توّجت رواية «مصائر»: كونشرتو الهولوكوست والنكبة»، للفلسطيني ربعي المدهون، أمس الثلاثاء، بالجائزة العالمية للرواية العربية «بوكر» 2016، وقيمتها 50 ألف دولار أمريكي، إضافة إلى ترجمة العمل للغة الإنكليزية. والمدهون هو أول فلسطيني يفوز بالجائزة، التي سبق ووصل إلى قائمتها القصيرة في 2010.
وكانت «مصائر»: كونشرتو الهولوكوست والنكبة» بين ست روايات بلغت القائمة القصيرة للجائزة» ضمت إلى جانبها «نوميديا» للمغربي طارق بكاري، و«عطارد» للمصري محمد ربيع، و«مديح لنساء العائلة» للفلسطيني محمود شقير، و«سماء قريبة من بيتنا» للسورية شهلا العجيلي، و»حارس الموتى» للبناني جورج يرق.
وحصلت كل رواية وصلت إلى القائمة القصيرة في التاسع من فبراير شباط الماضي على عشرة آلاف دولار. وجاء الإعلان أمس في أبوظبي، عشية افتتاح الدورة 26 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، والذي يقام في الفترة من 27 أبريل/ نيسان إلى الثالث من مايو/ أيار.
وتشكّلت لجنة تحكيم الجائزة برئاسة الكاتبة والناقدة الإماراتية أمينة ذيبان، وعضوية كل من الصحافي والشاعر المصري سيد محمود، والأكاديمي المغربي محمد مشبال، والناقد اللبناني عبده وازن، والمترجم منير مويتش من البوسنة. وهذه هي الدورة التاسعة للجائزة التي أصبحت بمرور السنين إحدى أبرز الجوائز الأدبية عربياً من حيث القيمة والمشاركة. ترعى الجائزة «مؤسسة جائزة بوكر» في لندن، بينما تقوم هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في الإمارات بدعمها مالياً.
الرواية تبدأ بحكاية إيفانا الفلسطينية الأرمنية، التي أحبّت في صباها طبيباً بريطانياً في زمن الانتداب على فلسطين، فأنجبت منه بنتاً سمّياها جولي، وهربا بها إلى لندن عشية نكبة عام 1948. بعد سنوات طويلة، وقبل وفاتها، توصي إيفانا ابنتها أن تحرق جثتها، وتنثر نصف رمادها فوق نهر التايمز، وتعيد نصفه الآخر إلى موطنها الأصلي: عكا القديمة. تقول في وصيتها «خذوا بعضي، وكل روحي إلى عكا يعتذران لها حارة حارة. خذوا ما تبقى مني، وشيّعوني حيث ولدت، مثلما ستشيّعني لندن حيث أموت. يا أصدقائي وأحبتي، يوماً ما، لا أظنه بعيداً، سأموت. أريد أن أدفن هنا، وأن أدفن هناك». بعد وفاتها تنفّذ جولي وصية أمها بمساعدة زوجها وليد دهمان (بطل رواية ربعي المدهون السابقة «السيدة من تل أبيب»)، فيسافران إلى فلسطين ويتجولان في مدنها، ويقعان في عشقها.
فوز هذه الرواية أيضا سيركز أضواء مستحقة على فئة من الشعب الفلسطيني بقيت في الظل فترة طويلة، هي فئة فلسطينيي الداخل، فأحداث الرواية تدور في حيفا ومدن أخرى في الداخل، والناشر الذي قدمها للجائزة هو صالح عباسي ابن حيفا ومدير مكتبة كل شيء. وكذلك الاشكاليات التي تعالجها تمس حياة فلسطينيي الداخل.
يذكر أن الروائي المدهون ولد في مدينة المجدل/عسقلان 1945. بعد نكبة العام 48 هاجر مع عائلته إلى قطاع غزة، وأقام في خان يونس، حيث أتمّ تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي. حصل على ليسانس آداب قسم تاريخ عام 1970 من جامعة الإسكندرية.
عمل في الصحافة ولم يزاول مهنة غيرها. نشر إنتاجه من قصص ومقالات سياسية في العديد من المجلات والصحف العربية. وهو يحمل الجنسية البريطانية ويعيش في لندن.
المصدر: جريدة القدس العربي