غالباً ما يُطرح موضوع التوتر والاكتئاب وأثاره السلبية على كل من يصاب به، ليقدم علماء النفس النصائح المتنوعة لتفادي مظاهر الاكتئاب، إلا أن علماء ألماناً صرحوا أن اضطرابات الاكتئاب ليست فظيعة كما يُشاع عنها، بل من الممكن حتى أن يكون لها آثار ايجابية.
ورغم ميل الجميع للاعتقاد السائد بأن الاكتئاب مرض خطير جداً، قد يؤدي إلى زعزعة كيان الشخص نفسياً وجسدياً، ويثير المتاعب لمن حوله، إلا أن العلماء أقروا بوجود جوانب إيجابية للاكتئاب، إذ أثبت أحد العلماء الألمان ذلك عبر القيام ببعض التجارب التطبيقية على الحيوانات أولاً، ومن ثمّ على مجموعة من الأشخاص.
وبحسب تقرير صحيفة Malisha الروسية، فقد قام الباحثون بتجارب على الفئران، حيث تم إخضاعها إلى وضعيات وتجارب صعبة، إذ قام العلماء بغمرها بالمياه لأيام، دون تعريض حياتها للخطر، ما ترتب عنه إصابة الحيوانات بالذعر.
وقد تبين من خلال هذه التجربة أن الحيوانات شعرت باليأس في البداية واختارت الاستسلام إلا أنها سرعان ما تكيّفت مع الظرف وحاولت التعايش معه، ووفقاً لذلك، أكد العلماء أن الدماغ البشري يستجيب بنفس الطريقة إلى المواقف الصعبة التي يواجهها.
ولإثبات نظريتهم، قام العلماء بإجراء تجارب مع البشر وذلك عن طريق إخضاع المئات من الأشخاص لبعض التجارب والاختبارات المختلفة، وكان من بين المتطوعين للقيام بالتجارب أشخاص يعانون من الكآبة والاضطرابات النفسية.
وتجدر الإشارة إلى أنه تبين لاحقاً أن المصابين بحالات اكتئاب تمكنوا من التعامل مع الأوضاع غير الاعتيادية التي فرضها عليهم الاختبار بشكل أفضل من غيرهم، كما تمكنوا من التكيف مع الوضع بشكل أسرع.
والأكثر من ذلك، تبين أن للأشخاص المصابين بالاكتئاب قدرة أكبر من غيرهم على تجاوز الاختبارات القائمة على الألغاز والرموز بنجاح، إذ أن باستطاعتهم التخمين وإيجاد الحلول بسرعة خاصة وأن دماغ الشخص المصاب بالاكتئاب تعوّد على التعامل مع المواقف الصعبة المتنوعة.
تبعًا لذلك، يمكن أن نستنتج أن الاكتئاب والظروف الصعبة التي يترتب عنها الشعور بالتوتر والإجهاد النفسي، مفيدة جداً للإنسان وتساعده على التكيف مع مواقف الحياة المختلفة والنجاح في تجاوزها.
المصدر: هافينغتون بوست