تكثفت المساعي الدبلوماسية لايجاد حل للازمة بين قطر ودول الخليج الاربعاء مع وصول وزير خارجية تركيا الى الدوحة، في وقت حذرت الامم الامم المتحدة من “معاناة” للسكان قد تتسبب بها الاجراءات العقابية ضد قطر.
ونقلت وسائل الاعلام القطرية ان الوزير التركي وصل الى الدوحة مساء الاربعاء حيث اشاد ب”الطريقة الحكيمة والهادئة” التي تتعاطى فيها الدوحة مع الازمة الحالية. ومن المقرر ان يجري الوزير التركي مولود تشاوش أوغلو محادثات مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في اطار مهمته الدبلوماسية التي قد تشمل ايضا زيارة المملكة السعودية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية ابراهيم كالين ان الرياض تملك “القدرة على حل هذه الازمة”، معتبرا ان السعودية “دولة حكيمة واخ كبير في المنطقة ولاعب رئيسي”، واضاف “نريد ان نشرك كل الاطراف في هذه الجهود” الدبلوماسية.
وكانت السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والبحرين قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر الاسبوع الماضي، واتخذت اجراءات عقابية بحقها بينها اغلاق المجالات البحرية والجوية أمامها. وتتهم هذه الدول الامارة الخليجية الصغيرة بدعم الارهاب، وهو ما تنفيه الدوحة.
وتقيم تركيا علاقات مميزة مع قطر الغنية بالغاز وتربطها بها علاقات تجارية مهمة. ومنذ بدء الازمة، برز الرئيس التركي رجب طيب اردوغان كمدافع عن قطر، رغم انه تجنب انتقاد السعودية التي تسعى تركيا الى تطوير علاقاتها معها. ومن المقرر ايضا ان يجري اردوغان محادثة هاتفية مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب في الايام المقبلة، وان ينعقد اجتماع ثلاثي تركي قطري فرنسي، بحسب المتحدث باسم الرئاسة.
معاناة بين السكان
وتأتي الجهود التركية في وقت عبرت الامم المتحدة عن قلقها من التأثيرات المحتملة لعزل قطر دبلوماسيا، محذرة من أن ذلك قد يؤدي الى معاناة واسعة بين السكان خصوصا بعد قرار الرياض وابوظبي والمنامة طرد القطريين خلال اسبوعين.
وقال المفوض الأعلى لحقوق الانسان لدى الأمم المتحدة زيد رعد الحسين “أشعر بالقلق بشأن التأثيرات المحتملة على حقوق الإنسان بالنسبة للكثيرين بسبب قرار السعودية والامارات ومصر والبحرين قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع قطر”. وحذر من أن الاجراءات بحق قطر “يمكن أن تعيق بشكل خطير حياة آلاف النساء والأطفال والرجال لسبب بسيط وهو أنهم من جنسيات الدول الأطراف في الخلاف”.
وأضاف “نحن نتلقى تقارير بأن أفرادا معينين صدر لهم أمر تعسفي بمغادرة البلاد التي يعيشون فيها أو أن حكوماتهم أصدرت لهم أوامر بالعودة إلى بلادهم”. كما انتقد قراري دولة الامارات والبحرين سجن وتغريم الأشخاص الذين يعربون عن تعاطفهم مع قطر أو يعارضون تصرفات حكوماتهم. مؤكدا أن ذلك في حال حدوثه يعتبر “انتهاكا واضحا لحرية التعبير والرأي”.
والاربعاء أمرت السلطات البحرينية بحبس شخص أظهر تعاطفا مع دولة قطر على وسائل التواصل الاجتماعي، ويواجه الموقوف امكانية السجن لمدة خمس سنوات.
وبعد تسعة ايام من اغلاق مجالات السعودية ودولة الامارات والبحرين الجوية امامها، أكدت الخطوط القطرية ان عملياتها مستمرة بالوتيرة الاعتيادية وان الغالبية العظمى من رحلاتها تسير كما هو مقرر لها، معلنة عن خطط للتوسع عبر اضافة وجهات جديدة.
واشارت الى انها سيرت ما يقارب 1200 رحلة بين الدوحة وشبكة وجهاتها وعددها اكثر من 150 وجهة حول العالم خلال الأسبوع الماضي، لافتة الى ان 90 بالمئة من هذه الرحلات قد غادرت خلال 15 دقيقة من موعد المغادرة المقرر.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية