خيمت ملفات الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان على الصحف الصادرة في بيروت اليوم الخميس في 5-5-2016، خصوصاً في مدينة زحلة البقاعية.
السفير
منافسة «مركّبة» في «الأوسط».. و«تحفيزية» في بعلبك.. و«معبّرة» في عرسال
زحلة 2016: اختبار عصبيات المسيحيين وخياراتهم..
فرضت الانتخابات البلدية والاختيارية إيقاعها على مختلف المناطق في البقاع الذي سيكون الاحد المقبل على موعد مع هذا الاستحقاق، الى جانب بيروت، وسط استنفار عائلي وحزبي تفاوتت درجاته بين مدينة واخرى، وبلدة وأخرى، تبعاً للخصوصية الديموغرافية لكل منها.
وعلى مسافة أيام قليلة من فتح صناديق الاقتراع، بدت الصورة الإجمالية للمناطق البقاعية على الشكل الآتي:
– معركة ضارية متوقعة في زحلة وسط فرز ربما يكون الأوضح بين الأطراف السياسية.
– منافسة رمزية في بعلبك بين لائحة تحالف «حزب الله» ـ «حركة أمل»، واللائحة المضادة.
– معركة إثبات الهوية في عرسال التي ستكون أصوات أبنائها في صناديق الاقتراع بمثابة صرخة رفض موجهة ضد الجماعات المسلحة.
– منافسة متعددة الأبعاد والخلطات في البقاع الأوسط.
أم المعارك
تستعد القوى الأساسية في زحلة للمواجهة البلدية الأحد المقبل، وكأنها مسألة حياة أو موت. حرب نفسية، اتهامات متبادلة، شائعات كثيفة، تعبئة قصوى، احتفالات مسبقة بالفوز، وكلام حول أدوار للمال والأجهزة الأمنية والسفارات الأجنبية والصفقات السياسية في المعركة التي ستدور بين لوائح «زحلة الأمانة» المدعومة من رئيسة «الكتلة الشعبية» ميريام سكاف، و «زحلة تستحق» التي يدعمها النائب نقولا فتوش، و «إنماء زحلة» التي يدعمها تحالف الأحزاب المسيحية وتضم 16 مرشحاً حزبياً إضافة الى 3 مرشحين سماهم رئيس اللائحة أسعد زغيب، أما المقعد الشيعي فبقيَ شاغراً إثر انسحاب علي الخطيب.
وفيما تردد أن «حزب الله» سيوزع أصواته على مرشحي «التيار الوطني الحر» وفتوش وسكاف، تروّج «القوات اللبنانية» أن «تيار المستقبل» سيترك الحرية لناخبيه بعد زيارة سمير جعجع للرئيس سعد الحريري، بينما تؤكد أوساط أخرى أن «المستقبل» سيدعم لائحة سكاف.
وتقول مصادر لائحة «الكتلة الشعبية» إنه لم يحصل أن حوربت الكتلة في زحلة كما يحصل حالياً، مشيرة الى أن «الجميع باتوا ضدنا والتقوا على السعي الى تحجيم السيدة سكاف في هذا التوقيت، لئلا تكرّس الانتخابات البلدية زعامتها في زحلة». لكن المصادر أشارت الى أن الحملة التي تتعرض لها سكاف ولّدت نوعاً من التعاطف معها، خصوصا أنها تحمل لواء حماية القرار الإنمائي والسياسي في زحلة من خطر مصادرته وتجييره الى خارج المدينة.
وتعتبر هذه المصادر أن لائحة الأحزاب تعاني من نقاط ضعف عدة، من بينها الخلاف على موقع نائب الرئيس، وأزمة الثقة الصامتة بين مكوّناتها، وخشية كل طرف من أن يلجأ شريكه الى تشطيبه لتحجيم قوته ربطاً بحسابات الانتخابات النيابية المقبلة.
في المقابل، تؤكد أوساط «التيار الوطني الحر» أن لائحة الأحزاب هي الأقوى وستنجح بالتأكيد، على الرغم من محاولات التشويش التي تتعرض لها من خلال استهدافها بالشائعات. وتتهم هذه الأوساط السيدة ميريام سكاف بأنها أعادت إدخال الرئيس سعد الحريري الى زحلة عبر النافذة، بعدما خرج منها من الباب، وتنفي ما يروّج له الخصوم حول تشطيب سيتم بين «التيار الحر» و «القوات» و «الكتائب»، وترى أن المعركة البلدية في زحلة ليست إنمائية فقط، بل اكتسبت بعداً سياسياً كذلك، كونها أصبحت معركة الاتفاق المسيحي في مواجهة المتضررين منه.
وفي سياق متصل، يؤكد مصدر مسؤول في «القوات اللبنانية» أن المصالحة مع «التيار الحر» انعكست تلقائياً على زحلة باعتبارها مدينة ذات أكثرية مسيحية، ويستغرب «المنطق الإقطاعي الذي يروّج له البعض على قاعدة محاولة اختزال زحلة واحتكار النطق باسمها، وصولا الى التعامل مع أبنائها كأنهم زبائن وأتباع، في حين ان الاحزاب التي يتم تصويرها كجسم غريب هي التي دافعت عن المدينة وقدمت التضحيات من أجلها عندما تعرّضت للتهديد، في وقت كان الآخرون يتموضعون في موقع آخر، لا يخفى على أحد».
ويشير المصدر الى أن الانتخابات البلدية معنية أساسا بالقرار الإنمائي، أما القرار السياسي فتحدده الانتخابات النيابية التي كانت نتائجها واضحة في المرة السابقة، وبالتالي لا مبرر للخلط بين الأمرين وللترويج بأن المرجعيات الحزبية تريد أن تهيمن سياسيا على زحلة عبر البلدية.
أما مؤيدو لائحة موسى فتوش (شقيق النائب نقولا فتوش)، فيجزمون بأن النجاح سيحالفها، ويرى أحد الناشطين في الحملة الانتخابية للائحة أن عنصر القوة الذي تستند اليه يكمن في مروحة الخدمات التي قُدمت الى أبناء زحلة على مدى عقود، وفي وقوف العائلات العريقة الى جانبها. ويستغرب «كيف أن سكاف تخوض معركتها باسم التصدي لمحاولة الأحزاب مصادرة قرار المدينة، في حين انها تتعاون مع «تيار المستقبل» الذي يقدم لها الدعم بأكثر من طريقة».
ويشدد داعمو لائحة فتوش على أنه «لا يحق لعون وجعجع تركيب مجلس بلدي بـ «الريموت كونترول»، عن بُعد، ومعطياتنا تفيد بأن التشطيب سيفعل فعله في صفوف تحالف الأحزاب». وتذهب شخصية متحمسة للائحة فتوش بعيدا في تحليلاتها، مؤكدة «ان هناك حرباً كونية على زحلة وأن السفارات الأميركية والفرنسية والسعودية دخلت على خط المعركة، لتنفيذ مشروع توطين النازحين السوريين في زحلة».
البقاع الأوسط
أتمت قرى البقاع الأوسط تحضيراتها لمعاركها المتنوعة على طول خط بلدياتها التي تشهد حرارة سياسية وعائلية وحزبية. تحت تسميات متنوعة تهرول بلديات البقاع الأوسط الى «حتفها البلدي» بكثير من التعصب العائلي والمذهبي والطائفي والحزبي والسياسي. وتكفلت المنافسات المحتدمة بحصول شرخ كبير بين العائلات، وحتى ضمن أبناء الحزب الواحد والبيت الواحد كما هي الحال في بلدة علي النهري حيث تتنافس لائحتان، الأولى تحظى بدعم التحالف الثنائي الشيعي ويرأسها الرئيس الحالي أحمد مصطفى المذبوح، وتواجهها لائحة اختارت إطلاق تسمية عائلات المقاومة على لائحتها التي يرأسها العميد المتقاعد محمد الفوعاني.
كما أدت هذه المنازلات الشرسة الى كسر التحالف الثنائي الشيعي في بلدتي حارة الفيكاني ورياق حيث يتواجه «حزب الله» و «حركة أمل» في لوائح متعددة في هاتين البلدتين. الحياد العلني يطبقه «تيار المستقبل» في مجدل عنجر وبر الياس وقب الياس وتعلبايا وبوارج ومكسة، أما في سعدنايل التي يطلق عليها بلدة العروبة، فتشهد تحركاً يقوم به زياد الحمصي ـ الذي اعترف بعمالته لإسرائيل وأدين من المحكمة العسكرية – لدعم إحدى اللوائح البلدية في مواجهة الرئيس الحالي خليل الشحيمي المدعوم ضمناً من «المستقبل».
وتحمل منازلة قب الياس نكهة طائفية، ومحورها لائحتان: الأولى يترأسها الرئيس الحالي الدكتور درغام توما الذي ينتمي الى الطائفة المسيحية، والثانية يترأسها جهاد المعلم الذي ينتمي الى الطائفة السنية. ولم تمنع علاقات توما الوثيقة مع «المستقبل»، إضافة الى البطاقة الشيوعية الحزبية التي يحملها المعلم، ارتفاع منسوب الخطاب المذهبي في هذه البلدة التي اعتادت على العيش المشترك.
وفي مجدل عنجر يختلف المسار البلدي في هذا الاستحقاق عما تشهده تقليدياً هذه البلدة التي اقتصر التنافس فيها سابقاً على عائلتي العجمي وياسين، أما اليوم فقد برزت مجموعة شبابية أطلقت على لائحتها اسم «الوسط».
عرسال.. والتحدي
تكتسب الانتخابات البلدية في عرسال نكهة خاصة، كونها تشكل فعل تحد في مواجهة الأمر الواقع الذي فرضه وجود المجموعات المسلحة التكفيرية في جرودها، امتداداً حتى تخومها، ما دفع وزير الداخلية الى اعتبارها «محتلة».
وفيما كان البعض يتخوف من تعذر إجراء الانتخابات في عرسال، نتيجة الظروف الأمنية المعروفة، تبدو البلدة منخرطة بحماسة في التحضيرات للاستحقاق البلدي، على وقع منافسة بين ثلاث لوائح: واحدة غير مكتملة برئاسة رئيس البلدية الحالي علي الحجيري واثنتين مكتملتين، ما يؤشر الى معركة من نوع آخر تلوح في الأفق، بعدما استتنزفت اعتداءات التكفيريين أبناء عرسال، على المستويات كافة، لا سيما الاقتصادية والاجتماعية منها. وقد جرى تحديد مراكز الاقتراع في النقاط الخاضعة لسيطرة الجيش، على أطراف عرسال.
ولئن كان الطابع العائلي يطغى على اللوائح، إلا أن ذلك لا ينفي أن هناك بطانة سياسية للمرشحين الذين يتوزعون بين «تيار المستقبل» الأقوى، و «الجماعة الإسلامية» والأحزاب العلمانية كالشيوعي والبعث والقومي. ويؤكد ناشطون في البلدة أن شريحة من أبناء عرسال تجد في الانتخابات البلدية فرصة لإحداث تغيير في تركيبة المجلس البلدي ومحاولة التخلص من عبء رئيسه الحالي علي الحجيري، الذي أدت مواقفه الى تداعيات على مصالح العراسلة، والعلاقة مع المحيط.
بعلبك
وفي بعلبك، تتنافس لائحتان، الأولى تضم «حزب الله» و «حركة أمل» إلى جانب البعث والقومي و «الأحباش» والناصريين والعائلات، والثانية يترأسها غالب ياغي وتقدم نفسها كبديل إنمائي من تجربة البلدية الحالية. وبينما يعتبر المواكبون للمشهد الانتخابي أن المعركة محسومة سلفاً بفارق كبير لتحالف القوى الحزبية، يشير آخرون إلى أن احتمال حدوث خرق ولو موضعياً يبقى وارداً. ومنعاً لأي استرخاء في صفوف الناخبين قد يستفيد منه الخصم، يؤكد مقربون من لائحة «أمل – الحزب» وحلفائهما أن المعركة سياسية وليست إنمائية فقط، مشيرين إلى أن اللائحة المضادة تحمل، ولو ضمناً، خيارات «14 آذار».
النهار
حمّى بيروت تتصاعد و”التيار” لا ينسحب 20 ألف أمني وعسكري لأمن الانتخابات
قبل ثلاثة أيام من بدء الانتخابات البلدية والاختيارية في جولتها الأولى الأحد المقبل والتي تشمل بيروت والبقاع، بدأت الحمى الانتخابية تتسع في شكل ملحوظ بحيث انحسر الى حدود بعيدة ضجيج الملفات السياسية باستثناء تلك المتصلة بالاستحقاق الانتخابي في ما يؤشر لتبدل المزاج العام واتجاه كل الاهتمامات الى المواقع المرشحة لان تشهد مبارزات انتخابية وفي مقدمها بيروت وزحلة في المقام الأول.
وقد أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أمس استكمال الاستعدادات النهائية لانطلاق الانتخابات التي توقع ان تكون “أهم انتخابات تجري منذ عقود” وتحدث عن قدرة أمنية على متابعتها في كل المناطق، موضحاً ان أكثر من 20 ألف عسكري وأمني سيتولون حماية مراكز الاقتراع ومحيطها وتأمين سلامة العمليات الانتخابية. وذكر باطلاق الوزارة “حملة الحراك البلدي طوال شهر أيار من أجل حض الناس على المشاركة في هذه الانتخابات” وقال إن لبنان سيعيش شهراً انتخابياً بامتياز اذ سينتخب نحو 1030 مجلساً بلدياً ونحو 3000 مختار بالاضافة الى الانتخاب النيابي الفرعي في جزين.
بيروت
ويمكن في ضوء المواقف والتحركات التي حصلت أمس استخلاص كون الائتلاف السياسي الواسع الذي ينضوي تحت لائحة “البيارتة ” قد ثبت اقدامه في ظل عدم انسحاب “التيار الوطني الحر” منه بعدما تم التوصل الى تسوية لمطلبه الحصول على العدد الأوفر من المخاتير في الأشرفية بين مختلف القوى المسيحية، وبذلك يكون هذا الائتلاف أمام الايام القليلة المتبقية قبل موعد الانتخابات في العاصمة أمام اختبار تحفيز الناخبين البيروتيين على الاقبال بكثافة على الاقتراع نظراً الى المخاوف التقليدية من نسبة المقترعين الخفيفة في بيروت. وتقول أوساط قوى سياسية وحزبية عدة يضمها الائتلاف ان الاتصالات تكثفت في الايام الاخيرة من اجل تحريك الماكينات الانتخابية للقوى المتحالفة بما سيترجم في الايام الثلاثة المقبلة كما في يوم الانتخابات في تعبئة واسعة منسقة سعياً الى توفير الكثافة التي يطمح اليها الائتلاف وتجنب التشطيب وقطع الطريق على احتمالات خرق اللائحة من اللوائح المنافسة وإن تكن هذه الاوساط تستبعد هذا الاحتمال.
ولاحظ الرئيس سعد الحريري الذي ينصرف الى تعبئة انتخابية كثيفة من خلال لقاءات “بيت الوسط” مع الوفود الشعبية وجولاته على مناطق في العاصمة ان “البعض يعتقد ان المعركة سياسية بحتة فيما هي معركة انمائية لتحسين العاصمة وتطويرها ولتوفير الخدمات الاساسية للمواطنين”. وقال: “سنحاسب كل من يسيء الى العاصمة ولن نتساهل معه وبيروت يجب الا تقع في مشكلة النفايات مجددا ويجب ان يكون لديها مصنع للتخلص من نفاياتها وان تكون شوارعها مضاءة والكهرباء متوافرة 24 ساعة. ودعا الى الاقتراع بكثافة لمصلحة لائحة “البيارتة كون هذه اللائحة القائمة على المناصفة تجسد العيش المشترك بين جميع مكونات العاصمة وتشكل قدوة لكل لبنان”.
وصرح رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل أمس في ما يعود الى موقف التيار من انتخابات بيروت: “اننا دخلنا فيها كما دخلنا في الحكومة. دخلنا في أماكن لدينا فيها قدرة على المراقبة وبالتالي إحداث تغيير معين. وسوف نرى أنه مع دخولنا في بلدية بيروت، سوف يخرج الصوت من داخلها على أيّ خطأ ممكن أن يحصل، تماماً كما نفعل في الحكومة”. وأشار الى “أمرٌ آخر نتحمل مسؤوليته جميعاً، وهو أن نتوحّد لتحقيق التغيير. جميعنا نريد التغيير، لذلك لا يمكن أحداً أن يريد التغيير وفي الوقت عينه يرفض الآخر. قلبنا مع الكثير من الناخبين ونحن إلى جانبهم، ونأمل أن يوفقهم الله، لكن التغيير يحتاج إلى جهد وتعاون. كما أنّ هناك أماكن لا يجب أن نسيّس فيها العمل البلدي، لأن العمل البلدي إنمائي، ولكن لا يمكننا في المقابل أن نرذل أو ننبذ أي دعم سياسي لهذا العمل البلدي كي يكون ناجحاً. فإذا كانت البلدية مدعومة من خلفية سياسية للوصول إلى موقع القرار، وكانت هذه الخلفية قوية وقادرة على تحقيق الإنماء الجامع، فهل يكون هذا الأمر جيّداً أم سيئاً؟ إذاً، رذل السياسة كما لو كانت تلوثاً للمجتمع ورفضها بهذا الشكل، لا يساعدنا ولا يساعد المجتمع المدني الذي نؤيده في الوصول، كما لا يساعد العمل الجامع لتحقيق التغيير الذي نطمح إليه جميعاً. نأمل أن نحقق اليوم تغييراً جزئياً، وصولاً إلى تطوير ثقافتنا الجامعة ونقوم بعد ستة أعوام بتغيير شامل”.
ويذكر في هذا السياق ان تطوراً برز عشية الانتخابات في بيروت يتصل بمسألة شاطئ الرملة البيضاء اذ وافق محافظ بيروت زياد شبيب على طلب وزير الاشغال العامة والنقل الرامي الى منع بيع الاملاك البحرية الكائنة على شاطئ الرملة البيضاء باعتبار ان الاملاك العامة لا تباع ولا تكتسب ملكيتها بمرور الزمن بموجب قانون الاملاك العمومية وطلب من وزارة الاشغال المبادرة بالسرعة اللازمة الى تحديد حدود الاملاك العامة المذكورة ومباشرة هذه العملية عبر اللجنة التي يرأسها مهندس من الوزارة وتضم مندوباً عن وزارة المال وعضواً بلدياً.
ومن المتوقع ان يتناول الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الاستحقاق الانتخابي أيضاً ضمن مجموعة ملفات داخلية واقليمية في كلمة يلقيها عصر غد في احتفال لـ”هيئة دعم المقاومة الاسلامية”. ووصل ليل أمس الى بيروت مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية علي أكبر ولايتي في زيارة لبيروت يلتقي خلالها رئيس الوزراء تمّام سلام ومسؤولين والسيد نصرالله.
جونية
وقبل أقل من أسبوعين من موعد الانتخابات في جبل لبنان لا تزال تطورات المعركة الانتخابية في جونية في واجهة الاهتمامات إذ سجل أمس تطور بدا مهدداً للتحالف بين اللائحتين المدعومتين من كل من رئيس مؤسسة الانتشار الماروني نعمة افرام من جهة والنائبين السابقين فريد هيكل الخازن ومنصور غانم البون من جهة اخرى في مواجهة اللائحة المدعومة من “التيار الوطني الحر”. وإذ أعلن ارجاء اعلان لائحة التوافق بين الفريقين إفساحاً في المجال لمزيد من المشاورات، بدا ان فشل المساعي كاد يؤدي الى تكريس ثلاث لوائح على ان ترأس لائحة افرام المستقلة ماريتا افرام. لكن المشاورات التي تسارعت أدت ليلاً الى اعادة تعويم التوافق على دمج اللائحتين على ان تكون اللائحة الموحدة برئاسة فؤاد البواري المدعوم من البون والخازن ويكون فادي فياض المدعوم من افرام نائباً للرئيس.
مجلس الوزراء
على الصعيد السياسي، تعقد الجلسة العادية لمجلس الوزراء في الرابعة عصر اليوم في السرايا خلافاً لما ورد في “النهار” امس بسبب إلتباس لدى مصادر وزارية حول موعدها، وستشهد الجلسة نقاشاً ضمن بنودها الـ 165 في شأن الاعتمادات التي ستنقل الى وزارة الصحة ومنها مخصصات المستشفيات. كما توقعت المصادر تجدد الجدل في شأن أزمة جهاز أمن الدولة في ضوء معلومات تفيد أن إتصالات رئيس الوزراء تمّام سلام على هذا الصعيد لم تتوصل الى أية نتيجة.
الاخبار
سكاف تتجاوز الفخاخ: القوات الخاسر الوحيد في زحلة
غسان سعود
تكتفي «الأحزاب» في زحلة حتى الآن بمكبّرات الصوت في سيارات مركونة عند مفارق الطرقات تنشر الفكر الحزبيّ والعقيدة، معولة على تأييد الناخبين لتوجهاتها السياسية «العليا»، فيما تزور رئيسة الكتلة الشعبية ميريم سكاف الناخبين حيّاً حيّاً، وبيتاً بيتاً، لتضمن أوسع التفاف ممكن حول «الأمانة».
بالأسود والأبيض، كانت المنازل المحيطة بالطريق، في حيّ الميدان، صغيرة وتعدّ على الأصابع، فيما يقطع عشرات الأهالي وخروف الطريق في انتظار «البيك» الذي تنبئ أجراس كنائس الحيّ باقتراب وصوله.
يصل بمرسيدس موديل العام (1968)، فيبدأون التدافع حتى يكاد الخروف يموت اختناقاً لا ذبحاً، فيما «البيك» يتقن لعبة الكاميرات فيختار أحد المتفرجين عن بعد ليلوّح له. بالأبيض والأسود، «البيك» هو جوزف طعمة سكاف. بالرماديّ هو إيلي جوزف سكاف. وأمس كانت الصورة ملونة تحل فيها مكبرات الصوت محل فرقة الزفة، وأعلام الكتلة الشعبية محل الكوفيات، والهواتف الخلوية محل المسابح، ومكعبات باطون بشعة محل البيوت الصغيرة، فيما أحفاد الأهالي أنفسهم وخروف يرتعش مما ينتظره، يترقبون وصول المرسيدس الجديدة.
تصل ميريم سكاف وتشق طريقها وسط المؤيدين صوب منزل أحد المرشحين على لائحتها، حيث اجتمع بعض أهالي حيّه والأقرباء وسائر أعضاء اللائحة والمخاتير. الكل يريد «سلفي» مع «الست»، و»الست» تريد أن يعلق في ذهن الكل، أولاً أن القوات والعونيين هم من يريدون إلغاء الكتلة الشعبية لا العكس، ووجوب تكريس انهزام «معمل الموت» في صناديق الاقتراع ثانياً. تكرر ذلك منزلاً تلو منزل ومكتباً تلو مكتب من المكاتب الانتخابية للكتلة الشعبية. تتصرف كأنها في بيتها، سواء في بيوت الزحليين أو في مكاتب كتلتها، مذكرة الزحليين بالقول والفعل بالفارق الخدماتيّ والإنساني الشاسع بين تأييد من يعرفهم ويعرفونه أباً عن جد، وتأييد أحزاب هم مجرد أرقام في حساباتها. من يسبق سكاف بخطوة لمراقبتها، يلاحظ موازنتها بين الخطاب العاطفيّ المتعلق بإرث «حبيب قلبكم إيلي» وهجومها في ما خص «حرب الإلغاء» بدل الدفاع، على نحو يؤثر بأنصارها ويشدّ عصبهم، فيما الغريب هو تلك القدرة الاستثنائية التي يتوارثها جينياً أبناء البيوتات السياسية على حفظ الوجوه والأسماء وربط الأشخاص بعضهم ببعض. جينياً أيضاً، يتوارثون القدرة على التبسم للجميع والشد على أياديهم والقول لهم: «نحن هنا. لا تعتلوا هم شيء»، وتربيت الأكتاف مرددين: «كل اتكالنا عليك»، وإيصال من يهمهم أمرهم إلى الباب الخارجيّ، والانزواء بمن يعانون مشكلة ما حتى لا يسمع كل الموجودين ما يريدونه، وغيرها الكثير من أدوات سحر الناخبين التي لا يعرف الحزبيون الشاحبون دوماً حجم تأثيرها. علماً أن جولات سكاف اليومية التي تبدأ عند السادسة عصراً وتنتهي قرابة منتصف الليل تواجه بسيارات لمناصري القوات اللبنانية مزودة بمكبرات صوت تركن عند مفارق الطرقات ويجتمع حولها بضعة شبان يرددون مع الكاسيت أغنياته.
ولا شك أن عامل القوة الرئيسي بالنسبة إلى سكاف هو أداء منافسيها، من التفاصيل الصغيرة مثل تربيتة الكتف وطمأنة الناخبين إلى وجودها قربهم في الحالات الطارئة، إلى التهاء الأحزاب بتقاسم الحصص بدل شبك أياديها وتحويل الاستحقاق الانتخابي إلى استفتاء شعبيّ عارم ومناسبة لإقفال دكاكين كثيرة وتحقيق نقلة تمثيلية نوعية. فحضور القوات والعونيين في زحلة كان يسمح لهم بتحويل المدينة منذ أكثر من أسبوعين إلى مهرجان سياسي متواصل يطلبون فيه جردة حساب كاملة بما قدمته البيوتات السياسية للمدينة بدل أن يطأطئوا رؤوسهم خجلاً حين تسأل سكاف عمّا قدمه نواب القوات والكتائب للمدينة؛ وكان يمكنهم اختيار حزبي من بينهم لخوض المعركة فيسأل عمّا قدمته المجالس البلدية المتعاقبة التي تدين جميعها بالولاء لسكاف، لكنهم اختاروا خوضها برئيس سابق للمجلس البلديّ لا يتحملون هم وزر تقصيره في ولايتين متتاليتين. ولم تكتف الأحزاب بتحميل نفسها ذنوب أسعد زغيب وخطاياه، بل «تعمشقت» بالنائب نقولا فتوش من جهة وتيار المستقبل من جهة أخرى. وقد عطل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، كل محاولات التحريض على تنسيق سكاف والمستقبل حين زار الحريري أخيراً، ولم ينف ما سرب عن مضمون اللقاء لناحية مطالبته عبثاً بالتنسيق في زحلة.
المستقبل يلتزم لائحة سكاف «زي ما هيّ» وحزب الله سيشكل لائحة خاصة به
والمدينة قرية كبيرة يعرف أبناؤها بعضهم البعض، ويعرفون بالتالي أن المرشح عن المقعد الشيعي على لائحة سكاف لا علاقة له من قريب أو بعيد بحزب الله كما يشيع خصوم الكتلة الشعبية، فهو شقيق أحد أبرز الموظفين في ماكينة سكاف منذ أكثر من خمس سنوات. وفي جردة سريعة يمكن القول إن الكتلة تجاوزت حتى الآن مجموعة فخاخ: أولاً حين أجرت رئيستها الترتيبات اللازمة لتطل في حفل إعلان اللائحة محاطة بميشال سكاف وغيره ممن كان يراهن خصوم الكتلة على شقهم لصفوفها. ثانياً حين عجز خصومها عن توفير غطاء كاثوليكي يتيح لهم التشكيك بكاثوليكية ميريم، وقد انطفأ هذا الحديث سريعاً في المدينة. وثالثاً حين ردت على مخونيها بحجة تحالفها مع حزب الله وتيار المستقبل، فيما ترفض التحالف مع القوات والعونيين بأنها لا تستطيع مطالبة الحزب أو المستقبل أو غيرهما بعدم التصويت للائحتها، لكن لا يوجد تحالف رسمي مع أي منهما، وإذا رغب العونيون والقوات في التصويت بالطريقة نفسها للائحة فأهلاً وسهلاً، علماً أن لائحة الكتلة تضم محبين لعون وجعجع وحزب لله والمستقبل.
في الحسابات الانتخابية التي تضجّ بها الماكينات، هناك شبه إجماع على امتلاك العونيين والقوات نفوذاً كبيراً يمكن في حال دخول عون وجعجع مباشرة على خط التعبئة أن يسمح للائحة زغيب بالتقدم على الكتلة الشعبية في الأقلام المسيحية بنحو ألف أو ألف وخمسمئة صوت. لكن مشكلة القوات تكمن في الأقلام المسلمة حيث ستتقدم لائحة الكتلة الشعبية على خصومها بنحو أربعة آلاف صوت.
واحتساب الفارق يحتم تقدم «الكتلة» في نهاية اليوم الانتخابيّ بأكثر من ألفي صوت. علماً أن تيار المستقبل يلتزم لائحة سكاف «زي ما هيّ» فيما يرجح تشكيل حزب الله لائحة خاصة به تضم أكثر من عشرة مرشحين من الكتلة الشعبية، ومرشحي التيار الوطني الحر الثلاثة، ورئيس اللائحة الثالثة موسى فتوش. كذلك سيحصل العونيون على أصوات المؤيدين للنائب نقولا فتوش. وفي الحسابات الأولية، يتبين بالتالي أن العونيين سيحصلون على أصواتهم إضافة إلى أصوات القوات وفتوش وحزب الله، فيما سيخسر أربعة أو خمسة مرشحين من لائحة سكاف أصوات حزب الله. وبالتالي إن التزام لائحة زغيب التصويت للعونيين يمكن أن يسمح لهم باختراق لائحة الكتلة، لكن الأخبار المتداولة لا يفترض أن تطمئن العونيين. وبدوره يبدو رهان فتوش الذي يتجنب المقابلات الصحافية مفضلاً التواصل المباشر مع الناخبين على اختراق اللائحة بعيد المنال، فحظوظه أقل من حظوظ العونيين: العونيون لديهم ــــ مرة أخرى ــــ أصواتهم وأصوات القوات وحزب الله وفتوش، فيما فتوش لديه أصواته وأصوات العونيين والحزب فقط من دون القوات. ولا شك أن اختراق العونيين لائحة سكاف لن يغير من أهمية انتصار الكتلة الشعبية، فيما سيكون الخاسر الوحيد هو القوات اللبنانية.
البناء
تهدئة 48 ساعة في حلب لتحسم واشنطن أمرها بين تجديد الهدنة أو سقوطها
موسكو رفضت أي تعديل لضمّ «النصرة»… ومتمسكة بإنهاء الكانتون التركي
نصرالله غداً والعين على البث المباشر… والبلديات بلا سياسة مع التفاهمات
كتب المحرر السياسي
قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف عن التردّد الأميركي في الوفاء بمقتضيات التفاهمات حول سورية، وعن التوغل التركي وإقامة كانتون داخل الحدود السورية تحرسه التنظيمات الإرهابية، ما يحدّد بوضوح معنى التفاهم الروسي الأميركي على نظام تهدئة لثمانٍ وأربعين ساعة في حلب، وليس العودة لأحكام الهدنة التي تبدو عربتها معطلة في كل سورية، عند عقدة جبهة النصرة، وعقدة عجز حكومتي الرياض وأنقرة ومَن معهما في سورية عن السير بمقتضيات الهدنة السياسية والعسكرية، سواء لجهة تحييد الرئاسة عن جدول المسار السياسي حتى تحسمه انتخابات مقبلة، أو تحييد جبهة النصرة عن مقتضيات وأحكام الهدنة وإلغاء كل تداخل معها.
قال لافروف إن روسيا مصمّمة على حماية الهدنة وفق أحكامها، كما هي مصمّمة على مسار العملية السياسية وفقاً للتفاهمات، وإن لا مكان لتركيا في سورية، وإن الكيل قد طفح مع التدخل التركي وما يحظى به من دلال ورضوخ للابتزاز كان آخره الذعر الأوروبي من مشهد حرب حلب التي فجّرها الرئيس التركي ورضخ له الأوروبيون، ورفعوا كل شروطهم على الحكومة التركية بسرعة، خصوصاً ما يطال الإفراج عن الصحافيين، ونال أردوغان جائزة حريقه لحلب برفع التأشيرة عن الأتراك.
قال لافروف إن نظيره الأميركي جون كيري سأله إمكانية التدرج في تطبيق أحكام الهدنة وامتصاص الأزمة الراهنة بقبول شمول الهدنة لجبهة النصرة، كاشفاً بذلك عن مسعى الأميركي للتراجع عن تصنيف النصرة إرهاباً، مؤكداً أن الطلب قوبل بالرفض المطلق، لأنه نسف لكل مفاهيم الحرب على الإرهاب، وقبول ضمني بتقسيم سورية ومنح تركيا كانتوناً تحرسه جبهة النصرة، التي ستصير شريكاً ولو من خارج الطاولة في جنيف يفرض جدول الأعمال ويحدّد المقبول والمرفوض وروسيا لم تأت إلى سورية لتتوّج مساعيها بهذه النتيجة، بل لمنع وقوعها، وجاءت كلمة المبعوث الروسي في مجلس الأمن فيتالي تشوركين رداً على الكلمات التي أدلى بها مندوبو فرنسا وبريطانيا، لتحسم موقف روسيا بالتمسك باستثناء النصرة ومَن معها من أحكام الهدنة، والدعوة للضغط على تركيا لوقف دعمها المفتوح للتنظيمات الإرهابية.
نظام التهدئة ليومين سيمنح الحلبيين فرصة محدودة لالتقاط أنفاسهم، ولو تم تمديد المهلة ليومين إضافيين ومرة أو مرتين، فالذي جرى ويجري من مفاوضات حول مستقبل الهدنة والمسار السياسي في جنيف يبدو مصيرياً وحاسماً، سيتقرّر بنتيجته انهيار مسارَي الهدنة وجنيف، والعودة إلى ما كان عليه الوضع قبلهما من مواجهة مفتوحة، بين الجيش السوري وحلفائه من جهة والثنائي السعودي التركي ومَن معه من جهة مقابلة، أو استلحاق أميركي لتطبيق التفاهمات وفي قلبها مطالبة تركيا بإقفال الحدود مع سورية، ودعوة جماعة الرياض للعودة إلى جنيف وانسحاب من يتبع لها من الجماعات المسلحة من مناطق سيطرة جبهة النصرة.
في قلب هذا التصعيد الذي تشهده سورية، يسير التفاوض اليمني في الكويت نحو العودة إلى القضايا الرئيسية بعد اضطرار وفد جماعة منصور هادي للتراجع عن مقاطعة المفاوضات المباشرة، وتبدو الأيام المقبلة حاسمة في بلورة نتائج التفاوض على تشكيل لجان المسارات الثلاثة، الأمنية والعسكرية والسياسية.
لبنانياً، تطغى هموم الانتخابات البلدية على المشهد السياسي، حيث التفاهمات تتكفل بحرمان الانتخابات من حيوية التنافس وقياس الأحجام والأوزان التي كانت ستتيحها أي انتخابات تنافسية، وفيما عدا بلدات لا يزيد عددها عن عدد اصابع اليد الواحدة تبدو التفاهمات سيدة الموقف في البلديات ذات المغزى السياسي والوزن الشعبي بينما تنتظر ملفات كثيرة للأسبوع المقبل في طليعتها مناقشة قوانين الانتخاب في اللجان النيابية، ومسار الفضائح في ملف الإنترنت، الذي تعذّر فيه على القضاء الاستماع لمدير عام أوجيرو عبد المنعم يوسف لوجود لافت خارج البلاد.
وسط هذه التطورات الإقليمية والمحلية، تتجه الأنظار لإطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، غداً الجمعة، للمرة الأولى بعد حظر بث قناة «المنار» على القمر «نايل سات» والترقب الذي سيرافق إطلالته لمعرفة ما هي الشاشات التي ستقوم بالنقل المباشر للكلمة وتصدق بإعلان التزامها مع المقاومة وقائدها.
«كوما» الانتخابات البلدية
دخلت البلاد في «كوما» الانتخابات البلدية التي حجبت الأنظار عن الاستحقاقات السياسية لا سيما الرئاسي منها وقانون الانتخابات النيابية في ظل احتدام التنافس بين اللوائح الانتخابية، حيث ستشهد كلاً من بيروت وزحلة معارك ساخنة. وبينما بقيت المعلومات متضاربة حول موقف التيار الوطني الحر بشأن مشاركته في لائحة «البيارتة» التوافقية في بيروت أو الانسحاب منها، حُسم الأمر في زحلة التي ستشهد معركة حامية بين ثلاث لوائح.
سليم عون لـ«البناء»: الانتخابات ترجمة للتوافق
وقال النائب السابق سليم عون لـ«البناء» إنّ «المشهد الانتخابي بات واضحاً ومحسوماً في زحلة باتجاه المعركة بين ثلاث لوائح ولم يبق مجال للتوافق»، وموضحاً أن «لائحة التحالف بين التيار والقوات والكتائب هي اللائحة الأقوى في المدينة، لكنها ليست ضدّ اللوائح الأخرى بل المعركة تنافسية ديمقراطية».
وشدّد عون على أنّ «لائحة تحالف التيار والقوات والكتائب مكوّنة من عائلات تنتمي الى أحزاب، لكن المعركة في السياسة هي ترجمة التوافق المسيحي في الإنماء، وهي امتحان واختبار لتحالف التيار القوات في الوقت نفسه»، ومتوقعاً أنّ «يتمّ الالتزام الكامل باللائحة من قبل الطرفين»، موضحاً أنّ «رئيس اللائحة إضافة الى نصف اللائحة ينتمون الى العائلات التي قدّمت التضحيات في المدينة وهذه العائلات تنتمي الى أحزاب ومنها التيار الوطني الحر، وبالتالي الخيار الأول في الانتخابات هو للعائلات».
وعلمت «البناء» من مصادر زحلاوية أنّ «السبب الذي عرقل التوافق في المدينة بين تحالف الأحزاب المسيحية الثلاثة واللائحة المدعومة من السيدة ميريام سكاف ليس الخلاف السياسي بين التيار وآل سكاف، بل تحالف سكاف مع بعض الأطراف الخارجة عن المدينة لا سيما تيار المستقبل».
وقالت مصادر عونية معنية بالملف الانتخابي لـ«البناء» إنه «إذا لم يتمّ التوافق على صعيد المخاتير بين التيار والقوات في بيروت سيتّجه التيار إلى سحب مرشحه من لائحة البيارتة المدعومة من تيار المستقبل وستذهب أصوات التيار في هذه الحالة الى لائحة حملة بيروت مدينتي». وشدّدت المصادر على أنّ «التيار سيخوض الانتخابات البلدية في كلّ المناطق اللبنانية وسيكون التركيز على محافظة جبل لبنان وأن رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون يدير معركة المتن بشكلٍ مباشر».
حردان: الأولوية مواجهة الإرهاب
وأكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان أنّ «الأولوية الوطنية هي مواجهة الإرهاب بكلّ صنوفه ومسمّياته، لأنّ الإرهاب يشكل خطراً على مصيرنا ومستقبلنا وعلى أمن بلدنا واستقراره، وعلينا جميعاً أن نقف إلى جانب المؤسسات العسكرية والأمنية التي تحارب هذا الإرهاب».
وخلال استقباله في دارته في راشيا الفخار وفوداً شعبية وحزبية وفاعليات ورجال دين وهيئات بلدية واختيارية هنّأته بعيد الفصح المجيد، شدّد حردان على أنّ الانتخابات البلدية والاختيارية استحقاق إنمائي بامتياز، والبلدية هي مؤسسة إنمائية وليست سياسية، وقال: «إذا كان التنافس الديمقراطي في الانتخابات البلدية من أجل الإنماء أمراً مشروعاً، فإنّ التوافق على تحقيق الإنماء أكثر مشروعية، خصوصاً في هذه الظروف الصعبة».
المشنوق: سنؤمّن سلامة العملية الانتخابية
وأكد وزير الداخلية نهاد المشنوق أن «أكثر من 20 ألف عنصر عسكري وأمني سيشاركون في كل مرحلة انتخابية لحماية مراكز الاقتراع ومحيطها وتأمين سلامة العملية الانتخابية». وخلال مؤتمر صحافي إثر ترؤّسه اجتماعين، إداري للمحافظين والقائمقامين، وأمني لمجلس الأمن المركزي، خصّصا للبحث في آخر الاستعدادات لتأمين سير الانتخابات وسلامتها، أعلن المشنوق أن الوزارة أطلقت حملة «الحراك البلدي» عبر الإذاعات ومحطات التلفزة والطرق ومواقع التواصل الاجتماعي وتستمرّ طوالَ شهر أيّار، لحثّ الناس على المشاركة، مؤكداً أنه لقي الدعم التام من رئيس المجلس النيابي نبيه بري لإجراء الانتخابات البلدية، على رغم كل الحديث عن إلغائها وتأجيلها». وعن الانتخابات في بلدة عرسال، أوضح المشنوق أن «مراكز الاقتراع ستكون في مراكز الجيش الموجودة في البلدة او الملاصقة لها، وهذه الطريقة الأكثر أماناً كما يمكن نقل المواطنين الى قرية أخرى للانتخاب تحت إشراف الجيش».
جلسة رئاسية وأخرى للجان المشتركة
وإذ غاب لقاء الأربعاء، بسبب إجازة خاصة للرئيس بري الى إحدى الدول الاوروبية، دعا بري أمس اللجان النيابية المشتركة للاجتماع الإثنين المقبل في 9 أيار لاستكمال البحث في الصيغ الأربع لقانون الانتخابات النيابية، كما دعا بري الى جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية الثلاثاء العاشر من الشهر الحالي.
قزي لـ«البناء»: لا حلّ في أمن الدولة
وينعقد مجلس الوزراء اليوم في جلسة عادية لاستكمال البحث في بنود جدول الأعمال والتي تصل الى 165 بنداً على أن يطرح ملف جهاز أمن الدولة من خارج جدول الأعمال. وأشار وزير العمل سجعان قزي لـ«البناء» الى أنه طرح منذ شهر حلاً لأزمة الجهاز على قاعدة الفصل بين المعاملات المالية المخصّصة للجهاز وبين الوضع في قيادة الجهاز، لكن لم يأخذ مجلس الوزراء بهذا الحل، وأكد قزي أن الوضع «لا يزال على حاله ولم نصل الى حلّ بعد». ولفت إلى أنّ «وزراء الكتائب سيصرّون خلال الجلسة على رفض حرمان الجهاز من حقوقه».
..وجلسة للاتصالات
كما تعقد اليوم لجنة الاتصالات النيابية جلسة للاطلاع على آخر ما توصلت اليه التحقيقات الأمنية والقضائية في فضيحة الإنترنت غير الشرعي. وفي السياق، باشر قاضي التحقيق في بيروت فادي العنيسي تحقيقاته في ملف «الغوغل كاش»، فاستجوب الموقوف المدعى عليه توفيق حيسو، وأصدر مذكرة وجاهية بتوقيفه. وفي الملف نفسه تابع قاضي التحقيق في جبل لبنان رامي عبدالله تحقيقاته، فيما لم يحضر الى الجلسة التي استُدعي اليها أمس، المدير العام لهيئة «اوجيرو» عبد المنعم يوسف، وعاد التبليغ لأنه في إجازة وخارج البلاد. وأرجئت الجلسة إلى الحادي عشر من الحالي.
ولاحقاً أصدر المكتب الإعلامي لهيئة «أوجيرو» بياناً، أكد خلاله أن مدير عام الهيئة في إجازة إدارية وصحية خارج الأراضي اللبنانية، بعلم وموافقة وزير الاتصالات.
الملف سيُطوى
وقال مصدر وزاري لـ«البناء» إنّ «التحقيقات بشأن فضيحة الإنترنت لن تصل الى أيّ نتيجة ولن تُكشف الرؤوس الكبيرة المتورطة بل ستقتصر على بعض المتورّطين الصغار ويطوى الملف». وأضاف المصدر أن «كشف المتورطين لا يحتاج الى كل هذه الجلسات للجان والتصاريح والتحقيقات التي لن تصل الى نتيجة، لأن كل قطاع يدر الأموال الطائلة كقطاع الاتصالات لن تصل يد القضاء الى الفساد والفاسدين ولن يحاسبوا وبالتالي لا يصل الملف الى النهاية».
اللواء
الحريري: النفايات لن تعود إلى بيروت.. والحل بانتخاب الرئيس
تقاسم حزبي مسيحي لـ 40 مختاراً في الأشرفية.. وفتوى لحزب الله بإنتخاب لوائحه
اتخذت كل الإجراءات الإدارية والأمنية واللوجستية لاجراء الجولة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية، كاستحقاق ديمقراطي وحاجة إنمائية، في حين تبدو الطبقة السياسية على مرأى السفراء، وفي ظل سهر الأجهزة الأمنية اللبنانية، معنية، على الرغم من خلافاتها وتباين أجندة كل منها، بانجاح هذا الاستحقاق، بمعزل عن النتائج السياسية التي يحملها أو الآثار التي تترتب عليها، لجهة احتمالات مسارات الوضع السياسي، سواء في ما خص قانون الانتخاب الذي تنهمك الكتل في إنجاز واحد أو اثنين من المشاريع لطرحها على الجلسة التشريعية لتشريع الضرورة، أو تفعيل عمل الحكومة، فضلاً عن الاستحقاق الرئاسي الذي من المؤكد ان الانتخابات البلدية ستنتهي بمؤشرات حول حجم القوى السياسية، فهي اما تثبت نظرية المرشح القوي، أو تجعل تداول مثل هذا التعبير في غير محله.
وفي هذا السياق، رأى الرئيس سعد الحريري الذي واصل جولاته لدعم «لائحة البيارتة» في احياء العاصمة، وكانت له محطة في محلة الملا – الزيدانية، حيث التقى فاعليات المنطقة في منزل عمر موصللي، ان سبب الشلل الاقتصادي والتجاري هو الوضع السياسي، كاشفاً خلال لقائه جمعية تجار بيروت انه ناقش مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع انتخاب رئيس جديد للجمهورية، معتبراً ان انتخاب الرئيس يؤدي إلى تأليف حكومة جديدة، وسيشهد البلد تحسناً وتنشأ أجواء مؤاتية لكل القطاعات، مما سيؤدي إلى عودة المستثمرين والخليجيين إلى لبنان، معرباً عن أمله في ان تشكّل الانتخابات البلدية حافزاً لتأكيد استمرارية الحياة الديمقراطية، ومن ثم انتخاب رئيس جديد للجمهورية، معتبراً ان انخفاض فاتورة الفيول يمكن ان يؤدي الى تشغيل معامل توليد الكهرباء وتوفير مبلغ مليار دولار لصرفه على تلبية احتياجات المواطنين والاهتمام بالبنى التحتية.
وفي لقاء مع قطاع المهن الحرة في تيّار «المستقبل» وعائلات بيروتية، أعلن الرئيس الحريري تصميمه على الدفاع عن مبدأ الإنماء في بيروت، ويجب الا تقع مجدداً في مشكلة النفايات، وأن تكون شوارعها مضاءة بالطاقة الشمسية، والكهرباء متوفرة 24 على 24 ساعة، داعياً للاقتراع بكثافة للائحة «البيارتة» التي كشف رئيسها جمال عيتاني ان برنامجها انمائي بالدرجة الأولى، سواء في ما خص البنى التحتية أو مداخل السيّارات عند مداخل العاصمة، واعتماد باصات النقل لتخفيف عبء السير عن العاصمة، فضلاً عن إقامة محرقة للنفايات ومعمل لتوليد الكهرباء وتسهيل معاملات المواطنين.
ومع الحراك البلدي الذي يشغل لبنان من اقصاه إلى أقصاه، تركزت الاتصالات مع التيار العوني على تجاوز عقدة المخاتير، وعدم تعريض لائحة التوافق للاهتزاز أو الخرق أو الإخلال بالمناصفة، وفتح الباب امام التشطيب.
وعلمت «اللواء» أن فريق «القوات اللبنانية» يتولى مفاوضة «التيار العوني» لإيجاد مخرج لعقدة مخاتير الأشرفية، حيث، وحتى ساعة متأخرة من ليل أمس، لم يكن قد حسم بعد الخلاف حول المطالب العونية.
وأشار الوزير السابق والقيادي في التيار العوني ماريو عون إلى أن النية تتجه إلى الحلول، رافضاً الخوض في التقدم الحاصل، تاركاً النتائج للساعات المقبلة، حيث ينهي الوزير السابق نقولا صحناوي مفاوضاته، متخوفاً من دخول الشيطان في تفاصيل اللحظة الأخيرة.
وليلاً كشف أن اتفاقاً تمّ على تقاسم 40 مختاراً في الأشرفية موزعة على النحو التالي: 10 لحزب الطاشناق، 6 للقوات اللبنانية، 6 للتيار العوني، 5 لحزب الكتائب و4 للوزير ميشال فرعون والباقي للعائلات.
بلدية زحلة
بقاعاً، استأثر التعميم الداخلي الصادر عن الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، في ما خص الانتخابات البلدية، والذي نقله وزير الصناعة حسين الحاج حسن الى الماكينة الانتخابية والقواعد الشعبية بردود فعل ونقاش، على مواقع التواصل الاجتماعي، في حين وصفه الحاج حسن بأنه طبيعي لأن أي حزب يمارس عمله عبر انضباط محازبيه. وغداً، من المتوقع أن يتطرق السيّد نصر الله للانتخابات البلدية، في الكلمة التي سيلقيها عند الخامسة عصراً، عبر شاشة «المنار»، وفي احتفال هيئة دعم المقاومة الاسلامية، من زاوية التطورات السياسية.
وبالنسبة إلى زحلة، استأثر تعليق المرشح الشيعي من لائحة إنماء زحلة عضويته بالاتصالات لإعادته إلى المشاركة، وسط احتدام الحملات بين اللوائح الثلاث مع ميل ثابت للناخبين الشيعة والسنّة للتصويت للائحة المدعومة من رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف.
وأعلن حزب الله لوائحه في بلدات الضاحية الجنوبية، والغبيري، وبرج البراجنة وحارة حريك والليلكي وحي السلّم والحدث، وذلك بالائتلاف مع حركة «أمل» والتيار الوطني الحر.
تعميم مصرف لبنان
مالياً، أصدر مصرف لبنان تعميماً، ضمنه تعليمات صارمة إلى المصارف اللبنانية، لجهة كيفية التعامل مع القانون الأميركي والمراسيم التطبيقية الخاصة به وذلك لمنع ولوج حزب الله إلى المؤسسات المالية الأجنبية وغيرها من المؤسسات.
المصدر: صحف