تفقد وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده الامتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة في يومها الأول، وجال لهذه الغاية على عدد من المراكز في بيروت يرافقه المدير العام للتربية رئيس اللجان الفاحصة فادي يرق، رئيس منطقة بيروت التربوية محمد الجمل، رئيسة دائرة الامتحانات هيلدا الخوري، المستشار الإعلامي ألبير شمعون. بدأت الجولة في متوسطة جابر الأحمد الصباح في منطقة الحمام العسكري حيث عاين الوزير غرف الامتحانات وتحدث إلى المرشحين خلال تقديم مسابقة الجغرافيا، وتأكد من سهولة التعامل مع الأسئلة المطابقة لمضمون المناهج. وشدد على اهمية الجو الهادئ الذي يوفره المراقبون مما يريح المرشحين ويجعل أداءهم افضل.
ثم انتقل إلى ثانوية جبران غسان تويني في الأشرفية حيث كان التلامذة يمتحنون في مادة الرياضيات، وقد عبروا عن ارتياحهم الى المسابقة وطريقة طرح الأسئلة التي كانت واضحة وتشبه ما درجوا على تعلمه في المدارس.
وتفقد أيضا ثانوية عبد الله العلايلي المخصصة للتلامذة ذوي الحاجات الخاصة والصعوبات التعلمية، ومنهم من يعاني عسرا في الكتابة أو ضعفا حادا في النظر، وهناك العديد من المكفوفين والمقعدين ومن الصم والبكم، وقد عبر حماده عن عمق تأثره واهتمامه بهم وبضرورة توفير كل ما يسهل عليهم الامتحانات، كل بحسب حاجاته، ولا سيما أن دائرة الامتحانات قامت بتكييف الأسئلة لتتناسب مع اوضاع كل فئة منهم.
وتحدث الوزير إلى الإعلاميين فقال: “إنها جولة صباحية بيروتية جميلة بدأناها بمدرسة جابر الأحمد الصباح وتابعناها في ثانوية تحمل اسما رمزيا هو جبران غسان تويني، وقد شهدنا جميعا الارتياح والابتسام على وجوه التلامذة، كما شهدنا تركيزهم وجهدهم في الإجابة عن الأسئلة، ومنها مسابقة الجغرافيا التي تحدثت عن طبيعة لبنان وجباله وأنهاره وبحره وهوائه، وكأننا نقوم بجولة في بلدنا. لقد لاحظت الارتياح والثقة والنجاح على غالبية الوجوه، وأتمنى أن يستمر هذا الشعور في كل مواد الامتحانات. أما الخوف والهلع اللذان كانا يصيبان المرشحين وأهاليهم عادة فقد تبين أن لا مبرر لهما، فقد اهتم اعضاء اللجان الفاحصة برعاية المدير العام بتفاصيل الأسئلة ضمن روحية الحرص على المستوى التربوي، وفي الوقت عينه على اللفتة الإنسانية وعدم التعقيد في وضع الأسئلة. إن التعليم في لبنان يبقى المنارة المضيئة على الرغم من كل شيء، فهو رأسمالنا الأهم”.
وأضاف: “إن توفير أجواء ووسائل مناسبة لذوي الحاجات الخاصة لكي يتقدموا من الامتحانات الرسمية هو بمثابة مساهمة من التربية ومن المجتمع اللبناني في مداواة هؤلاء، باعتبار أن رفع المعنويات يسهم في قهر المرض. وإنني أوجه في هذه المناسبة الشكر إلى الأهل والتلامذة على أدائهم، والى كل أفراد الهيئة التعليمية في الرسمي والخاص، فقد ضحى الجميع للوصول إلى هذه اللحظة في ظل صعوبات أمام المجتمع. كما أوجه التحية إلى قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني، وآمل أن تتولى قوى الأمن نقل صناديق الاقتراع كما تقوم بنقل أسئلة الامتحانات والعودة بالمسابقات بكل دقة وأمانة. إن القوى الأمنية والعسكرية توفر جوا رائعا للإمتحانات إنطلاقا من الوزارة ووصولا إلى كل مناطق لبنان”.
ولفت حماده إلى أن “نسبة الغياب لا تتعدى 3%، وهي متدنية ومقبولة جدا، ولا سيما أن معظم المتغيبين هم من المرشحين الأحرار”. ونفى ردا على سؤال أن يكون هناك أي تسرب للأسئلة، مشددا على نزاهة الامتحانات ودقتها ومراعاتها للتطوير التدريجي.
وردا على سؤال آخر يتعلق بالانتخابات، أمل أن تنهي اللجنة المصغرة مشروع قانون الانتخاب وأن يلتزم الجميع نص الاتفاق الذي تم التوافق عليه في القصر الجمهوري في بعبدا، من دون أن تخرج مفاجأة من هنا أو هناك، فلنذهب جميعا للتصويت على المشروع المتوافق عليه في أقرب وقت ممكن”.