قبل أيّام على موعد الإنتخابات الرئاسيّة الفرنسيّة المقررة جولتها الأولى في الـ23 من الشهر الجاري، يتبدّل المزاج الشعبي الفرنسي على وقع التطورات والفضائح الماليّة. مرشح اليمين فرانسوا فيون تراجع بشكل ملحوظ، مقابل تقدم مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، وعودة مرشح اليسار “جان لوك ميلنشون” بقوة الى سباق الرئاسة.
آخر الاستطلاعات حول نوايا التصويت للدورة الاولى من الانتخابات جاءت على الشكل التالي:
_ 26% لمرشحة اليمين المتطرف “الجبهة الوطنية” مارين لوبان.
_ 24% للمرشح الإقتصادي المستقل إيمانويل ماكرون.
_ 20% لمرشح يمين الوسط فرانسوا فيون.
_ 14% لمرشح اليسار “فرنسا العاصية” جان لوك ميلانشون.
التقدم الكبير لمرشح أقصى اليسار ميلانشون في استطلاعات الراي، كان محط إهتمام للعديد من المراقبين ووسائل الاعلام الفرنسيّة، وتمّ ربط هذا الأمر الى قدرة ميلانشون الخطابية الكبيرة، ومشروعه الانتخابي الذي يلاقي قبولا واسعا من قبل المزارعين والعمال في فرنسا. ولم يستبعد مراقبون ووسائل إعلام إمكانية وصول ميلانشون الى الجولة الثانية من الإنتخابات، إذا ما استمرت الفضائح بحق مرشحي اليمين على حالها، وارتكاب ماكرون أخطاء خلال الايام المتبقية.
الإستطلاعات الأخيرة في فرنسا بيّنت أيضا فرضيتين يمكن أن تحصلا في الجولة الثانية من الإنتخابات:
1_ وصول “إيمانويل ماكرون” و”مارين لوبان” الى الجولة الثانية من الإنتخابات، وفيها سيحصل ماكرون على 62% من اصوات الفرنسيين ويصل الى الاليزيه، فيما تحصل لوبان على 38% من إجمالي الاصوات.
2_ وصول مرشح يمين الوسط “فرانسوا فيون” و”مارين لوبان” الى الجولة الثانية من الإنتخابات، وفيها سيحصل فيون على 57% من الأصوات، مقابل 43% للوبان.
وتظهر هذه الاستطلاعات تبدلا كبيرا في المزاج الفرنسي، فالمعارك الانتخابية كانت تنقسم خلال السنوات الماضية بين يمين “وسط” ويسار “وسط”، اما اليوم فدخل اليمين المتطرف بقوة كبيرة على الخط، كما ظهر اقصى اليسار ومرشحون مستقلون “ماكرون” مدعومون من المصارف والاقتصاديين وسياسيين، وهو ما يؤشر الى تبدل بالحياة والتحالفات السياسية في فرنسا، وبالتالي سيكون له تأثير كبير على العلاقات الفرنسية مع الاتحاد الاوروبي والعالم.
هذا وحذّرت بعض الصحف الفرنسيّة المرشح المستقل إيمانويل ماكرون من ارتكاب خطأ يمكن ان يخرجه من السباق الى الاليزيه، على غرار ما حصل مع رئيس الوزراء الاسبق إدوار بالادور الذي كانت حظوظه كبيرة في للوصول الى الرئاسة الفرنسية في وقت من الأوقات، ولكن اعلانه الترشح الرسمي للرئاسة كان من مقر رئاسة الوزراء الفرنسيّة، وكان هذا خطأ كبير وقتها على اعتبار ان موقع رئاسة الوزراء له رمزية كبيرة بالنسبة للشعب الفرنسي.
إذا هي معركة محتدمة قبل أيام على موعد الانتخابات، لا شكّ انها ستشهد مزيدا من التطورات في عالم يشهد الكثير من الاحداث والتبدلات والتقلبات يومياً، ومعها ستكون آراء المرشحين للرئاسة بالقضايا الداخلية والخارجية محط ترحيب أو نقد من الناخب الفرنسي.
المصدر: خاص