هو لون الزمرّد، لون المرض والغيرة، واللون المرتبط بالوحوش المخيفة، وهو أيضاً لون الطبيعة، ورمزٌ الحياة الصحية.
إنه اللون الأخضر، الناتج عن مزج اللونين الأصفر والأزرق، والذي يظهر في الطبيعة بتدرجات لا تحصى. في الواقع، أظهرت الدراسات أن العين ترى هذا اللون أفضل من كل الألوان الأخرى. لكن، هذا ليس السبب الوحيد الذي يجعل هذا اللون جزءاً أساسياً من الحياة اليومية لكل شخص.
بالإضافة إلى أنه لون مريح، فإنه اللون الذي تتواصل فيه الطبيعة معنا، وتُشعرنا بتغير الوقت، من خلال تدرجات اللون من الأخضر إلى اللون المشبع، وتحوله لاحقاً إلى تدرجات الأصفر أو الأحمر أو البني، أو إلى ألوان أخرى مثل ألوان الفاكهة والخضار.
أما عنصر اليخضور فهو السبب في هذا اللون الأخضر، والمعروف بالـ”كلوروفيل،” والمتوفر بكثرة في السبانخ والبقدونس وغيرها من النباتات الورقية، والتي يرتبط لونها الأخضر بمضادات الأكسدة الواقية من السرطان وعنصر الكالسيوم. وعندما تبدأ هذه النباتات بخسارة لونها الأخضر تدريجياً، فهذا دليل على أنها لم تعد صالحة للأكل.
ويعتقد الكثير من الباحثين أن اللون الأخضر يسبب الراحة والاسترخاء في الجهاز العصبي، ما يدل أيضاَ على كثرة استخدامه في المستشفيات، والمدارس، والمكاتب.
كما تنص دراسة صدرت في العام 2016 أن العيش في المناطق الخضراء يطيل عمر الإناث، ويحسن صحتهن النفسية. وقارنت دراسة أجرتها كلية “T.H. Chan” للصحة العامة في جامعة “هارفارد” على مدى ثماني سنوات، بين خطر الموت ووجود الطبيعة والنباتات حول أكثر من 100 ألف امرأة، إذ وجدت أن المشاركات اللواتي تواجدن في المناطق الخضراء تمتعن بصحة ذهنية أكبر، فيما انخفضت حالات الوفاة بنسبة 12 في المائة لدى هؤلاء النساء، مقارنة بالنساء اللواتي يعشن بعيداً عن الطبيعة.
وبين الأشخاص الذين يعيشون بعيداً عن الطبيعة، كانت الأمراض التنفسية ثاني أكبر مسبب للموت، وخصوصاً أن المناطق الخضراء عادة ما تتمتع بهواء أنقى، ما يعني أن فائدة اللون الأخضر لا تقتصر على خفض خطر التغيّر المناخي، بل تعود أيضاً بفوائد صحية.
المصدر: سي ان ان