اليوم الأول طرح مرارا وتكرارا القانون على أساس النسبية لأنه الأعدل، وخلال النقاشات المختلفة للقوانين لم يقدم حزب الله أي قانون غير النسبي، لقناعته أن النسبية هي الأعدل والأفضل ولمصلحة الجميع بنسب متفاوتة، والحمد الله وصلنا الآن إلى قانون النسبية، وهو أفضل الممكن في إطار الوضع الطائفي والتجاذب السياسي والواقع اللبناني الذي يعرفه الجميع”.
اضاف “أما بالنسبة إلينا، فقانون الانتخابات الذي اقر اليوم في مجلس النواب، هو إنجاز وطني بامتياز، لأنه نتيجة للتوافق بين القوى السياسية المختلفة، ولأنه يراعي التمثيل الوطني والخيارات الوطنية، وهو بكل وضوح نقلة نوعية في الحياة السياسية، إذ لأول مرة يكون الانتخاب في لبنان على قاعدة النسبية، بينما كانت كل الانتخابات السابقة على قاعدة الأكثرية التي تعطل نصف المجتمع، بينما النسبية تنصف القوى الصغيرة والمحلية، والتي تستطيع أن تقدم نسبة معقولة من عدد الأصوات، لتكون ممثلة في المجلس النيابي، لذا نحن نعتبر أن هذا القانون هو إيجابي وجيد، ونعتقد أننا سنكون امام مرحلة جديدة مع هذا القانون. وليكن معلوما سيكون هناك تبدلات حقيقية في النتائج، حيث أن بعض الكتل ستخسر من خمسة إلى عشر نواب، وبعض الكتل يمكن أن تزداد بمقدار نائبين أو ثلاثة أو خمسة، وهناك جهات لم تكن ممثلة ستتمثل، وهذا يعني أن هناك تبديلات حقيقية ستحصل، ولكن المهم فيها أنها تبديلات من ضمن الواقع الشعبي، أي أن من يدخل إلى الندوة البرلمانية سيدخل بأصوات موجودة على صعيد الواقع، وليس من خلال المحادل ولا البوسطات التي كانت تأتي بالخشب والحديد وكل من يمكن أن يركب في بوسطة القوى السياسية التي تخوض الانتخابات”.
وتابع الشيخ قاسم “إننا نقول للجميع لا تنتظروا لتحسبوا من هو الرابح والخاسر في الانتخابات، لأنه لا توجد تحالفات واقعية قادرة أن تعطينا الأحجام والأشكال لهذه التحالفات بعد الانتخابات، أي أنه في السابق كنا نقول فازت 14 آذار بأغلبية نيابية أو 8 آذار، أما الآن فهذه التحالفات لم تعد موجودة كما كانت، وتغيرت ظروف كل القوى السياسية، وستتغير نتائج الانتخابات، وبالتالي لن نكون أمام مشهد 8 و 14 آذار، فهذا المشهد انتهى، بل سنكون أمام مشهد جديد تماما، وهذا المشهد هو نفسه يمكن أن ينتج نوعا جديدا من التحالفات بين متخاصمين سابقا أو انفصال بين متفقين سابقا، والله أعلم ما هي النتائج التي ستحصل”.
واردف “بالنسبة لحزب الله وحركة أمل، فمن البداية كانوا يقولون نحن مع النسبية مع أننا سنخسر فيها بعض الأصوات، والآن نقول للجميع، أن حزب الله وحركة أمل سيخسران فعليا بعض النواب بحكم قانون النسبية، وقد يحافظ على الوضع كما هو ناقص واحد أو اثنين، ولكن في المقابل كنا نتطلع إلى ربح حقيقي، وهذا ما تحقق بحمد الله تعالى، ربحنا أن تتمثل القوى الصغيرة والمناطقية وبعض القوى المحلية، لأن لها التمثيل، وبالتالي إذا تمثل هؤلاء فهذا يعني أننا حققنا انجازا وطنيا مهما، وأغلب هذه القوى هي حليفة لنا، وهذا الأمر يناسبنا جدا، لأن مروحة التفاعل الوطني والتمثيل الوطني ينتشر عبر المناطق المختلفة، ولا ينحصر في داخل مذهب أو طائفة”.
واشار الى ان “في قانون النسبية عدالة التمثيل، ونحن بالسابق قلنا اختاروا أي شكل من أشكال النسبية المتعددة، طبعا هناك شكل أفضل من الآخر، ولكن في النهاية قانون النسبية الذي تقرر، هو أفضل مئات المرات من كل قوانين الأكثرية والمختلطة والتأهيلية وما شابه ذلك من قوانين كانت مطروحة”. وختم “ان ما سمعناه في الأيام الأخيرة عن العدد الكبير من المدنيين الذين قتلوا في سوريا أو في العراق من خلال طائرات التحالف الأمريكي، وبعض الاحصاءات من مصادر أمريكية وعبر وسائل إعلام أمريكية تحدثت عن عدة آلاف من المدنيين خلال هذه السنوات الثلاث من خلال طائرات التحالف، في أفضل الأحوال كان الأمريكي يواجه مجزرة مدنية مؤلفة من العشرات بكلمة اعتذار تصدر عبر وسائل الإعلام، وينتهي الأمر عند هذا الحد، الآن من يتحمل مسؤولية هذه المجازر، أليس الأمريكيون هم الذين يراقبون ويشرفون ويساهمون في المجازر الضخمة التي تحصل في اليمن، أليسوا مسؤولين عن الدمار الذي حصل في العراق وسوريا بسبب سياساتهم ودعمهم لأولئك الذين انحرفوا عن الطريق، أليس داعش من صناعة أمريكا في قوتها وانتشارها وإقامة دولتيها في العراق وسوريا بإشراف مباشر وتمويل من السعودية، فهذا برسم الناس ليعرفوا تماما ان أمريكا هي الوحش الحقيقي الذي يرتكب المجازر بحق المدنيين، وأن ادعاءاتهم بحقوق الانسان وما شابه، هي ادعاءات فارغة من المحتوى، ولولا محور المقاومة لما أمكن كسر داعش وفضح الإرهاب التكفيري وتشتيت قدراته وجذب العالم بأسره ليكون في هذا الخندق المواجه لداعش.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام